وعيد وتهديد.. هل ينجح حزب الله في كبح جماح الاحتلال والقضاء على حلم نتنياهو؟

فى الساعات الأولى من صباح يوم السبت الموافق 25 أغسطس، اندلعت شرارة الحرب بين قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحزب الله اللبناني، على الحدود بينهما، حيث تمكن الحزب من إسقاط طائرتي استطلاع إسرائيليتين، فى ضاحية بيروت الجنوبية.

حزب الله يستنكر إسقاط طائرتي الاستطلاع الإسرائيلية

وسرعان ما استنكر المسؤول الإعلامى فى حزب الله محمد عفيف، أن يكون للحزب أى صلة حول أسقط طائرتي الاستطلاع الإسرائيليتين، قائلًا: "لم نسقط أي طائرة استطلاع، لافتًا إلى أن الطائرة الأولى سقطت دون حدوث أضرارًا، أما الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار مادية وإصابة 3 أشخاص، بمبنى المركز الإعلامي للحزب، الذي يقع في الطابق الأول بمنطقة معوض".

صحيفة إسرائيلية تزعم: إصابة جهازا خطيرا لـ"حزب الله" 

وزعمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الطائرتين الإسرائيليتين اللتين اخترقتا الأجواء اللبنانية، قد أصابتا جهازا خطيرا خاصا بالبرنامج الصاروخي لـ"حزب الله" اللبناني، لافتة إلى أن الضربة ألحقت ضررا بـ"خلاط كوكبي"، وزنه 8 أطنان، يستخدم لصناعة دوافع تحسن أداء محركات الصواريخ وتزيد دقتها.

محلل عسكري: هجوم الضاحية رسالة إسرائيلية بانتهاء 13 عاما من الهدوء

واعتبر ألون بن دافيد، المحلل العسكري للقناة 13 التلفزيونية، أن الهجوم الإسرائيلي في معقل حزب الله اللبناني، واستهداف ما وُصف بأنه جهاز لتحسين دقة الصواريخ، قد يشكل نهاية 13 عاما من الهدوء عند الحدود الشمالية، ويقربنا، لأول مرة منذ سنوات، إلى خطر الحرب مقابل حزب الله.

محلل سياسي: نتنياهو حاول استغلال حادثة الطائرة كوسيلة دعائية

وأعلن جمال واكيم، المحلل السياسي اللبناني، فى تصريحات صحفية، أن "الطائرة المسيرة كانت تستهدف شخصية كبيرة في حزب الله، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو، يريد تقديم الحادث كإنجاز في حملته للانتخابات المقبلة، لكن الاستهداف فشل".

مهمة عسكرية.. وتحليق مكثف

وكشف وكالة "سبوتنيك" الروسية، نقلاً عن مصدر، أن طائرة الاستطلاع كانت فى مهمة عسكرية لزرع عبوات ناسفة، ومجهزة لتنفيذ عمليات اغتيال، فيما واصلت طائرات إسرائيلية حربية التحليق فوق العاصمة بيروت على علو منخفض بكثافة فى أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت.

حسن نصر الله: لن نسمح مجدداً بدخول طائرات إسرائيلية 

وظهر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فى كلمة متلفزة بمهرجان إحياء الذكرى الثانية لتحرير جرود لبنان الشرقية فى بلدة العين شرق لبنان، قائلًا: إن الحزب لن يسمح مجدداً بدخول طائرات إسرائيلية مسيرة إلى لبنان، مشدداً على أنه سيسقطها، فيما أعلنت إسرائيل، أن ضربتها الأخيرة في سوريا تظهر لطهران أن قواتها مستهدفة في أي مكان.

رد حاسم فى أقل من 24 ساعة

ولم تمر 24 ساعة على تهديدات زعيم حزب الله، إلا أن أعلن جيش الاحتلال، أنه تم إطلاق عدة صواريخ مضادة للدبابات من نوع "كورنيت" المضاد للدروع، من لبنان نحو قرية أفيفيم الحدودية الإسرائيلية، وتدمير آلية عسكرية إسرائيلية، واضطر الاحتلال لفتح الملاجئ، ومن ناحية أخرى، قصف الاحتلال قرية مارون الراس وقرى أخرى بمحافظة بنت جبيل الحدودية بـ30 قذيفة.

احتفالات شعبية عارمة بالقرى الجنوبية اللبنانية

وشهدت القرى الجنوبية اللبنانية المحاذية لإسرائيل، احتفالات شعبية عارمة بمناسبة رد المقاومة اللبنانية على إسرائيل؛ باستهداف عربة عسكرية في موقع أفيفيم العسكري في الأراضي المحتلة اللبنانية، حسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية.

مراقبون: اندفاع الاحتلال تجاه المواجهة "دعاية انتخابية"

وعلى الجانب الإسرائيلي يرى مراقبون، أن اندفاع إسرائيل تجاه مواجهة مع حزب الله على الأراضي اللبنانية، وتنفيذ إسرائيل لعدة هجمات مؤخرا ضد أطراف تعتبرها محسوبة على إيران في عدة دول عربية، هو بمثابة نوع من الدعاية الانتخابية، التي تستثمر المواجهات العسكرية لصالح الساسة الإسرائيليين.