حسن موسى يكتب: من ينهي كارثة مدرسة برخيل الإعدادية؟

ركن القراء

حسن موسي
حسن موسي



تعاني قرية برخيل وهي أحد أكبر القرى التابعة لمركز البلينا محافظة سوهاج، من أزمة كارثية منذ 3 سنوات، أكثر من 1100 يوما تعيش في معاناة بسبب هدم المدرسة الأم المدرسة الإعدادية ببرخيل والتي أنجبت العديد من الأطباء والمهندسين والصحفيين والضباط والمعلمين والمحامين وغيرهم وكانت بوابة الأحلام للعديد من النشء والطلاب، بين ليلة وضحاها تم هدم المدرسة بسبب تقاعس الإدارة التعليمية عن إقامة الصيانة الدورية في موعدها لتصبح القرية التي قدمت الكثير من الخادمين للوطن في كافة المجالات الآن بلا مدرسة، أكثر من 1300 طالب يعانون يوميا في الانتقال بين المعاهد الازهرية والمدارس الأخرى بالفترات المدرسية، يقضون ساعات للتنقل من أجل البحث عن العلم، فضلا عن الأزمات التي يواجهونها من عدم الاستقرار واستفزازات المشرفين على المدارس الأخرى التي يحاولون أن يجدوا وقتا للدراسة فيها، فضلا عن ركاكة المستوى التعليمي بسبب عدم وجود مكان ثابت للمدرسين وإدارة المدرسة .


بدأت القصة في عام 2016 عندما، قررت الإدارة التعليمية هدم المدرسة، لبناء مدرسة جديدة بمواصفات حديثة لتطوير المستوى التعليمي للأطفال، ولكن للأسف نتيجة للإهمال 3 سنوات ولم يصدر أي قرار رسمي بشأن هذه المدرسة، أصبحت القرية تعيش حياة يائسة بسبب المعاناة وتجاهل المسئولين داخل المركز الذين لم يعد لديهم وقت لمثل هذه الآزمات في ظل انشغالهم بافتتاح ملعب كرة قدم أو الأمور الترفيهية التي يكونوا من خلالها محط أنظار، دون النظر إلى أزمة مدرسة أنجبت العديد ممن خدموا تراب هذا الوطن، طال هذا الإهمال الجسيم طوال الثلاث سنوات الماضية، ونال من عزيمة الأطفال الذين قرر الكثيرين منهم عدم استكمال حياته الدراسية او الاكتفاء بعدم الذهاب والتعلم بشكل يومي، على أن يتواجد في امتحانات نصف العام أو أخره، مما ينذر بحدوث كارثة متوقعة في حالة استمرار الإهمال وعدم تدخل المسئولين.


يعيش الجميع في القرية حالة من الذعر، بعد تراجع المستوى التعليمي للطلاب بشكل مخيف، واستغاثة أهل القرية، بالعديد من المسئولين في مقدمتهم نواب البرلمان في محاولة للخروج من دائرة الإهمال وتدني ونقص الخدمات التعليمية في القرية، والتي لم تجدي نفعا مع قرية من أكبر قري سوهاج من حيث المساحة والتعداد السكاني، وبالرغم من التقدم العلمي و التطور الذي حل بها، لكن عدم البدء في هذه المدرسة أو وجود أي ضوء يشير إلى بشرى للأهالي، أصبح يلقي بظلاله على القرية، التي أصبحت تفتقر إلى الحياة التعليمية التي تعد أهم مقومات الحياة الانسانية، حيث لم تحظي بالقدر الكافي من الاهتمام،  فصارت المدرسة القديمة التي تم هدمها مكانا للقمامة التي تجوب نواحيها في كل مكان بعد أن كانت أرثا للعلم.


تكررت شكاوَى الأهالي للمسئولين التنفيذيين عن المحافظة وعن الوزارة لكن دائما ما كانت تأتي التبريرات بعدم وجود ميزانية كافية  أو أنه سيتم إدراج المدرسة ضمن الخطة الجديدة، ولكن منذ نحو شهر أثيرت الشكاوَى مرة أخرى بشأن المدرسة بسبب عدم وجود بديل في الفترة المقبلة وهو ما ينذر بكارثة خطيرة إذا لم يتم التدخل والبدء في الأمر على الفور.


3 سنوات من الإهمال والتجاهل ومعاناة الطلاب، والمناشدات إلى القادة وهيئة الأبنية التعليمية وغيرهم للبدء في إنشاء المدرسة ولم يتم حتى الآن وضع حجر الأساس أو حتى البدء في البحث عنه بشكل جاد، 3 سنوات ولا يزال يعانى الطلاب ويدفعون ضريبة لا شأن لهم به سوى أنهم يريدون تغيير الواقع والعبور بأحلامهم وأمانيهم للتحليق خارج السرب الحزين وكتابة فصل جديد من فصول النجاح في حياتهم، والآن نطرح تساؤلا هاما للمسئولين داخل المركز والمحافظة وأيضا الأبنية التعليمية .. من ينهي كارثة مدرسة برخيل الإعدادية؟ .