"آثار بني سويف المُهملة".. 4 مناطق سياحية تجاهلتها الشركات.. والمحافظ: نتبنى خطة طموحة بدأنا تنفيذها
تمتلك محافظة بني سويف العديد من المناطق السياحية والمعالم الأثرية، وعلى الرغم من ذلك تجاهلتها برامج شركات السياحة، وأغفلت عدم إدراج تلك المناطق ضمن برامج المزارات التى تعدها وتروجها داخليًا وخارجيًا، رغم ما تمتلكه من معالم فرعونية كمنطقة هرم ميدم ومنطقة إهناسيا الأثرية، وآثار دشاشة ومنطقة كوم النور وواحدة كهف سنور، وغيرها من المناطق التى تضم عددًا من المعالم الأثرية الفرعونية والقبطية والرومانية، كفيلة بوضعها على الخريطة السياحية وإدراجها ضمن برامج شركات السياحة، كونها تملك مقومات وكنوز أثرية ضخمة يمكنها ان تضاهي الاقصر واسوان بآثارها، ولكنها تفتقد الجانب الدعائي والترويجي لها بصورة تجذب السياح.
هرم ميدوم
وتأتى منطقة واحدة وهرم ميدوم على رأس المناطق الأثرية الفرعونية ببني سويف، حيث تقع المنطقة فى الجانب الغربي لمدينة الواسطي، تضم الهرم المدرج، أول هرم بني فى التاريخ، بناه الأمير "حوني" واستكمله "سنفرو" ويرجع للأسرة الرابعة وكان مكونًا من 7 درجات لم يتبق منها سوى 4 درجات وكذلك المعبد الجنائزى والطريق الصاعد ومصاطب كبار رجال الدولة والامراء، إلا أن شركات السياحة تجاهلته فى برامجها السياحية، ولم تسعي المحافظة للإستفادة من هذا الأثر الفريد من نوعه، بمحاولة تطوير المنطقة المحيطة به ووضعه على الخريطة السياحية، خاصة وأن المسافة التى تفصله عن أهرامات الجيزة لا تتجاوز الـ80 كيلو متر، فتجاهل المحافظون المتعاقبون الدور الإعلامي والدعائي لهذه المنطقة التى تذخر بالعديد من الأماكن والمزارات السياحية.
عاصمة مصر
وتأتى منطقة إهناسيا الأثرية، ضمن قائمة المزارات السياحية المهملة ببني سويف، لما تمتلكه من مرجعية تاريخية، حيث كانت إهناسيا عاصمة مصر القديمة فى الأسرتين التاسعة والعاشرة، وتزيد مساحتها عن 360 فدانًا، تضم بين أسواره العديد من بقايا المعابد وعثر على مجموعة كبيرة من الآثار أهمها تمثالين من الكوارتز لرمسيس الثانى والمدينة العظيمة ذات طبيعة دينية خاصة في التاريخ الفرعوني القديم وكانت مسرحا للاسطورة الفرعونية القديمة هلاك البحرية، وكانت مقرا لاقامة المعابد خلال الاسر التاسعة والعاشرة والثانية عشرة وخلال عصري الدولة الحديثة واليوناني الروماني.
وكانت إهناسيا عاصمة الإقليم العشرين قبل توحيد القطرين، وعثر بها علي مجموعة من المقابر من عصر الأسرة 22 وبها نقوش مختلفة، ومازالت بقايا أعمدة المعبد الروماني موجودة حتي الآن بالمنطقة وخرجت من المنطقة مجموعة كبيرة من الآثار الصغيرة المتمثلة في الأواني الكانوبية أواني حفظ الأحشاء، عند تحنيط المتوفي، والتمائم، والأواني الفخارية، والحلي الموجودة في متحف بني سويف ومتحف اهناسيا حاليا، ما زالت الاكتشافات الاثرية والمعابد الفرعونية تتوالى فى المنطقة التى لم تبح بأسرارها بعد
أثار الحيبة
وفى جنوب المحافظة، بمركز الفشن، منطقة آثار الحيبة التى كانت تعرف باسم "حات بنو" وسميت فى العصر اليونانى "هيبونوس" ثم حرفت الى اسمها الحالى "الحيبة" تم العثور على بردية مغامرات "وين امون" ومدفن "باوجمنترى" رئيس الاسطبل فى عصر رمسيس الثالث، ويوجد فى المتحف المصرى ومتحف برلين وهلديهايم ورويكسن مجموعة من الاثار التى تم العثور عليها بهذه المنطقة والتى تتبع مركز الفشن، الذى يضم أيضًا من "الجمهود" تضم مجموعة من الاثار التى تعود للعصرين اليونانى والرومانى ومجموعة من التوابيت الخشبية التى تضم نصوصا هيروغيليفية.
