كيف تقنع الآخرين بأفكارك؟
إن إقناع شخص ما لتصديقك يعني إقناعه بقبول اعتقاد جديد أو تحديث معرفته أو معتقداته حول فكرة موجودة.
لن يقبل جميع الأشخاص أفكارك من المحاولة الأولى، لكن الخبر السار هو أن هناك قواعد يمكن أن تزيد من فرصتك في إقناع الآخرين بتصديقك.
إذا كان الشخص الذي تريد إقناعه لديه معرفة أو خبرة سابقة بشأن ما تحاول إقناعه به، فسيكون هدفك الأساسي هو التخلص من معتقداته وإثبات خطأها. بعد القيام بذلك يمكنك تقديم فكرتك الخاصة. وإذا لم يكن لدى الشخص فكرة سابقة عن هذا الشيء، فيمكنك البدء بمجرد إخباره بمعتقداتك على الفور.
لماذا لا يمكنني إقناع الآخرين؟
قبل تعلم كيفية إقناع الاخرين بالاعتقاد بشيء ما أو بقبول فكرتك، يجب أولًا معرفة الأسباب التي تجعل الناس يعارضون الأفكار والمعتقدات الجديدة بشكل عام:
• صراع الإيمان: إذا أخبرك أحد أصدقائك أن الأرض لا تدور حول الشمس، فما ردك؟ بالطبع لن تصدقه لأنك تعلم بالفعل أن جميع الكواكب التسعة تدور حول الشمس. لديك بالفعل اعتقاد معارض وهذا هو السبب في أنك لم تصدقه. لذا فإن العقبة الأولى التي واجهت صديقك عندما حاول إقناعك أن تؤمن بفكرته هي نظام إيمانك.
• المعرفة: كلما زادت معرفة الشخص بشيء كلما كان إقناعه أكثر صعوبة. ماذا تعتقد أنه سيحدث إذا حاولت إقناع أستاذ في علم الفلك بأن الشمس تبعد 1000 كيلومتر فقط عن الأرض؟ لن يصدقك أبدًا لأنه لديه بالفعل معرفة عميقة بالموضوع وقد يزودك بأدلة علمية تتعارض مع ادعاءاتك. وبالتالي فإن العقبة الثانية أمام إقناع الناس هي مستوى معرفتهم بالموضوع.
• المتشككون: المتشككون هم أشخاص يشككون في كل شيء تقريبًا. لا يقبلون أبدًا أي شيء إلا إذا كانوا متأكدين منه. إذا كنت تتعامل مع شخص متشكك فإن هذا سيضيف المزيد من الصعوبات.
كيفية إقناع شخص ما للاعتقاد في شيء
بناءً على العقبات السابقة، يمكننا التوصل إلى تقنيات مضادة يمكن أن تزيد من احتمال نجاحك عند محاولة إقناع شخص ما. هذه التقنيات هي:
• اضعاف معتقده الحالي: كلما زاد ثباتك وحزمك عندما تتحدث عن افكارك، كلما زاد احتمال هز إيمان الشخص الآخر بهذا الشيء (شريطة ألا يكون لديه الكثير من المعرفة به). تحدث بطريقة واثقة، واستخدم إيماءات لغة الجسد الواثقة، واستخدم نغمة الصوت الواثق وستجد أن الشخص بدأ يشك في معتقداته.
• تقويض قاعدة معارفه: حتى لو كنت واثقا أثناء الحديث، يمكن أن تكون قاعدة معارف الشخص بمثابة حاجز لإقناعه بأفكارك. لهذا السبب فإن إقناع شخص بانك لديك معلومات أكثر منه اهم من إقناعه بفكرتك نفسها. إذا تمكنت من إقناع الشخص ان معلوماتك اكثر، فستصبح مصدرًا موثوقًا لعقله الباطن. لست بحاجة إلى السحر للقيام بذلك، عليك فقط أن تكون مستعدًا بالوثائق الصحيحة والحقائق الثابتة. كلما كان دليلك أكثر وضوحًا، وكلما زادت قدرتك على تقويض قاعدة معارفه، أصبح من الأسهل إقناعه بوجهة نظرك.
• قدّم إثباتات للمتشككين: يمكن للمتشككين أن يؤمنوا بأي شيء شريطة أن تقدم لهم أدلة واضحة تدعم فكرتك. كلما زاد عدد الأدلة التي يمكنك تقديمها لتقوية حجتك، كلما كان الشخص الآخر أقل تشككا، وكان من الأسهل إقناعه.
• برمجة العقل الباطن: يمكن برمجة العقل الباطن عن طريق التكرار، فكلما زاد تكرار البيانات كلما اصبح من الممكن أن تهز المعتقد الموجود بالفعل شريطة:
1) أن يكون العقل الواعي غائبًا أو
2) أن مصدر الفكرة موثوق به
• الإيمان بفكرتك: هل لاحظت أنه عندما يؤمن الشخص بقوة بفكرة ما، فإنه عادة ما يتمكن من إقناع الآخرين بالإيمان بها؟ عادة ما ينجح رجل الأعمال الذي يعتقد أن فكرته مميزة في انجاز أعمال جيدة للغاية. كلما زادت ثقتك في فكرتك، زادت قدرة إقناعك عند الحديث عنها.
• التكرار وقانون الجذب: يمكنك برمجة عقل شخص ما بمرور الوقت. في كل مرة تقابله تحدث قليلا عن فكرتك ثم اتركه. إن العبارات التي قلتها له ستسكن عقله الباطن وسيتم تخزينها إلى أن يعززها شيء ما. على سبيل المثال، إذا استمررت في إخبار صديقك بأنه سائق ضعيف، فقد لا يصدقك حتى يتعرض لحادث. عندما يحدث هذا، سيتذكر كل تعليقاتك حول مهاراته في القيادة وسيكون مقتنعًا بأنك على صواب.