الآثار: وصول مسلة "ميدان التحرير" وبدء الاستعدادات لترميمها
أعلنت وزارة الآثار في بيان لها قبل قليل عن وصول أجزاء مسلة للملك رمسيس الثاني إلى القاهرة بعد نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية لترميمها وتجميعها تمهيدًا لإقامتها في ميدان التحرير، ويأتي ذلك في إطار خطة الدولة لإبراز حضارة مصر الفريدة للعالم.
وأوضح البيان أن النقل تم مساء أمس وهو لأجزاء أحد مسلات الملك رمسيس الثاني، من منطقة صان الحجر الأثرية، بمحافظة الشرقية، إلى القاهرة وذلك للبدء في أعمال ترميمها وتجميها تمهيدًا لإقامتها وعرضها بميدان التحرير، أحد أشهر الميادين في مصر والعالم، وسط سيناريو عرض وتصميمات جديدة لتجميل الميدان.
ومن ناحيته قال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن عملية النقل تمت وسط إجراءات أمنية من قبل شرطة السياحة والآثار، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية في إطار خطة الحكومة لتطوير ميدان التحرير واهتمامها بإظهاره في أبهى صورة ليكون مزارًا جديدًا ضمن المزارات الأثرية والسياحية في القاهرة، وسوف تخضع أجزاء المسلة الي أعمال الترميم والتجميع على يد فريق عمل من مرممي الوزارة، تمهيدًا لإقامتها لتزين ميدان التحرير.
وصان الحجر إحدى مدن محافظة الشرقية في جمهورية مصر العربية، قديمًا كانت تسمى تانيس ويعتقد أن اسمها في التوراة "صوعن"، كما ذكرت في الكتابات المصرية القديمة باسم "جعنت".
تأسست تانيس في أواخر عهد الأسرة العشرين، وأصبحت عاصمة شمال مصر خلال عهد الأسرة الحادية والعشرين. كانت المدينة مسقط رأس سمندس مؤسس الأسرة الحادية والعشرين.
وخلال عهد الأسرة الثانية والعشرون ظلت تانيس عاصمة مصر السياسية. كانت المدينة ذات أهمية تجارية واستراتيجية، إلا أنها هُجرت في القرن السادس الميلادي، بعدما كانت مهددة بأن تغمرها بحيرة المنزلة.
يرجع تاريخ تانيس إلى الدولة الحديثة، وليس لها ذكر قبل ذلك، بعكس مدينة صان الحجر على الذراع الغربي من نهر النيل في الدلتا والتي كانت تسمى لدى الفراعنة "صاو " وسماها الإغريق "سايس". يعود تاريخ صاو (صا الحجر) إلى 4000 سنة قبل الميلاد.
وكانت وزارة الآثار بالتنسيق مع فرنسا قد أطلقت مشروع رفع كفاءة لمنطقة صان الحجر الأثرية في محافظة الشرقية، ويتضمن المشروع تهيئة مركز للترجمة الفورية وتقديم الإرشادات والتسهيلات للزائرين، وترميم الباب الأثري لشيشنق الثالث وترميم الأثار الموجودة بالموقع وحماية المقابر الملكية ضد ماء الأمطار وحفظ وترميم المقابر الملكية، وكذلك تهيئة المقابر الملكية لاستقبال الزائرين ووضع لوحات إرشادية بالموقع بالإضافة إلى إنشاء صفحات إلكترونية تتيح المزيد من المعلومات وكذلك الصور الأرشيفية لتاريخ الاكتشاف وعرض القطع والآثار المكتشفة في المقابر الملكية المتاحة بفضل أكواد QR الموضوعة على اللوحات الإرشادية وتدريبات للتوعية بالتراث في مدارس صان الحجر.
والمنطقة الأثرية في صان الحجر تعتبر طيبة الشمال، فإن كانت الأقصر تشتهر بمعابد الكرنك فإن صان الحجر تشتهر بمعبد آمون ومقابرها المتميزة، ووزارة بدأت بتطوير منطقة صان الحجر منذ عام ٢٠١٧م، وأسفر المشروع عن ترميم وإقامة مسلتين وعمودين وتمثالين ضخمين للملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى عمل مصاطب لرفع باقي البلوكات الحجرية الأثرية عليها لحمايتها وإظهارها بصورة أفضل للزائرين، حيث تم رفع مسلتين البيلون الأول لمعبد آمون، بالإضافة الي عمل ستة قواعد بصالة الأعمدة لرفع المسلات عليها، لأول مرة منذ سقوطها خلال القرن الأول الميلادي.
ومن بين القطع التي تم ترميمها وإعادة تجميعها وتركيبها بالموقع مسلتين كبيرتين وعامودين وتمثالين للملك رمسيس الثاني، حيث تمثل صان الحجر أهمية بالغة في التاريخ المصري القديم كونها عاصمة مصر القديمة في عصر الأسرتين 21 و23، ومقر دفن ملوك الأسرتين 21 و22.