"تمائم وتعاويذ وتوابيت مركبة".. كيف حمى المصري القديم جثث موتاه؟
اعتنى المصري القديم بجثث موتاه فقام بتحنيطها، لأنه اعتقد أن بعد الموت بعث وحياة آخرة خالدة، ويجب أن يبقى الجسد سليمًا لا يُمس حتى يستطيع أن يقوم مرة أخرى بعد الموت، وبعد انتهاء التحبيط تفنن المصري القديم في حماة الجسد.
قال الدكتور عماد بدير مدير عام متحف طنطا، إن الحضارة المصرية قامت علي عقائد دينية ترتكز علي مفهوم البعث والخلود، فكان الحفاظ علي الجسد من أهم العناصر الأساسية للقطوس الجنائزية، وبعد تحنيط الجثمان، كان يتم حمايته بعدة وسائل أولها روحيًا وسحريًا وذلك من خلال التمائم التي توضع بين طيات لفائف المومياء، والتعاويذ التي تكتب على جدران المقبرة وأبوابها.
وتابع أنه بعد الانتهاء من لف جسد المتوفي بطبقات من الكتان يتم وضعه في تابوت، عادة ما يكون التابوت من الجرانيت الصلب، ويكون غطاء التابوت ثقيلًا يصل وزنه في بعض الأحيان لـ 15 أو 30 طنًا، ويكون الغطاء ملتحم مع حافة التابوت بطريقة تعشيق بسيطة بحيث من يريد فتح التابوت يكون مجبرًا على رفع الغطاء لا زحزحته إمعانًا في تصعيب المهمة على أي معتدي.
والتوابيت حتى عصر الدولة الوسطي كانت مستطيلة الشكل ثم تطورت حتى اتخذت الشكل الآدمي في عصر الدولة الحديثة، ثم صار المصري القديم يصنع التابوت الجرانيتي، ثم يضع فيه تابوت خشبي كبير، وداخل تابوت خشبي أصغر، ثم تابوت المومياء نفسها والتي يكون لها قناع، وبالطبع يعتبر خير مثال على ذلك ما وجد في قبر الملك توت عنخ آمون.
وكان المصري القديم يقوم بنقش التوابيت بمناظر العالم الآخر أو بالمناظر السحرية التي تساعد المتوفي علي التغلب علي أهوال العالم الآخر، وكان يتم تذهيب التوابيت الخشبية، وهناك التابوت الملكي للملك توت عنخ آمون والذي صنع من الذهب الخالص وهو محفوظ بالمتحف المصري بالتحرير.
وافتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار أمس متحف طنطا الأثري للزيارة أمام الجمهور بحضور اللواء هشام السعيد محافظ الغربية، وشهد الافتتاح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وقيادات وزارة الآثار بالغربية، وقيادات المحافظة، وعدد كبير من المهتمين بالشأن الأثري.
ويضم المتحف 2000 قطعة أثرية من مختلف المواقع الأثرية في دلتا مصر، من صان الحجر "سايس" وصان الحجر "تانيس" وتل بسطة وبوتو وغيرها من المناطق الأثري التي أثرت المتخف بتلك القطع. ويعتبر المتحف أحد متاحف مصر الإقليمية والذي يمثل أهمية كبرى للمحافظة لأنه سيعمل علي خلق مناطق جذب سياحية جديدة بها، بالإضافة إلى نشر الوعي الأثري لدى أبناء المحافظة.
وتُعد فكرة إنشاء متحف للآثار بطنطا من أقدم مشاريع إنشاء المتاحف الإقليمية بمصر، حيث أنه في عام 1913 وقع الاختيار على مبنى البلدية الخاص بالمدينة ليكون أول متحف للآثار بالمحافظة، ولكن سرعان ما أُغلق، ونُقلت آثاره إلى مدخل سينما البلدية عام 1957.
ثم عادت فكرة إنشاء متحف طنطا مرة أخرى في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وافتُتح المتحف للجمهور في 29 أكتوبر 1990، ولكن بسبب المشكلات التي تعرض لها المبنى أُغلق المتحف مرة أخرى في عام 2000، ولكنه ظل يقدم بعضًا من خدماته الثقافية والتعليمية لأبناء المحافظة، وأعمال تطوير المتحف بدأت في ديسمبر 2017، شملت ترميم مبنى المتحف ومعالجته إنشائيًا، وتغير دهانات الحوائط وتنظيف الأرضيات وجليها بالاضافة إلى وضع فتارين عرض جديدة، وتم تغيير سيناريو العرض المتحفي للمتحف، والذي من أهم ما يميزه هو فاترينة عرض خاصة يقدمها المتحف لزائريه، لعرض مجموعة من القطع الأثرية التي تعبر وتنقل فكرة التواصل الحضاري والثقافي للمجتمع المصري، وموضوعها الموالد وأولياء الله الصالحين.