بحضور دبلوماسيين ومثقفين إيطاليين.. مكتبة الإسكندرية تحتفي بالعالم "دافنشي"
قال الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن ليوناردو دافنشي خلف للبشرية جمعاء إرثًا إنسانيًا عظيمًا، ووصفه بحجز الزاوية في تاريخ الفن والعمارة. جاء ذلك خلال افتتاح "الندوة الدولية لإحياء الذكرى الــ500 لرحيل ليوناردو دافنشي.. إرث عالمي"، التي تنظمها مكتبة الإسكندرية اليوم الإربعاء بالتعاون مع السفارة الإيطالية والمعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة والمتحف الوطني للعلوم والتكنولوجيا بإيطاليا.
وأكد الفقي أنه أعجب بشخصية ليوناردو دافنشي منذ صغره، فقد كان رمزًا للصبر والإخلاص والتفاني في العمل، وكرس حياته من أجل مستقبل البشر جميعًا.
وأعرب عن سعادته لتنظيم هذا الحدث بمكتبة الإسكندرية، كما رحب بالتعاون مع السفارة الإيطالية والمعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة والمتحف الوطني للعلوم والتكنولوجيا بإيطاليا، وبمشاركة طلاب معهد دون بوسكو في الندوة.
ولفت مدير مكتبة الإسكندرية إلى أنه تلقى من وزير البترول الراحل عبد الهادي قنديل قبل وفاته مجلدين قيمين عن ليوناردو دافنشي كان قد حصل عليهما كإهداء بعد توقيع إحدى الاتفاقيات مع إيطاليا، ليتم حفظهما ضمن المجموعات القيمة والنادرة بمكتبة الإسكندرية.
من جانبه، أعرب جيلدو سامبيري القنصل الفخري لدولة إيطاليا في الإسكندرية، عن سعادته لاحتفاء مكتبة الإسكندرية بتراث ليوناردو دافنشي، مؤكدًا أن المكتبة أعطت الفرصة لدافينشي بأن يعيش في منبع الثقافة والتاريخ بعد مرور 500 عام على رحيله.
يشارك في الاحتفالية عدد من المتخصصين والخبراء من مصر وإيطاليا، ومنهم: الدكتور جيوفاني لاني؛ محرر صحيفة Il Resto del Carlino الإيطالية، وطبيب العيون والفنان التشكيلي الدكتور فريد فاضل، والدكتور ريكاردو ماجناني؛ خبير اقتصادي وباحث في عصر النهضة، والدكتور باولو فانينو بالمعهد الثقافي الإيطالي، والفنان الإيطالي كارلو سيموني. كما سيتحدث في الندوة الدكتور باولو ساباتيني؛ مدير المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة، بمداخلة عبر الانترنت.
ويُصاحب الندوة معرضًا حول أعمال دافنشي في العلوم، يضم صورًا من نماذج مجموعة المتحف الوطني للعلوم والتكنولوجيا بإيطاليا.
من هو دافنشي؟
وهو فنان عصر النهضة، وهو رسام، ونحات، ومهندس معماري، قد جسد النهضة الإنسانية بفنّه وعبقريته، وُلد في أنشيانو الإيطالية بالقرب من بلدة فنشي، وكانت ولادته في 15 نيسانأبريل من عام 1452م، وتوفّي في 2 أيارمايو عام 1519م في مدينة كلوكس الفرنسية، والتي تُعرف الآن باسم كلوس لوسي.
وقد تمتع بشهرةٍ عظيمة وفريدة من نوعها، حيث إنّه كان أحد أكثر الرجال في عصره تعددًا للمواهب، وقد ترك خلفه العديد من اللوحات والمدونات التي تشير إلى مدى براعته وكثرة مهاراته، وكان له إسهامات في العديد من الأمور وخاصّة في علم التشريح، قد كان دا فنشي يستمد معظم علومه ومعرفته من القراءة.
أهم اختراعاته؟
وجاءت أهم اختراعات "دافنشي" ظلة الهبوط: إن اختراع مظلة الهبوط أو الباراشوت يعود إلى سيباستين لينورماند والذي اخترعها في عام 1783م، إلّا أن الفكرة في أساسها صدرت عن دا فنشي قبل أن تصدر عن سيباستين بنحو مئتي عام، وكان دا فنشي قد صمم مظلة هبوط ثلاثية الشكل بدلًا من أن تكون دائرية كما في المظلات الحديثة.
رسومات توضيحية لهيكل الطائرة المروحية في أواخر القرن الخامس عشر، وكان يطلق عليها Helical Air Screw، والجدير بالذكر أنّ الطائرات في هذه الأيام تتشابه إلى حدٍ كبيرٍ مع رسومات دا فنشي القديمة.
أضاف دا فشني تعديلات عدة على جهاز الأنيموميتر الأمر الذي جعل قياس سرعة أسهل، وقد كان ليون باتيسيا قد اخترع الأنيموميتر في عام 1450م.
يعد تصميم المركبة الطائرة الذي صممه دا فنشي من أشهر ما قام به في مجال الملاحة الجويّة وقد أسمى تصميمه Ornithopter، حيث كان لدا فنشي شغفٌ كبيرٌ في أمور الطيران، وكان دائم الحلم بأنّ الإنسان سوف يحلق يومًا ما في السماء.
صمم دا فنشي سيارة بمحكٍّ يمكّنها من الحركة لوحدها، وكان الأسبق في ذلك، حيث صممها قبل أن تخطر فكرة السيارة ذات المحرك على بال أحدٍ من قبله.
صمم دا فنشي الساعة المائية أو المنبه المائي من خلال تجميع الماء ثم تنقيطه في وعاءٍ آخر وعند امتلائه يقوم الماء بالتأثير على مجموعة رافعات وظيفتها رفع قدميّ النائم ليستيقظ.
خرج دا فنشي بفكرة معدات الغوص والزي الخاص بذلك عندما اقترب غزو الأتراك لمدينة فينيسيا في أواخر القرن الخامس عشر، وكانت هذه الفكرة حربية إلى حدٍ ما تهدف إلى المساعدة في الغوص وثقب سفن العدو، إلّا أن انسحاب الأتراك حال دون تنفيذها.
من أشهر ما اخترع دا فنشي في المجال الحربي، هي الدبابة المدرعة وقد احتوت على مجموعة من المدافع الخفيفة المرتبة على منصة دائرية الشكل تسمح بحكرتها 360 درجة، وفي أعلى هذه المنصة غطاء كبير شبيه بقوقعة السلحفاة مضاف إليه ألواح معدنية لتحقيق حماية أفضل.