انتهاكات النظام الإيراني.. جرائم مستمرة في حق العمال والنشطاء (تقرير)
أفادت المقاومة الإيرانية أن النظام الإيراني، يستمر في موجة اعتقالات وسجن وجلد العمال المشاركين في الاحتجاجات العمالية في إيران، موضحة أنه يحاول وقف انتشار الاحتجاجات العمالية التي تصاعدت مؤخراً في إيران، من خلال اعتقال وحبس وجلد الناشطين العماليين.
أحكام بالجلد والسجن
وذكرت المقاومة أن محكمة طهران أصدرت حُكما على رسول طالب مقدم، عضو في نقابة مصلحة نقل الركاب في طهران وضواحيها، بالسجن لمدة عامين و74 جلدة بالسوط وسنتين في المنفى في محافظة خراسان الجنوبية وفرض حظر عليه باستخدام الهاتف المحمول.
وذكرت أنه اعتقل مع العشرات من المشاركين في مظاهرة احتجاج أمام مجلس شورى النظام خلال يوم العمال العالمي، وتم إطلاق سراحه بكفالة بعد بضعة أيام.
ولفتت إلى أن النظام يحتجز عشرات النشطاء العماليين حاليًا في السجون الإيرانية لمشاركتهم في الاحتجاجات العمالية، لكن على الرغم من ذلك، تستمر المظاهرات العمالية، وفي يوم الأربعاء 28 أغسطس وحده، أقيمت 8 حركات احتجاجية عمالية في مختلف المدن الإيرانية.
النشطاء رهن الاعتقال
وأوضحت المقاومة أن محكمة الثورة في طهران، أصدرت حكما بالحبس 11.5 سنة و74 جلدة على عاطفة رنغريز، من معتقلي الاحتجاجات في اليوم العالمي للعمال، وصدر الحكم من الفرع 28 لمحكمة الثورة للنظام برئاسة القاضي المجرم محمد معقيسه وتم إبلاغ محامي المعتقلة بالحكم.
وكانت عاطفة رنغريز اعتقلت مع حوالي 35 شخصا آخر في تلك الاحتجاجات في اليوم العالمي للعمال.
إدانات وتنديدات
وأدانت النقابات العمالية في العالم اعتقال المحتجين الإيرانيين في اليوم العالمي للعمال وربط نشاطاتهم بقضايا أمنية، موضحة أن إصدار أحكام طويلة الأمد على العمال والناشطين لحقوق العمال قد زادت بشكل غير مسبوق، مما يدل على الخوف الذي ينتاب النظام من توسع التظاهرات والحركات الاحتجاجية العمالية.
مناخ مرعب للتخويف
ويحاول النظام فرض مناخ الرعب والخوف على الوسط العمالي، بينما تلقى الانتهاكات صدى كبيرا، حيث قالت "هيومن رايتس ووتش" في وقت سابق، إن السلطات الإيرانية تحتجز 7 نشطاء عماليين وصحفيين على الأقل اعتُقِلوا خلال تظاهرة عيد العمال العالمي في الأول من مايو/أيار 2019، فيما أكدت ضرورة أن تطلق السلطات سراح جميع المحتجزين بسبب ممارستهم حقهم بالتجمع السلمي فورا ودون قيد أو شرط.
عشرات المعتقلين
من جانبها أشارت الوكالة الإخبارية "راديو فردا"، إلى اعتقال السلطات أكثر من 35 شخصا خلال تظاهرة نظّمتها أكثر من 20 منظمة محلية مستقلة معنية بحقوق العمال أمام البرلمان الإيراني.
وأوضحت أن قوات الأمن لا تزال تحتجز العديد من الناشطين في سجن إيفين، ومن بينهم النشطاء ندا ناجی، عاطفه رنگریز، ناهید خداجو، نسرین جوادی، فرهاد شیخی وحسن سعیدی، بالإضافة إلى بعض الصحفيين.
آثار سلبية
ويرى مايكل بَيج، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، أن السلطات الإيرانية قامت باعتقال العديد من النشطاء وعمدت إلى توقيفهم وسجنهم.
وأوضح أن السلطات الإيرانية، تبين بانتظام الآثار السلبية المحتملة للعقوبات الأمريكية على المدنيين الإيرانيين.
شهادات المتظاهرين
ونقلت "هيومن رايتس ووتش"، عن أحد المتظاهرين الذين أُوقفوا خلال تظاهرة الأول من مايو، أن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين بعد 10 دقائق من تجمعهم أمام البرلمان، واعتقلت نحو 50 رجلا وامرأة وضربت بعضهم.
وأوضح أن السلطات القضائية وجّهت تهمة "الإخلال بالنظام العام" و"المشاركة في تظاهرة غير قانونية" لجميع المحتجزين، وتهمة "العمل ضد الأمن القومي" لبعضهم.
كفالات دون إفراج
كما كشفت المنظمة، نقلا عن مصدر، قالت بأنه فضّل عدم الكشف عن هويته، أن السلطات أصدرت أمر احتجاز مؤقت بحق أميري ورنگریز وناجي، وهما ناشطين، وحددت كفالة بقيمة 5 مليارات ريال إيراني، لإطلاق سراح خداجو، فيما حددت كفالة بقيمة مليار ريال لإطلاق سراح جوادي، لكنها رفضت إطلاق سراحها علما أن أسرتها دفعت الكفالة.
انتهاكات في حق صحافي
وفي ذات السياق، غرّد الناشط البارز تقی رحماني، موضحاً أن السلطات اصطحبت صميمي، مدير تحرير مجلة "فردا" الشهرية الإيرانية، إلى مكتب المجلة، وقامت بتفتيش وثائق، بالإضافة إلى قيامها بمصادرة أقراص صلبة وكمبيوترات محمولة".
وكانت السلطات اعتقلت "صميمي"، وهو صحفي مخضرم، عدة مرات قبل الثورة الإيرانية وبعدها، حيث أمضى 6 سنوات في السجن في أعقاب انتخابات 2009 الرئاسية المثيرة للجدل.
جرائم العام الماضي 2018
وخلال العام الماضي 2018، اعتقل نظام الملالي العديد من النشطاء العماليين من بينهم، اسماعیل بخشی وسبیده قلیان، وقامت السلطات بتعذيبهما خلال الاحتجاز في نوفمبر 2018.
كما لا يزال أعضاء هيئة تحرير مجلة "غام" الإلكترونية أمیر علیقلی، ساناز الهیاری، وأمیر حسین محمدی فر، محتجزين منذ يناير، حيث يقبع العديد من أعضاء اتحاد المعلمين الإيرانيين في السجن بسبب نشاطهم السلمي، ومنهم إسماعيل عبدی، محمد حبیبی، ومحمود بهشتی لنگرودی.