قوات أفغانية تصد هجوم جديد من عدة اتجاهات لحركة طالبان
أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني، صد هجوم شنته حركة طالبان اليوم السبت من عدة اتجاهات على مدينة قندوز شمال أفغانستان.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي إن مئات من مقاتلي طالبان قتلوا خلال محاولاتهم السيطرة على قندوز، وكالة "فرانس برس".
وأكد على أن الوضع تحت السيطرة ولا تزال عمليات التمشيط جارية، وفقاً لـ "سبوتنيك".
وقال مسؤولون إن الهجوم بدأ الجمعة، حين تقدّم مقاتلون من طالبان باتجاه المدينة المجاورة للحدود مع طاجيكستان انطلاقاً من اتجاهات عدة.
وأعلنت طالبان إنها سيطرت على عدة مبان مهمة، فيما شنت القوات الجوية الأفغانية خمس غارات على الأقل. وأكد مسؤولون في قوات الأمن الأفغانية أن لديهم ما يكفي من العناصر على الأرض لصدّ الاعتداء.
وقال غني في بيان "هاجمت طالبان قندوز اليوم واستهدفت المدنيين وتسببت بأضرار في منازلهم".
وأضاف "لقد أرادوا خلق أجواء من الخوف في المدينة" لكن "قواتنا الأمنية الشجاعة تمكنت من صد هجومهم".
وبعد فترة وجيزة من البيان، استهدف هجوم انتحاري قائد الشرطة المحلية أثناء حديثه إلى الصحفيين، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي.
وقال إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب قائد الشرطة.
وكتب المتحدّث باسم الرئيس على تويتر أن هجوم طالبان يظهر "أنهم لا يؤمنون بفرصة السلام التي قدمتها لهم الولايات المتحدة وحكومة أفغانستان".
وتابع "من جهة يتحدثون مع الولايات المتحدة، ومن جهة ثانية يهاجمون قرى الناس ومنازلهم. لن نترك هجومهم بدون رد".
وقال المتحدث باسم الحكومة فيروز باشاري إن 42 متمرداً من طالبان قد قتلوا، وانضمت القوات الخاصة الأفغانية إلى عملية صدّ الهجوم.
وأواخر سبتمبر 2015، هاجمت حركة طالبان مدينة قندوز وتمكنت من السيطرة عليها لوقت قصير. ولم تتراجع طالبان إلا بعد دعم جوي أمريكي مكثف للقوات الحكومية الأفغانية.
وأظهر سقوط قندوز مدى ضعف قوات الأمن الأفغانية وكان من العوامل التي حملت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على التراجع عن قرار سحب القوات الأمريكية من البلاد.
ويأتي الهجوم المفاجئ في ظل استمرار المباحثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، وفي وقت كثف فيها المفاوضون مباحثاتهم للخروج باتفاق نهائي ينهي أطول حروب الولايات المتحدة.
وعلى مدار العامين الماضيين، تمكنت المجموعة المتمردة من الاستيلاء على أجزاء كبيرة من المناطق المحيطة بالمدينة قبل طردها بعد أيام من القتال مع القوات الأفغانية والغارات الجوية التي شنتها القوات الأمريكية.
كما جاء القتال في قندوز، المدينة الشمالية الاستراتيجية التي اقتربت طالبان من أسرها مرتين في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي نمت فيه التوقعات بأن مفاوضي الولايات المتحدة وحركة طالبان في الدوحة كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق يشتمل على جدول زمني لانسحاب الآلاف من القوات الامريكية.
ومن المتوقع أن يصل زلماي خليل زاد، الدبلوماسي الأمريكي المولود في أفغانستان والذي يترأس المحادثات مع واشنطن، إلى كابول في الأيام المقبلة لتحديد شروط التسوية للرئيس الأفغاني قبل اجتماعاته مع شركاء الناتو.
ولن ينهي اتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في حد ذاته القتال في أفغانستان، لكنه سيفتح الطريق لإجراء محادثات بين طالبان والحكومة في كابول للتوصل إلى اتفاق سلام أوسع.
كما قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اليوم الجمعة الماضي أن الولايات المتحدة أجرت مفاوضات جيدة مع طالبان لكنها لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع الجماعة الإسلامية حول انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وقالت مصادر في طالبان إن تصريح ترامب بأن الولايات المتحدة ستستمر في الحفاظ على قوة في أفغانستان حتى بعد التوصل إلى اتفاق أمر غير مقبول بالنسبة إليهم لأنهم يطالبون بانسحاب كامل للقوات الأجنبية من البلاد.
كما يوجد الآن حوالي 20 ألف جندي أجنبي، معظمهم أمريكيون، في أفغانستان كجزء من مهمة الناتو بقيادة الولايات المتحدة لتدريب ومساعدة وتقديم المشورة للقوات الأفغانية. تقوم بعض القوات الأمريكية بعمليات لمكافحة الإرهاب.
وعلى الرغم من محادثات السلام، لم يهدأ القتال بين طالبان والقوات الأفغانية، التي تدعمها القوات الجوية الأمريكية.
كما اعلن الجيش الاميركي مقتل جندي اميركي في العمليات القتالية في افغانستان يوم الخميس الماضي وهو الثالث الذي يقتل في الايام الثمانية الماضية.