مشؤول: طهران لن تعود لالتزامات الاتفاق النووي الإيراني إلا بشرط

عربي ودولي

بوابة الفجر


أجرت إيران مؤخرًا مفاوضات مع باريس حول العودة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة. وقدمت فرنسا للجمهورية الإسلامية خط ائتمان مضمون من عائدات النفط الإيراني، لكن الخطة تعتمد على موافقة الولايات المتحدة على إعفاءات تصدير النفط.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي: "إن عودتنا إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي تخضع لاستلام 15 مليار دولار على مدى أربعة أشهر، وإلا فإن عملية تخفيض التزامات إيران ستستمر"، بحسب وكالة "فارس".

وأضاف نائب وزير الخارجية الإيراني، أنه إذا لم تحصل طهران على الشريحة، فسوف تستمر في التراجع عن التزاماتها بالاتفاق النووي.

غير أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال إنه من غير المرجح أن تتوصل إيران إلى اتفاق مع الدول الأوروبية في الأيام القليلة المقبلة، وذكر أنه سيكون أمام أوروبا شهرين للوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق.

وأُعيد فرض العقوبات الأمريكية على إيران في 8 مايو 2018، عندما قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب بلاده من جانب واحد من الاتفاق النووي. وبعد مرور عام، أعلنت طهران أنها ستعلق جزئياً بعض التزاماتها الخاصة بـخطة العمل الشاملة المشتركة، وستمنح الأطراف الموقعة الأخرى مهلة 60 يومًا لإنقاذ الاتفاق.

ومع انتهاء المهلة المحددة، بدأت إيران في تخصيب اليورانيوم إلى ما دون مستوى 3.67 في المائة، المحدد في الصفقة، محذرة من أنها ستتخلى تدريجيًا عن التزاماتها النووية كل 60 يومًا.

ووفقًا لماجاء بوكالة "سبوتنيك"، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، يوم أمس الثلاثاء، بأن طهران قلقة إزاء تقارير إعلامية تشير إلى احتمال تورط هولندا في تخريب برنامج إيران النووي عام 2007، موضحا أن عملية التحقق من المعلومات جارية.

وأشار موسوي إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية قد أعربت عن قلقها لوفد وزارة الخارجية الهولندية الموجود في طهران بزيارة مقررة مسبقا.

وبحسب صحيفة "إن إل تايمز"، فإن صحيفة "فولكس كرانت" الهولندية نقلت عن مصادر، أن عميلا للاستخبارات الهولندية قد اخترق منشأة نووية في مدينة نطنز الإيرانية وقام بنشر فيروس مدمر أدى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لسنوات، وأفيد بأن الحديث يدور حول الفيروس "ستوكسنيت"، الذي تم تطويره من قبل وكالات استخبارات الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال موسوي في تعليق له "إن وزارة الخارجية، وسفارة طهران في هولندا تتحقق بعناية من تلك المعلومات."

وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، حذرت فرنسا، إيران، يوم أمس الثلاثاء، من أنها ستوجه "إشارة سيئة" في حال قررت مرة اخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، تقليص التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي، كما هدد الرئيس حسن روحاني.

في الوقت نفسه، زار وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الثلاثاء، واشنطن لبحث ما تطلبه الولايات المتحدة مقابل السماح للإيرانيين بتصدير قسم من نفطهم.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، إن الوزير لومير موجود في واشنطن "لمعرفة ما يمكن أن تلتزم به الولايات المتحدة لمتابعة ما سبق أن تحدث عنه الرئيس دونالد ترامب" خلال قمة مجموعة السبع الأخيرة في فرنسا.

وكثف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجهود خلال الفترة الأخيرة محاولا إنقاذ الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018 قبل أن تعيد فرض عقوبات اقتصادية على طهران تخنق اقتصادها.

وتسعى باريس لإقناع الولايات المتحدة بالتخفيف من عقوباتها التي تحول دون تصدير النفط الايراني، مقابل مضي ايران بالالتزام بما هو وارد في الاتفاق النووي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الثلاثاء إن "هناك أمورا كثيرة لا تزال بحاجة لتسوية والوضع يبقى هشا للغاية"، قبل ان يضيف "لكننا لا نزال نتحادث وسط اجواء نسبية من الثقة".