اقتحام نتنياهو وريفلين الحرم الإبراهيمي "استفزاز للمسلمين"
أكد نبيل أبو ردينة المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية إن "اقتحام نتانياهو وريفلين الخليل يشكل تصعيداً خطيراً واستفزازاً لمشاعر المسلمين",
وأضاف أن "ذلك يأتي في سياق استمرار الاعتداءات على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، سواء في مدينة القدس المحتلة أو مدينة خليل الرحمن".
وأضاف أن "ذلك يأتي في سياق استمرار الاعتداءات على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، سواء في مدينة القدس المحتلة أو مدينة خليل الرحمن".
وحذر من التداعيات الخطيرة لهذا الاقتحام الذي يقوم به نتانياهو، لكسب أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي، وضمن مخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف، وحمل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجر المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن لأحد تحمل نتائجها وعواقبها.
وأكد ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية ضد مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لمنعها باعتبارها ضمن لائحة التراث العالمي.
وفي وقت سابق قالت مصادر فلسطينية إن السلطات الإسرائيلية أغلقت المحال التجارية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وأخلت كافة المدارس فيها تمهيداً لوصول نتانياهو وريفلين إلى المدينة.
ما لا تعرفه عن مدينة خليل الرحمن
تعتبر مدينة الخليل من أقدم المدن الفلسطينية وأكبرها مساحة، وأعرقها حضارة، سميت بهذا الاسم نسبة إلى خليل الله إبراهيم عليه السلام الذي سكنها عام 1800 قبل الميلاد، وفقاً لتقرير أعدته "دنيا الوطن".
تقع المدينة جنوب الضفة الغربية، ويحدها من الجهة الشمالية مدينة بيت لحم، ومن الجهة الجنوبية مدينة بئر السبع، ومن الجهة الشرقية الأغوار وأريحا، ومن الجهة الغربية قرى شمال شرق غزة وقراها المهجرة عام 1948.
اقتصادياً، تعد الخليل أنشط المدن الفلسطينية من ناحية الاقتصاد والتجارة، بسبب كثرة أسواقها، وتوافد الناس إليها.
ودينياً تعتبر الخليل من الأماكن المقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث.
جغرافياً، تقع في أقصى جنوب الضفة الغربية، على بعد 35 كم عن مدينة القدس، ومساحتها 42 كم، وترتفع عن سطح البحر 860 – 1020 متر.
الخليل عبر التاريخ:
عمر المدينة طويل جداً، فالخليل من أقدم مدن العالم المأهولة، فأصل المدينة في منطقة تل الرميدة قبل أكثر من 6000 عام، أي في القرن الألف الخامس قبل الميلاد، وبالتحديد في العصر الحجري النحاسي.
وفي العصر البرونزي القديم 2700 قبل الميلاد، كانت الخليل كنعانية مسورة، وتسمى "كريات أربع"، نسبة إلى الملك العربي الكنعاني (أربع بن عناق)، أو يقال لأنها كانت مبنية على أربع تلال.
يقول الدكتور أحمد الرجوب المدير العام في وزارة السياحة والآثار في مدينة الخليل بالنسبة لأهمية الخليل الدينية لمراسلة دنيا الوطن: "لقد اكتسبت الخليل أهميتها الدينية من زيارة إبراهيم عليه السلام لها، حيث يعتقد أنه اشترى مغارة وبنى عليها المسجد الابراهيمي، وفيه تم دفنه وزوجته سارة، واسحق ويعقوب وزوجاتهم عليهم السلام، وفيما بعد أُحضرت رفات يوسف عليه السلام ودفنت في نفس المنطقة.
كانت المدينة في ذاك الوقت مسورة بأسوار عاليه لحمايتها، وبعد عام 1500 قبل الميلاد هجر تل الرميدة لتغييرات سياسية طرأت على المنطقة، ولكنهم عادوا إليه في العصر الحديدي الثاني.
احتل الملك هيرود الأدومي العربي مدينة الخليل، فبنى جدران الحرم، وبنى حول القبور (الحير) لحمايتها.
ثم انتزعها البيزنطيون منه، وفتحوا أول منفذ في الحير الهيرودي، واستعمل الحرم ككنيسة آنذاك، إلا أن الغزو الفارسي بعد ذلك هدم أغلبية الكنائس والأديرة، وبقيت الخليل تحت الاحتلال الفارسي حتى الفتح الإسلامي.
في العهد الإسلامي أُوليت المدينة عناية خاصة كونها مقدسة، وانتقل السكن من منطقة تل الرميدة إلى منطقة الحرم الإبراهيمي، وفي العهدين الأموي والعباسي بنيت الحارات بشكل مبدئي.
في العام 1167 م سيطر الصليبيون على الخليل كما باقي بلاد الشام، لغاية معركة حطين عام 1187، واستعادتها من قبل صلاح الدين الأيوبي، وفي ذاك الوقت نقل منبر عسقلان إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، ويعتبر المنبر تحفة نادرة بعد حرق منبر المسجد الأقصى.
في الفترة المملوكية تطورت الخليل بشكل كبير، حيث بنبت الحارات بشكلها الموجود الآن.
ومن الملاحظ أن البيوت بنيت بشكل يوفر لها الأمن والأمان، حيث صممت بدون أبواب إلا باب واحد يطل على "حوش" الحارة، والحارة كلها مرتبطة "بالحوش" الوحيد لها، ذو البوابة والقوس المميزين لكل حارة.
وبقيت المدينة منارة تطور عمراني وديني واقتصادي وثقافي للحكم العثماني وما بعده.
الخليل والاحتلال الإسرائيلي:
احتلت دولة الاحتلال مدينة الخليل في 5/6/1967، كما باقي المدن الفلسطينية. ومنذ لحظة احتلالها سعت دولة الاحتلال إلى تقسيم المدينة إلى قسمين، وتقسيم الحرم الإبراهيمي كذلك إلى منطقتين، وبناء أكبر عدد ممكن من البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة ومحيطها، بالإضافة إلى قرية "كريات أربع" جنوب المدينة.
الخليل المدينة الوحيدة التي تحوي في داخلها بؤرا استيطانية، وهي خمسة: مستوطنة تل الرميدة، والدبويا، وأسامة بن منقذ، وسوق الخضار، والاستراحة السياحية قرب الحرم الإبراهيمي، بالإضافة إلى "كريات أربع" و "خارسينا".
ومنذ احتلالها وإسرائيل تنتهج عدداً من السياسات العنصرية لتفريغ سكان البلدة القديمة منها، فمثلاً شرعت إلى مصادرة العديد من البيوت والمحال التجارية بالضغط على أصحابها بهجمات المستوطنين الدائمة، وإغلاق شوارع رئيسية كشارع الشهداء الذي كان يمثل شريان الحياة بالنسبة لمدينة الخليل.
وفي عام 1994 ارتكب المستوطن باروخ غولدنشتاين مجرزة في الحرم الإبراهيمي، بإطلاق النار على المصلين في الحرم، حيث راح ضحية هذه المجزرة 29 شهيداً، بالإضافة إلى الكثير من الجرحى.
هذه السياسات أدت إلى تفريغ البلدة القديمة من سكانها، وإغلاق عدد كبير من محالها التجارية، ولكن وزارة السياحة والآثار وبالتعاون مع لجنة إعمار الخليل وبلدية الخليل ما زالوا يكرسون جهودهم لإعادة نبض الحياة إلى البلدة القديمة.