كهف سنور
ولم تقتصر كنوز بني سويف السياحية، على المناطق الأثرية فقط، بل يأتى كهف "وادي سنور" شرق مركز ببا، كأحد أهم المزارات الطبيعية بالمحافظة، فمنذ 40 عامًا وبالتحديد فى أكتوبر 1989م من القرن الماضي، وعلى بعد 70 كيلو مترًا جنوب شرق محافظة بني سويف، أكتشف عمال محجر الألباستر محمية "كهف وادي سنور" الثالثة من نوعها على مستوى العالم، ويرجع عمرها لملايين السنين، وصفوها خبراء الكهوف الدوليين وأساتذة الجيولوجيا بالجامعات المصرية، بالتحفة الجيولوجية الجاذبة للسياح، فمنذ إكتشافها لم تتوقف الدراسات والأبحاث التى تجرى حولها، للإستفادة منها سياحيًا.
وقال أحمد رشاد، مدير المحمًية، إن المنطقة تضم كهف وادي سنور والذي اكُتشف عام 1989 أثناء استغلال خام الألباستر المصري من المحجر وهو من أجود أنواع الرخام فى العالم بالإضافة إلى أن الكهف به كميات كبيرة من المواد المزينة عبارة عن صواعد وهوابط وستائر وأعمدة جميلة.
وأوضح رشاد، نشأة الكهف والتي تكونت عبر ملايين السنوات نتيجة تفاعلات كيميائية للمياه الجوفية تحت سطح الأرض واختلاطها بالحجر الجيرى منذ العصر الأيوسينى الأوسط "أي منذ 36 إلى 40 مليون سنة" ونظرا لأهمية الكهف فقد أصدر مجلس الوزراء القرار رقم 1204لعام 1992 باعلان منطقة الكهف محمية طبيعية.
مسؤول السياحة
من جانبها أكدت إخلاص أحمد خليل، مدير الإدارة العامة للسياحة ببني سويف، أن مناطق بنى سويف الأثرية والدينية والطبيعية، قليلًا ما تكون مقصدًا لشركات السياحة، إلا فى حالات نادرة، مشيرة إلى أن المحافظة أتجهت مؤخرًا للإعتماد على خططها فى الترويج لمعالم السياحية والأثرية، من خلال النوادى الإجتماعية ورحلات المدارس، فى إطار خطة الوزارة لتشجيع السياحة الداخلية.
محافظ بني سويف: نتبنى خطة طموحة بدأنا تنفيذها
فيما أكد المستشار هانى عبد الجابر، محافظ بني سويف، أن المحافظة تتبني خطة طموحة، بدأت تنفيذها مؤخرًا، لإحداث نقلة نوعية فى مجال السياحة ضمن خطة التنمية الشاملة للدولة، بهدف تشجيع الإستثمار السياحي بإعتباره ركيزة أساسية لتوفير فرص العمل وتخفيض نسبة البطالة من خلال إزالة أي عوائق أمام المستشمرين وتنمية الاستثمار السياحي، فضلًا عن تنسيط سياحة اليوم الواحد من خلال رحلات النوادي والمدارس والجامعات، مؤكدًا أن المحلافظة تزخر بالعديد من المقومات التاريخية الطبيعية التى تؤهلها لأن تكون من أوائل المحافظات سياحيا، مطالبًا شركات السياحة بضرورة البحث والتعرف على تاريخ وحضارة تلك المناطق، وإدراجها ضمن برامجها السياحية.