محافظ الوادي الجديد يعلن تطوير مجمع أسمدة فوسفات أبو طرطور بالتزامن مع احتفالات المحافظة بالعيد القومي

محافظات

مصنع الاسمدة الفوسفاتية
مصنع الاسمدة الفوسفاتية ابو طرطور


أعلن محافظ الوادى الجديداللواء محمد الزملوط،عن بدء العمل بتطوبر مشروع مجمع أسمدة فوسفات ابوطرطور خلال شهرين بالتزامن مع احتفالات العيد القومى للمحافظة.

واضاف أن تكلفة المشروع تقدر بنحو ١٥ مليار جنيه بالإضافة إلى تخصيص ٥ مليارجنيه لإعادة تأهيل خط السكة الحديد لخدمة المشروع على أن يتم الإنتهاء من التنفيذ خلال عامين من الآن، مشيرًا إلى تسليم المشروع لشركة صينية بعد التخصيص ودراسة مخطط العمل ومراحل التنفيذ.

وأوضح المحافظ أن أهمية المشروع تكمن في تدشين أكبر صرح لتصنيع الأسمدة الفوسفاتية وحامض الفسفوريك في مصر والشرق الأوسط، وذلك بهدف استغلال خام الفوسفات بهضبة أبو طرطور وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسمدة ودفع عجلة التنمية وخلق فرص عمل للشباب.

وأكد أن المشروع سينفذ بتكلفة تقديرية 20 مليار جنيه على بعد 44 كم من مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، وأنه سيتم وضع حجر أساس المشروع خلال العام الحالي وسيتم الانتهاء من تنفيذه وبدء الإنتاج في 2021.

وأوضح أن المنطقة التي سيقام بها المشروع هي هضبة منجم فوسفات أبو طرطور، والتي تقدر احتياطات الفوسفات بها بــ1000 مليون طن. ون المشروع المقرر إنشاؤه يضم ثلاث وحدات، منها وحدة لتصنيع حمض الكبريتيك المركز، وأخرى لإنتاج حمض الفوسفوريك، ووحدة لمعالجته بعد الإنتاج، للوصول إلى درجة النقاء المطلوبة، فضلا عن محطة لتوليد الكهرباء.

ومن المتوقع أن يوفر المشروع 3 آلاف فرصة عمل للشباب من المهندسين والكيميائيين والحرفيين في مختلف المجالات.فيما استعدت وزارة النقل لتنفيذ مخطط لإعادة تأهيل خط سكة حديد لنقل إنتاج المشروع إلى موانئ التصدير بتكلفة ٥ مليارات جنيه.

واشار الى ان المحافظة اتفقت مع وزيري النقل والبترول خلال لقائهما معا بشأن المشروع والذي يأتى في إطار توجه الدولة نحو إقامة مشروعات كبرى لتعظيم القيمة المضافة من الثروات التعدينية، علما بأن المشروع سيكون بمثابة إعادة اكتشاف للصحراء الغربية وتحقيق تنمية مستدامة بها.

يذكر أن، مصر تمتلك إمكانيات وموارد كبيرة فى مجال التعدين، ويمثل الفوسفات واحدا من أهم هذه الموارد، وفى عام 1971 قدم عالم الجيولوجيا المصري الشهير والأب الروحي لعلم الجيولوجيا بمصر "رشدي سعيد" مشروع فوسفات أبو طرطور فى الواحات الخارجة، مصحوبًا بعدد من الدراسات والتقارير التى انتهت إلى وجود الخام فيها باحتياطٍ كبير، بالإضافة إلى معادن أخرى منها كبريتيد الحديد الذي يستخدم فى صناعة حمض الكبريتيك، والحجر الجيري الذي يستخدم فى صناعة الأسمنت، بالإضافة الي الكلوكونايت الذي يصنع منه البويات.. وبمرور الوقت حقق المشروع نجاحات ملموسة، وفى المقابل تعرض لإخفاقات بعد سنوات من إنشائه ترتب عليها تحقيق خسائر وديون، فما كان من الدولة إلا أن قررت وقف المشروع والبدء لاحقا فى إنشاء شركة جديدة هى "فوسفات مصر" لإدارة ما تبقى وكذا إنشاء مصنع حديث لإنتاج خامات جديدة.

