وزير الاوقاف من بنها: الجماعات المتطرفة حرفت مفهوم الهجرة الحقيقي (صور)
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الفهم الصحيح لمعنى الهجرة الحقيقية يقتضي أن الهجرة التي لا تنقطع على مر العصور هي التحول من الجهل إلى العلم، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن سوء الأخلاق إلى صالحها، ومن الفساد إلى الصلاح والإصلاح، بما يسهم في بناء الحضارة وإعمار الكون، لأن ديننا دين البناء والتعمير للكون كله، قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، فأمتنا أمة عمل لا أمة كسل، أمة بناء لا أمة هدم أو تخريب، أمة حضارة، ولم يكن التخلف أبدًا سمة من سماتها بل البناء والإعمار والتنمية والحضارة.
وأوضح جمعة خلال الخطبة والتي دارت عن هجرة النبي صلي الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وألقاها بمسجد ناصر ببنها احتفالا بالعيد القومي الـ١٥١ للقليوبية، أن المتدبر في الهجرتين إلى الحبشة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة يدرك جيدًا أن هجرة المسلمين الأوائل لم تكن هجرة من دار كفر إلى دار إيمان؛ لأن الأصل هو الدفاع عن الأوطان وعدم تركها لظالم أو معتدٍ، وإنما كانت هجرة من دار خوف إلى دار أمن، ولهذا قيل: إنّ اللهَ (عز وجل) ينصرُ الدولةَ العادلةَ ولو كانتْ كافرةً، ويخذَلُ الدولةَ الظالمةَ ولو كانتْ مسلمةً.
وأضاف، أنه لما أذن الله (عز وجل) لنبيه (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة إلى المدينة المنورة خرج (صلى الله عليه وسلم) مؤيدًا بنصر من الله (عز وجل)، لأن الهجرة كانت تحولًا إيجابيًّا لبناء الدولة، وتحقيقًا للتعايش السلمي والمؤاخاة، ووحدة الصف حتى يتمكن النبي (صلى الله عليه وسلم) من إبلاغ رسالة ربه (عز وجل) للعالمين، يقول الحق سبحانه: ”إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” صدق الله العظيم.
وتناولت الخطبة تحريف الجماعات المتطرفة لبعض الآيات ومنها " انفروا في سبيل الله "، مشيرا إلى أنهم يصرون النفير للحرب فقط ولكن في مفهوم الدولة النفير للحرب مسؤلية فئة وهي القوات المسلحة الباسلة التي تقوم بها على أكمل وجه ولكن النفير بالمفهوم الشامل في الدين والعلم والعمل وهو ما يساهم في بناء المجتمع.
وكما تناولت الخطبة الدروس المستفادة من الهجرة النبوية وضرورة أن يستفاد المسلمون منها ويجعلونها كدستور لحياتهم وتعاملاتهم وخاصة لاحتياجهم لها في بنائهم الآن لدولتهم الجديدة.
حضر الصلاة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والدكتور علاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية واللواء طارق عجيز مساعد وزير الداخلية مدير أمن القليوبية والدكتور عواد أحمد علي السكرتير العام واللواء حمدي الحشاش السكرتير العام المساعد وعدد كبير من قيادات الأجهزة التنفيذية ورؤساء المراكز والمدن والأحياء ونواب البرلمان.
وأعلن وزير الأوقاف، انطلاق أول قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر والأوقاف برئاسة الشيخ سعيد عامر، في إطار مبادرات الوزارة، مشيرا إلى أن صكوك الأضاحي قضت على ظاهرة إهدار اللحوم وتلويث البيئة.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية لوزير الأوقاف على هامش مشاركته في العيد القومي رقم 151 لمحافظة القليوبية وأداء صلاة الجمعة بمسجد ناصر، وتوزيع لحوم الأضاحي من حصة المحافظة على إدارات الأوقاف بحضور الدكتور علاء مرزوق محافظ القليوبية والشيخ سعيد عامر نائبا عن وزير الأوقاف والنائب جمال كوش عضو مجلس النواب والشيخ صفوت أبوالسعود وكيل وزارة الاوقاف وقيادات وزارة ومديرية الأوقاف.
وقال الوزير إن انطلاق القافلة الدعوية متزامنا مع بداية العام الهجري الجديد، مشيرا إلى أن هجرة الرسول كانت نقطة تحول في الدعوة لدين الله وبناء دولة المؤسسات.
وتطرق إلى نجاحات الدولة المصرية وإنجازاتها عقب ثورة 30 يونيه وهو ما انعكس علي تقييم المؤسسات الدولية للاقتصاد المصري كأفضل أداء في الشرق الأوسط للمساهمة في انخفاض معدل الدين العام وتحقيق إنجازات اقتصادية بكافة المجالات.
وأكد، أن ما حدث قبل 30 يونيه وبعدها من ثورة الشعب المصري على الجماعات المتطرفة، يؤكد أن وراء الفكر شعب قادر على التنفيذ يسعى للتنمية والخير.