تراجعات حادة في العديد من المؤشرات.. أمواج العقوبات تدمر الاقتصاد الإيراني
لم تبقِ العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران أي قطاع اقتصادي دون تأثيرات سلبية، ودفعت نحو تراجعات حادة في العديد من المؤشرات، وعقّدت من علاقات طهران الخارجية.
وما تزال ناقلة النفط الإيرانية التي كانت
محتجزة منذ أسابيع في جبل طارق، قبل الإفراج عنها مؤخرا، تجهل وجهتها المقبلة، بعد
رفض اليونان استقبالها.
وقال نائب وزير المالية اليوناني ميلتياديس
فارفيتسيوتيس، إن الناقلة الإيرانية المفرج عنها مؤخرا من قبل حكومة جبل طارق كبيرة
للغاية، بحيث لا يمكنها الرسو في اليونان.
وأضاف ميلتياديس فارفيتسيوتيس لتلفزيون
"أنتينا" اليوناني أن "هذه ناقلة نفط كبيرة للغاية، وتزيد حمولتها على
130 ألف طن.. ولا يمكنها دخول أي مرسى يوناني".
وعن علاقة إيران التجارية مع الخارج، أفادت
الإحصاءات الجديدة الصادرة عن المفوضية الأوروبية بأن التبادل التجاري بين إيران و28
دولة أعضاء في الاتحاد الأوروبي انخفض إلى الربع خلال الأشهر الستة الأولى من العام
الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018.
وقال موقع "راديو فردا" إن التبادل
التجاري بين إيران والاتحاد الأوروبي بلغت قيمته 2.558 مليار يورو في الفترة بين شهري
يناير ويونيو 2019، أقل بنسبة 25% من الرقم المسجل في الفترة ذاتها من العام الماضي.
في المقابل، اشترت شركة هانوا توتال بتروكيميكال
الكورية الجنوبية 500 ألف برميل مكثفات من السعودية للوصول في أواخر أغسطس، وفق ما
ذكر متحدث باسم الشركة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تنوع فيه شركة صناعة
البتروكيماويات الكورية الجنوبية مصادرها للمكثفات لاستبدال الإمدادات الإيرانية بعد
أن أعلنت الحكومة الأمريكية إنهاء إعفاءات من العقوبات على واردات النفط الإيرانية
في أوائل مايو.
وأظهرت بيانات لهيئة الجمارك الكورية أن سيؤول لم
تستورد نفطا إيرانيا في يوليو/تموز، مقارنة بـ788651 طنا استوردتها في الشهر نفسه من
العام الماضي.
وهبط إنتاج إيران النفطي في يوليو/تموز
2019 إلى أدنى مستوياته منذ ثمانينيات القرن الماضي، بفعل عقوبات واشنطن، وفق بيانات
أوبك.
وأظهرت بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول
(أوبك) أن إنتاج إيران من النفط الخام في يوليو/تموز الماضي بلغ 2.213 مليون برميل
يوميا، نزولا من 2.26 مليون برميل يوميا في يونيو السابق عليه.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018 طبقت حزمة
عقوبات أمريكية على إيران، طالت صناعة النفط من إنتاج وتصدير ونقل، إضافة إلى عقوبات
مالية أخرى حالت دون تلقي طهران عائدات النفط في حال تصديره بعيدا عن القنوات الرسمية.
وفي سياق غير بعيد، توقعت مؤسسات أبحاث
دولية أن إيران توشك على حرق كثير من زيت الوقود، جراء العقوبات الأمريكية وقواعد الشحن
العالمية الجديدة، ما يغير خطط طهران التي كانت تتجه للتحول إلى غاز طبيعي أنظف عند
الاحتراق.
وقال أيان موات، كبير الباحثين لدى مجموعة
"وود ماكنزي" لأبحاث واستشارات الطاقة ومقرها المملكة المتحدة، إن محطات
الطاقة والمنشآت الصناعية الأخرى في إيران ستحرق أكثر من 200 ألف برميل يوميا من زيت
الوقود شديد التلوث العام المقبل، أي ضعف الكمية التي استخدمتها في عام 2018.
وأشار إلى أن إيران تنتج فائضاً من زيت
الوقود، وأن الفائض تضخم منذ بدأت الولايات المتحدة في تقييد صادرات عضو أوبك العام
الماضي.