تعرف على سبب ملوحة البحر
يحتلّ الماء المساحة الأكبر من مجمل مساحة الكرة الأرضية، حيث يشكّل ما يقارب 70% منها، وتنقسم مصادر المياه على الأرض إلى مجموعة متنوّعة، وهي: مياه أمطار، ومياه بحيرات، وينابيع، ومياه أنهار وآبار جوفية وشلالات، بالإضافة لمياه البحار والمحيطات، وتتميّز كلّ من هذه المصادر بخصائصها ومكوناتها المختلفة عن بعضها البعض، إلا أنّها جميعًا تتشارك بوجود نسبة من الملح في مكوّناتها مع اختلاف نسبة تركيزه، حيث تكون مياه البحار أكثر ملوحةً من مياه الأنهار والبحيرات.
تعتبر البحار هي نقاط الاتصال ما بين اليابسة والمحيط، وتتميز مياه البحار بعدة خصائص أهمّها الملوحة، وقد أصبحت مياه البحار مالحةً بسبب تراكم المواد الذائبة فيها من خلال جريان السيول والأنهار التي كانت محمّلة بهذه الموادّ والتي حملتها معها أثناء جريانها، حيث تحتوي هذه الصخور على الكثير من العناصر المعدنيّة، وعند مرور مياه الأنهار من فوقها أو عبر التجاويف الموجودة فيها، فإنها تعمل على حتّ وتعرية هذه الصخور، وبالتالي إذابة الخصائص الكيميائيّة التي توجد فيها، ونقلها للمياه الجارية التي بدورها تصب بالبحار، ومع مرور الوقت وتراكم السنين، زادت نسبة الملوحة في البحار، إلا أنّ عملية امتصاص الملوحة من النباتات الموجودة في البحار تخفّف من حدّة هذه الملوحة، بالإضافة إلى تركز معظم ملوحة البحار في القاع خفّف حدّتها، ويقدّر العلماء أنّ البحار تحتوي على أملاح تعادل حجم القار الأوروبية بخمس عشرة مرّة.
وتعتبر ملوحة البحار حكمة من حكم الله عز وجل، فلولا وجود هذه الملوحة لتعفّنت الكائنات البحرية التي تعيش فيه، حيث أن كبر مساحة البحر وتعدّد الكائنات الموجودة فيه، يقدّم بيئة مناسبة للعفن والبكتريا للنموّ، إلا أنّ وجود الملح في البحار يقلّل إمكانية حدوث ذلك.
يمكن الاستفادة من الملح الموجود في البحار في الصناعات الكيميائية؛ حيث يتم خلط الملح مع الثلج لتقليل درجة تجمّد الثلج، ويدخل أيضًا في صناعة الطعام، وصناعات أخرى متعدّدة مثل: صقل السيراميك، وإطعام المواشي، وتصنيع الأدوية، كما يعتبر الملح هامًّا في علاج التهاب العينين وانتفاخهما.ويستعمل محلول الملح لتقليل أوجاع الإسنان والتهاب الحلق.
ويعد البحر الميت أكثر البحار ملوحةً حول العالم، ولهذا لا تعيش فيه أيّ مخلوقات بحرية، وبسبب ملوحته يسمّى أيضًا بالبحر المالح، إلا أنّه أيضًا وبسبب هذه الملوحة يعتبر البحر الميّت من أكثر الوجهات السياحيّة العلاجية، فقد ثبت أنّ مياه البحر المالحة تعالج الكثير من الأمراض الجلدية.