الاقتصاد الأرجنيني يواصل التهاوي مع خسائر العملة والسندات
واصل البيزو الأرجنتيني التراجع خلال تعاملات اليوم الجمعة، ليهبط بنحو 1.5 % وتراجع السوق المالي الأرجنيني بشكل حاد مع عودة شبح إفلاس البلاد.
وأعلنت حكومة الأرجنتين في الأسبوع الجاري خطتها للتفاوض مع حائزي السندات السيادية وصندوق النقد الدولي بشأن تمديد فترة استحقاق التزامات الديون لديها، كطريقة للتأكد من قدرة الدولة على السداد.
وجاء ذلك بعد أن توجه فريق من صندوق النقد الدولي إلى العاصمة الأرجنتينية بينوس إيرس في الأسبوع الجاري، لإجراء محادثات مع مسئولين حكوميين في البلاد في أعقاب الموجة البيعية التي تعرض لها سوق الأرجنتيني في الشهر الجاري.
وتزامن مع التقلبات في سوق الأرجنتين في الشهر الجاري الكشف عن النتائج التمهيدية للانتخابات والتي أظهرت فوز المرشح اليساري ألبرتو فرنانديز على الرئيس الحالي موريسو ماكري.
وكانت حكومة الرئيس الأرجنتيني موريسو ماكري تفاوضت على أكبر قرض في تاريخ صندوق النقد بقيمة 57 مليار دولار وتعهدت بحزمة من الإصلاحات والإجراءات التقشفية من أجل منع تخلف البلاد عن سداد الديون.
وبعد المطالبات الأرجنتينية فيما يتعلق بديونها، خفض وكالة "ستاندرد آند بورز" التصنيف الائتماني للأرجنتين على المدى الطويل للدرجة (CD)، مقارنة بـ (-B) سابقاً.
كما خفضت المنظمة التصنيف الائتماني للسندات طويلة الآجل للأرجنتين إلى (-CCC)، أما سندات الأرجنتين قصيرة الآجل فمنحتها المنظمة تصنيفاً ائتمانياً عند (D) مقابل مستوى (B) قبل ذلك.
ومع تلك التطورات السلبية، انخفضت عملة البيزور الأرجنتينية، وبحلول الساعة 2:05 مساءً بتوقيت جرينتش هبطت أمام الدولار الأمريكي بنحو 1.5 بالمائة، كما تتجه العملة لتسجيل خسائر أسبوعية بنسبة 5.5 بالمائة.
أما على صعيد أسواق الأسهم، فإن مؤشر البورصة "إيه.إر.إس" أنهى تعاملات أمس على تراجع بنحو 5.8 بالمائة عند 20930.9 نقطة.
كما شهدت السندات الأرجنيتينة موجة بيعية ملحوظة، وسط مخاوف فشل البلاد في سداد ديونها.
تراجع البيزو الأرجنتيني بشكل قوي الأربعاء الماضي، وتتزامن الخسائر مع تواجد فريق صندوق النقد الدولي بعاصمة البلاد "بوينس آيرس" ليقرر ما إذا كان سيصرف الشريحة التالية من صفقة القرض البالغة 57 مليار دولار.
وأجرى "فرنانديز" اجتماعاً مع وفد صندوق النقد قبل أن يصدر بياناً يوضح فيه أنه يتفق مع أهداف صفقة الصندوق مع بلاده، لكنه عاد ليؤكد أن الصندوق والحكومة الحالية تسببا في الأزمة الحالية وبالتالي مطالبين بإصلاح هذه "الكارثة الاجتماعية".
وكان فرنانديز ذكر أن الأرجنتين لن تستطيع سداد قرض صندوق النقد الدولي، مشيراً إلى أنه يرغب في إعادة التفاوض على شروط القرض.
وفي 11 أغسطس الجاري، كشفت نتائج تمهيدية عن فوز المرشح اليساري ألبرتو فرنانديز على الرئيس الحالي موريسو ماكري في الانتخاباب الرئاسية المقبلة في أكتوبر الأول المقبل، وفقدت العملة الأرجنتينية نحو 22 بالمائة من قيمتها منذ ذلك اليوم.
وبعد صدمة الأسواق من تزايد فرص فوز فرنانديز، أعلن ماكري في منتصف الشهر الجاري تخفيض الضرائب على الغذاء والدخل الشخصي إلى جانب زيادة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية، مما أثار مخاوف من أن الإدارة ستفقد أهدافها المالية.
وهوي البيزو الأرجنتيني في تعاملات 12 أغسطس بنسبة 30.3 % أمام العملة الأمريكية مسجلا مستوى قياسيا منخفضا عند 65 للدولار اليوم الاثنين، بعد أداء أسوأ من المتوقع للرئيس موريسيو ماكري الذي تفضله الأسواق في انتخابات أولية.
والأرجنتين في ركود يصل فيه التضخم إلى أكثر من 55 في المئة بعد أكثر من ثلاث سنوات على سياسات ماكري.
وفاز مرشح المعارضة ألبرتو فرنانديز، الذي اختار الرئيسة السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر لمنصب نائب الرئيس، في الانتخابات الأولية التي جرت يوم الأحد بفارق أكبر من المتوقع بلغ 15.5 نقطة مئوية.
وتلقي النتيجة شكوكا على فرص ماكري لإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية في الجولة الثانية من الانتخابات في أكتوبر.
استقال وزير الخزانة الأرجنتيني نيكولاس دوخوفني من منصبه في يوم 18 أغسطس الجاري، مشيرا إلى أن الحكومة تحتاج إلى "تجديد كبير" في فريقها الاقتصادي في ظل أزمة شهدت هبوط البيزو الأسبوع الماضي.
وقال دوخوفني، في رسالة إلى الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري بحسب وكالة "رويترز"، إنه أعطى "كل طاقته لعمله وساهم في خفض العجز الكبير والحد من الإنفاق العام".
وأضاف "ارتكبنا أخطاء أيضا، بلا شك، ولم نتردد قط في الاعتراف بذلك وبذلنا كل الجهود الممكنة لتصحيحها".
وذكرت "رويترز"، نقلا عن مصدر، أن ماكري عين هيرنان لاكونزا، وزير الاقتصاد الحالي لإقليم بوينس أيرس، خلفا لدوخوفني.
وفي ضربة جديدة لماكري، خفضت وكالتا فيتش وستاندرد آند بورز، تصنيفهما للدين السيادي الأرجنتيني، مما أثار شبح تخلف الأرجنتين عن سداد ديونها مع اقتراب انتخابات أكتوبر تشرين الأول.