"تشتهر بالعنب والأرز".. بدخلو قرية الثلاثة تلال المنخفضة في مصر وتعود أصول سكانها للعصر الروماني (صور)
بعد 21 كيلو مترًا شمال مدينة موط بمركز الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، تقع قرية بدخلو على الجانب الغربي من الطريق، والتي تم إنشاؤها فيما مضى بين ثلاثة تلال منخفضة.
وفي وثائق ذكرها المؤرخ المصري ابن الدقماق (1349-1407) عن قرية بدخلو لأول مرة في قائمته التي تضم 24 قرية في الواحات، أن بدخلو بلدة مزروعة بأشجار العنب والأرز، واسمها يعني بيت خلو، وهو ما يعني بيت خالو واضاف العالم الألماني فرانك بليس أن هذا الاسم قد يعني (باللغة العربية: بيت الخال).
وكانت القرية موجودة في وقت سابق، وقد ذكر المؤرخ العربي البكرى (1014-1094) أن هناك عددًا من القرى المجاورة القريبة من القاهرة والقلمون منها قرية بدخلو، ويعود أقدم عتب لسكان القرية الى عام 1783 (1197 هـ) وقد أظهرت استطلاعات (بليس) للسكان المحليين أن ثلاث عائلات أصلهم يعود إلى “العصر الروماني”. منهم أصل عائلة الشيخ سيف الدين، التي جاءت من وادي النيل الأعلى، مع بداية القرن الثامن عشر.
ومنذ بداية القرن التاسع عشر، تم ذكر القرية عدة مرات، على الرغم من أن المعلومات حول القرية قليلة إلى حد ما. فقد وردت على لسان الإيطالي برناردينو دروفيتي عام 1819، والبريطاني جون جاردنر ويلكينسون الذي زار الواحات الداخله في عام 1825،، وذكرت في عام 1874 من قبل المستكشف الألماني جيرهارد Rohlfs (1831-1896). وسمى موقع القرية بين التلال وسط حدائق النخيل وذكر ان سكانها 2400 نسمة وبها 8000 شجرة نخيل وأشجار زيتون. وفي عام 1908 زارها رسام الخرائط البريطاني هيو جون ليويلين بادنيل وقال ان عدد السكان فيها 583 نسمة طبقا لاحصاءات عام 1897.
وتتميز أهل القرية بزراعة، البرتقال والليمون والزيتون والمشمش في محيط القرية هناك مزارع أكثر تكادًا تكون مستقلة، وفي وسط القرية القديمة فى الشمال توجد مباني مبنية على طراز القرون الوسطى جزئيا منها مازال موجود بقرية القصر، لكن الدمار اصاب الكثير منها.
ويعد من أهم المبناني بالقرية هو المسجد القديم مع مئذنته، وكل منهما لا يزال محفوظًا، وتتكون المئذنة التي يبلغ ارتفاعها 15 مترا من قاعدة مربعة وبنيه فوقية مستديرة،المسجد بسيط وله مكان للصلاة، وبه محراب، ومنبر، مع درابزين خشبي. يرتكز سقف المسجد على جذوع النخيل والجريد.
أما عن البيوت القديمة لها طابقان أو ثلاثة طوابق، شكلت الحدود العليا للأبواب نصف دائري فوق العتبة الخشبية، والتى زينت الواجهة أحيانًا بنماذج من الطوب متعدد الألوان،وكانت النوافذ صغيرة نوعا ما، وقد تم تجهيز المنازل بتراس على السطح يحده جريد النخيل.
ويوجد على التل في جنوب غرب قرية بدخلو مقابر او مدافن السكان،معظم هذه المقابر من العهد العثماني، وكانت هناك أيضا العديد من قبور القبة المربعة للشيوخ في المدافن،والقبور هنا لها قبة عادة ما تشمل أيضا الفناء، الذي حُفر بجدار من الطوب.