نشاط مكثف لـ"السيسي" بطوكيو.. افتتاح منتدى الأعمال الأفريقي الياباني وعقد قمة مصرية أوغندية
شهد اليوم الرئاسي للرئيس عبد الفتاح السيسي، بمدينة يوكوهاما في اليابان، العديد من الأنشطة، على هامش مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الأفريقية "تيكاد 7"، حيث افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبى، جلسة حوار الأعمال بين القطاعين العام والخاص بحضور عدد كبير من المسئولين ورؤساء المؤسسات العامة والخاصة بأفريقيا واليابان، وعقد جلسة مباحثات مع أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، فضلاً عن القمة المصرية الأوغندية.
وتشارك مصر في القمة السابعة للتيكاد بصفتها رئيس الاتحاد الإفريقى وعضوًا فاعلًا على الساحة الأفريقية وخصوصًا في ظل رئاستها للاتحاد الإفريقى وجهودها الرامية إلى تدعيم التكامل الإفريقى في مجالات التجارة والصناعة والتكنولوجيا، وتحسين بيئة الاستثمار.
جلسة حوار الأعمال بين القطاعين العام والخاص
وافتتح الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، اليوم الخميس، جلسة حوار الأعمال بين القطاعين العام والخاص، والتي تعقد في إطار مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الأفريقية "تيكاد 7". وألقى الرئيس كلمة جاءت أبرز رسائلها: تحقيق انطلاقة اقتصادية قوية لم يعد مسئولية الحكومات فحسب، بل يتطلب إيجاد شراكة بناءة مع القطاع الخاص كقاطرة النمو الرئيسية جنبًا إلى جنب مع الدور القوى للدولة كداعم ومنظم ومحفز للنشاط الاقتصادي.
القطاع الخاص بمثابة المحرك الرئيسي لتوفير فرص العمل الدائمة، وزيادة مستوى الدخل بما يسهم في الخروج من دائرة الفقر، بالإضافة إلى أنه يسهم بشكل كبير في تزايد النمو الاقتصادي على المدى الطويل، وأن القارة الأفريقية تمتلك العديد من الموارد الطبيعية والبشرية، فضلًا عن موقعها الجغرافي المتميز، الأمر الذي يسهم في زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية من قبل شركاء التنمية ونأمل أن تعزز من فرص تحقيق التنمية ورفع معدلات النمو بها، وتحقيق آمال وتطلعات الشعوب في حياة أفضل، وأن دول الاتحاد الأفريقي قامت بصياغة أهداف أجندة التنمية 2063، والتي أضحت مرجعًا لكافة الدول الأفريقية لتحقيق هدف التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي كما قمنا ببلورة برنامج تنمية البنية التحتية في أفريقيا PIDA بهدف تنفيذ عدد من مشروعات البنية التحتية والطاقة على المستوي القاري.
وأشار السيسي، إلى أن توافر الإرادة السياسية للدول الأفريقية والرغبة الحقيقية في المضي قدمًا إزاء البدء في حقبة جديدة واعدة بالقارة الأفريقية، سمتها التنمية والتحديث والتقدم، من خلال التعاون مع مؤسسات القطاع الخاص. وأن الأهمية الكبيرة التي توليها الدول الأفريقية للتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص للاستثمار في مشروعات البنية التحتية والطاقة، بما في ذلك المشروعات القارية في مختلف مجالات النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتوليد الطاقة والربط الكهربائي، باعتبار ذلك أمر حتمي لجني ثمار اتفاقية التجارة الحرة القارية، ودفع عجلة التبادل التجاري الفعلي بين الدول الأفريقية، ومن ثم خلق مزيد من فرص العمل الإنتاجية، وجذب المزيد من الاستثمارات للقطاعات التنافسية.
لقاء سكرتير عام الأمم المتحدة
كما التقى الرئيس السيسي، مع أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، وذلك على هامش انعقاد القمة السابعة للتيكاد بمدينة يوكوهاما اليابانية.وأكد الرئيس تطلع مصر لمواصلة التعاون والتنسيق مع المنظمة الأممية لتعزيز دورها الأساسي في معالجة الملفات ذات الأولوية للدول النامية، وكذا تمويل تطبيق أجندة التنمية المستدامة 2030، وفق ما قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
وتناول اللقاء جهود تعزيز التعاون والتنسيق بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، حيث أكد الرئيس أن هدف تعميق الشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة يأتي على رأس أولويات الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، لاسيما في إطار جهود الرئاسة المصرية لتحقيق تقدم في مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات في أفريقيا، وبما يسهم في تحقيق الأهداف على صعيد مبادرة الاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق 2020 واستكمال وتعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية للارتقاء بقدرات وآليات القارة للحفاظ على أمنها واستقرارها، وكذلك تحقيق خطوات ملموسة على مسار تطبيق أجندة أفريقيا 2063، ومواصلة التقدم المحرز في تنفيذ أجندة التنمية 2030 في أفريقيا.
وشهد اللقاء أيضُا التباحث بشأن آخر المستجدات على صعيد عدد من الملفات والقضايا الإقليمية، حيث تم التوافق بشأن أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف في هذا الخصوص خلال الفترة القادمة بين مصر والأمم المتحدة، خاصة ما يتعلق بتطورات الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا، واستعرض المسئول الأممي الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة للتوصل لحلول سياسية لتلك القضايا، مشيرًا إلى حرص المنظمة الأممية على تعزيز التعاون مع مصر لصون السلم والأمن الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
قمة مصرية أوغندية
وواصل الرئيس السيسي نشاطه، إذ التقى مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وأشاد الرئيس خلال اللقاء بالدور الحيوي الذي يقوم به الرئيس موسيفيني كأحد القيادات الحكيمة في أفريقيا، وجهوده لتعزيز الأمن والاستقرار بالقارة، موكدا متانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين والبلدين الصديقين، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات على كافة الأصعدة.
وأكد الرئيس "موسيفيني" عمق العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين، وتطلع بلاده للارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات، خاصةً في ظل الدور المحوري الذي تقوم به مصر على الصعيد الإقليمي، مشيرًا إلى وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، مشيدًا بنشاط الشركات المصرية في أوغندا ومساهمتها في جهود التنمية، وأعرب عن تقديره لما تقدمه مصر لبلاده من دعم فني في مجال بناء القدرات على مدار السنوات الماضية.
وتناولت المباحثات بين الرئيسين سبل دفع العلاقات الثنائية، فضلًا عن استعراض آخر التطورات الخاصة بالأوضاع في القارة الأفريقية، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب باعتباره أحد أكبر التحديات التي تواجه أفريقيا، حيث تم الترحيب بتوافق الرؤى القائم بين البلدين إزاء مختلف الملفات السياسية، بالإضافة إلى التوافق حول أهمية تعزيز التكامل بين الدول الأفريقية، خاصةً في المجالات الاقتصادية والتجارية وتطوير البنية التحتية. كما تناولت المباحثات ملف مياه النيل، حيث تم التوافق على دعم المسار التنموي لدول حوض النيل وجهود تعزيز العلاقات فيما بينها في جميع المجالات التنموية، على نحو يحقق المصالح المشتركة لهم ويتجنب الإضرار بأي طرف، بحسبما قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
عشاء رسمي
ويشارك الرئيس السيسي في عشاء رسمي نظمه رئيس وزراء اليابان تكريما للقادة المشاركين في مؤتمر التيكاد بيوكوهاما رويال بارك.