أطفال حسب الطلب.. علماء يبدأون تعديل الجينات الوراثية للأجنة
في الآونة الأخيرة شهدت حالة من الجدل الطبي والشرعي،بعد ماتردد من إمكانية التدخل في جينات الأجنة داخل الأرحام،لتفادي الإصابة بأمراض وراثية
بعد الإعلان عن تطوير علماء أمريكيين وسيلة لتعديل الحمض النووي في خلايا الحيوانات المنوية لمنع الإصابة بعدة أنواع من السرطان.
وتهدف الطريقة إلى الوقاية من سرطانات الثدي والمبيض والبروستاتا وغيرها، من خلال استئصال الجينات المسببة لها من الحمض النووي للحيوانات المنوية قبل تشكل الجنين، وفقًا للباحثين في جامعة ”كورنيل“ الأمريكية.
ويستخدم الباحثون أداة للتعديل الجيني، لإجراء تعديلات دقيقة في الحمض النووي، واستئصال جين ”بي إر سي أي-2“ الخطير، الأمر الذي يترجم إلى حماية الجنين من خطر الإصابة بالسرطان.
وعلى الرغم من فوائد الطريقة الجديدة، إلا أنها أثارت جدلًا في مصر؛ كونها تمهد الطريق إلى تصميم الأطفال حسب الطلب بالهندسة الوراثية، إذ يمكن للآباء إزالة خصائص من أطفالهم، الذين لم يولدوا بعد.
وتقول عضو البرلمان المصري، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، الدكتورة آمنة نصير، إن مسألة تحديد جينات الأجنة وتعديل الصفات الوراثية للجنين لا بد فيها من الفصل بين أمرين، أولهما إذا كان التدخل في الجينات لحماية الجنين من مرض معين أو متوارث فلا ضرر في ذلك، وهو أمر جائز ولا مانع فيه، والثاني إذا كان التدخل فيما خلق الله من الصفات الوراثية فهذا يحرم ولا يجوز، نترك خلق الله لما أراده الله عز وجل.
وأوضحت، بأن التدخل لا بد أن يكون في إطار موثوق منه بأن لا يؤذي الجنين مطلقًا، بحيث لا ينافي الأخلاق الطبية، وإن كانت نتائجه غير معروفة بشكل تأكيدي خرج من دائرة الأخلاقيات للبحث العلمي.
وأكدت البرلمانية المصرية إلى أن ”مثل ذلك المقترح "التطوير الجديد" حال عرضه على مجلس النواب سأرفضه حتى ضمان سلامته، وسأقبله في الجانب الذي يدفع الأذى عن الأجنة“.
ويرى الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بدار الإفتاء سابقًا، أن تلك المسألة ينظمها أهل العلم، مستشهدًا بقول الله تعالى: “ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون“.
أن التجارب التي سميت بـ“تصميم الأطفال حسب الطلب“، يسأل في ذلك الأطباء عن مدى نجاح مثل هذه الأمور، لافتًا إلى أن مسألة تغيير خلق الله، تحدث بعد الولادة وخروج الجنين من بطن أمه، كالوشم، وغيره من الأمور، أما وهو بالرحم فهي أمر في علم الله.
وأكد الأطرش أن ”الأطباء هم المسؤولون عن ذلك، فلو في الأمر نفع فلا حرج فيه، فالإسلام مع كل شيء نافع والعكس صحيح“، مؤكدًا أنه لا أحد يستطيع أن يغير خلق الله وكل هذه أمور من العبث، فرب العزة قادر على أن يميت هذا الجنين قبل ولادته.
المستقبل
في حين عقب محمد نصر نقيب الأطباء عن محافظة الجيزة السابق، على ذلك بأن تصميم الأطفال حسب الطلب نوع من العلاج بالجينات، وهذا طب المستقبل.
بأن تعديل الجينات أو ما يعرف بـ“الهندسة الوراثية“، لابد من تقنينه قبل إقراره، بجانب تفاعل العلماء والأطباء والبيولوجيين، ورجال السياسة أيضًا لوضع هذه التقنيات في إطار قانوني محدد.
وأضاف نصر أنه لا يُفترض سوء النية في الأبحاث الطبية، حتى تناقش مسألة هل سيستغل هذا الأمر بطرق سلبية أم لا، فلا بد للعلم أن ينطلق بداية، وحال وجود انحراف فهناك قوانين تردع المخالفين.
وأشار إلى أن العلم له طرق معينة، فلا بد لمثل هذه الأبحاث قبل تطبيقها أن تنشر في مجلات علمية، مدعومة بإحصائيات مؤكدة، وأبحاث موثوق فيها، وتتوافق مع المستوى الأول للبراهين، بجانب عامل التقنين العالمي للبحث العلمي، مضيفًا أنه مع تطبيق هذه المسألة ولكن في إطار قانوني، والشرعية، وأن لا يحرمها الدين أو ينهى عنها.