ويرتبط اسم "أبوطرطور" كواحد من اهم المشروعات المتخصصة فى انتاج الفوسفات بإسم الدكتور رشدى سعيد والذى كان له ( لمن لايعرف) العديد من الدراسات وهى بمثابة مشروع فكرى جسد من خلال أمل النهوض بمصر والارتقاء بالإنسان المصري..وتولى "سعيد " منصبَ أستاذ بجامعة القاهرة، ثم تولَّى إدارة مؤسسة "التعدين والأبحاث الجيولوجية"، وساهم في الاكتشافات التعدينية التي مكَّنت مصر من التغلُّب على ما فقدته بعد احتلال سيناء، وقد كرَّمه الرئيس عبدالناصر، ثم حصل على جائزة الريادة لعام 2003 من الجمعية الأمريكية؛ تقديرًا لأعماله العلمية في مجال جيولوجيا مصر والشرق الأوسط.

في البداية تم اختيار الدكتور رشدي سعيد، ليبدأ حياته العملية بالمشروع، ويعيد تنظيم إدارة الشركة ليتضاعف دخلها عدة مرات، وفي سنة 1968 رأس مؤسسة "التعدين والأبحاث الجيولوجية" في الفترة من (1968 - 1977م)، ويعد أبرزَ مَن تولَّى إدارة المؤسسة، التي تولى بِناءها من الصفر، وحولها لمؤسسة تستخدم أحدث الطرق العلمية في البحث والكشف عن ثروات مصر المعدنية، فكان له دور كبير في تنمية هذه المؤسسة، إلى جانب دوره في الاكتشافات التعدينية، التي مكنت مصر من التغلب على ما فقدته بعد احتلال سيناء عام 1967، وطوَّر هيئة المساحة الجيولوجية لتصبح مركزًا علميًّا، وأضاف إلى مهامها دراسةَ وبناءَ المشروعات التعدينية، وللرجل العديد من المؤلفات التى تكشف مدوى ولعه واهتمامه بثروات مصر التعدينة مثل كتاب جيولوجيا مصر وكتاب المسح الجيولوجي في مصر وغيرها.

وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على المشروع الذى تبناه الدكتور رشدى سعيد، إلا أن الدولة أعادت "فوسفات أبوطرطور " إلى دائرة الضوء والإهتمام مرة أخرى، حيث قررت الحكومة إحياءه عبر شركة جديدة هى "فوسفات مصر"، وأكد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أن مجلس الوزراء وافق على تخصيص منطقة امتياز ٢٢٠ كيلو مترا مربعا بمنطقة أبوطرطور لمصلحة شركة "فوسفات مصر" للثروة المعدنية للبحث وإنتاج الفوسفات، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة سيتم خلالها التركيز على مشروعات القيمة المضافة، كما اكد وزير البترول على أن خام الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية تصل قيمة صادراتها حاليا إلى ٨٠٠ مليون دولار.

كما شهد وزير البترول والثروة المعدنية، توقيع عقد الاستشارات الهندسية لمشروع مجمع إنتاج حامض الفوسفوريك بمنطقة أبو طرطور في محافظة الوادي الجديد الجاري تنفيذ أعماله حاليًا بتكلفة استثمارية تصل إلى نحو 750 مليون دولار، وبطاقة إنتاجية تصل إلى نحو مليون طن سنويًا من حامض الفوسفوريك.

وأكد وزير البترول، أن المشروع يعد خطوة حقيقية لتفعيل توجه الدولة لإقامة مشروعات كبرى لتعظيم القيمة المضافة من الثروات التعدينية وتحقيق عائدات جديدة من تصنيعها مما يمثل تحولًا إيجابيًا في استراتيجية استغلال الثروات التعدينية التي اعتمدت على استغلال الخامات دون إقامة صناعات تحويلية تزيد من القيمة المضافة وتوفر منتجات يحتاجها السوق المحلي والإسهام في تحقيق التنمية الشاملة في جنوب مصر.

وأضاف أن المشروع الجديد سيعمل على استغلال وتصنيع خام الفوسفات الموجود بإحتياطيات كبيرة تقدر بنحو مليار طن بمنطقة هضبة أبوطرطور بمحافظة الوادي الجديد، حيث سيتم إنتاج حامض الفوسفوريك الذي يعد المادة الخام الأساسية في صناعة الأسمدة الفوسفاتية والمركبة.