البحوث الإسلامية توضح حكم قول البسملة قبل الفاتحة في الصلاة
كشف مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف عن حكم البسملة في الصلاةـ حيث قالة لجنة الفتوى بالمجمع إن هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم، وبيانها كالتالي:
أولاً: الجهر بالبسملة من سورة الفاتحة في الصلاة، اختلفوا فيه على أقوال:
ذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه تسن قراءة البسملة سرًا في الصلاة السرية والجهرية, قال الترمذي: وعليه العمل عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين ، ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.
وذهب الشافعية إلى أن السنة الجهر بالتسمية في الصلاة الجهرية في الفاتحة وفي السورة بعدها. فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم "، ولأنها تقرأ على أنها آية من القرآن بدليل أنها تقرأ بعد التعوذ فكان سنتها الجهر كسائر الفاتحة.
قال النووي: الجهر بالتسمية قول أكثر العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء والقراء، وحكى القاضي أبو الطيب وغيره عن ابن أبي ليلى والحكم أن الجهر والإسرار سواء .
أما المالكية على المشهور كراهة استفتاح القراءة في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم مطلقا في أم القرآن وفي السورة التي بعدها سرا وجهرا, قال القرافي من المالكية : الورع البسملة أول الفاتحة خروجا من الخلاف إلا أنه يأتي بها سرا ويكره الجهر بها.
وأكدت لجنة الفتوى، عبر الصفحة الرسمية للمجمع على فيسبوك أنه وبناء على ما سبق: فالأمر فيه سعة بين أهل العلم والأحوط الخروج من الخلاف وأن تقرأ جهراً.
ثانياً: اختلف الفقهاء أيضاً في كون البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة على أقوال، كما اتفقوا على أن من أنكر أنها آية في كل سورة لا يعد كافراً, وهذه الأقوال الراجح منها:
الشافعية قالوا: إن البسملة آية كاملة من الفاتحة ومن كل سورة ؛ لما روت أم سلمة رضي الله عنها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة : بسم الله الرحمن الرحيم ، فعدها آية منها "، ولما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن "رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الحمد لله سبع آيات، إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم".
وعن علي رضي الله عنه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم . وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا قرأتم : { الحمد لله رب العالمين } ، فاقرءوا : بسم الله الرحمن الرحيم، إنها أم القرآن والسبع المثاني، بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها، ولأن الصحابة أثبتوها فيما جمعوا من القرآن في أوائل السور، وأنها مكتوبة بخط القرآن ، وكل ما ليس من القرآن فإنه غير مكتوب بخط القرآن ، وأجمع المسلمون على أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى، والبسملة موجودة بينهما، فوجب جعلها منه، وهو خلاف لما ذهب إليه الحنفية والمالكية والحنابلة والله اعلم.