"الشؤون الإسلامية": نتطلع بشغف للشراكة مع جميع الأجهزة المعنية بالأكواد لتوحيد معايير بناء المساجد
قال المهندس أسامة بن حمد الجفال المدير العام للإدارة العامة للمشروعات والصيانة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، اليوم الخميس، إن الوزارة راعت أهمية وجود كود بناء للمساجد في المملكة العربية السعودية منبثق عن كود البناء السعودي ومكمل له في ظل المرحلة المهمة في تاريخنا الحاضر نتيجة الحاجة الماسة لتوحيد المعايير والممارسات، التي تتوافق مع العوامل البيئية بمختلف مناطق المملكة وتراثها المعماري وتتأكد هذه الأهمية في ظل الرؤية الطموحة للمملكة 2030، وتحقيقاً لرسالة الوزارة في العناية ببيوت الله.
جاء ذلك في تصريح له على هامش انطلاق ورشة العمل المتخصصة في كود بناء المساجد التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمشاركة أكثر من 50 مختصاً في عمارة المساجد وتشييدها، موضحاً أن الوزارة وبتوجيهات ومتابعة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ حرصت على إقامة الورشة وتفعيل مبادرة الأمير سلطان بن سلمان في إنشاء كود متخصص لعمارة المساجد وبناء الشراكات مع جميع ذوي العلاقة لما يخدم التطور المستمر لبناء واستكمال وتحديث منظومة الكود.
وبين الجفال، أن الوزارة تتطلع بشغف للشراكة الفاعلة مع جميع الأجهزة المعنية بالأكواد لتوحيد معايير بناء المساجد للتكامل وإثراء محتوى كود بناء المساجد وتحقيق العالمية في التميز نظير خصوصية ومركزية المساجد، مشيراً إلى أن كود بناء المساجد هو مكمل مهم لكود البناء السعودي.
واختتم المدير العام للمشروعات والصيانة بوزارة الشؤون الإسلامية تصريحه، مؤكداً أن هذا العمل الوطني سيكون له أثره الإيجابي على واقع مركزية المسجد في بلادنا المباركة قريباً، مزجياً شكره لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ومعالي نائبه الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد وجميع العاملين بالوزارة، ولجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد على دعمهم ومساندتهم لإنجاح فعاليات الورشة بما يحقق الأهداف المرجوة من إقامتها.
هذا وكان قد افتتح نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد، نيابة عن وزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أمس الأربعاء، ورشة العمل لكود بناء المساجد، بحضور محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة رئيس اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي الدكتور سعد بن عثمان القصبي، والأمين العام لمجلس أمناء جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد الدكتور مشاري بن عبدالله النعيم، وذلك بقاعة المحاضرات الكبرى بفندق الماريوت بالرياض.
وأكد نائب الوزير، على أن المساجد عمارتان حسية و معنوية فالرفع الحسي في بنائها والرفع المعنوي بعبادة الله، مستشهداً بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، التي تؤكد هذه المعاني العظيمة التي حث عليها الإسلام ورغب فيها، ومبيناً أن (كود بناء المساجد) له أصل في سنة النبي من قوله وفعله، وكذا في سنة الخلفاء الراشدين.
وتأتي الورشة في إطار التعاون المشترك بين الوزارة والجهات ذات العلاقة امتداداً لمذكرة التعاون التي تم توقيعها سابقاً بين الوزارة وجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد لاعتماد كود المساجد.
كود بناء المساجد
مشروع كود المساجد هو عبارة عن مجموعة من الشروط والأنظمة الفنية والهندسية والخدمية، والتي يجب توافرها في المساجد المبينة حديثًا، والتي تهدف أولًا وأخيرًا إلى ضمان جودة المسجد على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي؛ بهدف الارتقاء بالمساجد معمارياً وإنشائياً وخدميًا، وتطوير الشكل الجمالي والوظيفي للمساجد مع تلافي كافة السلبيات والتحديات التي قد تعيق تنفيذ المشروع.
وذلك من خلال تشكيل لجان المسؤولة عن تطوير كود بناء المساجد تشكّلت من فريق عمل هندسي محترف عاونه ممثلون عن وزارة الشؤون الإسلامية، وزارة الشؤون البلدية، وجائزة عبداللطيف الفوزان، إضافة إلى المساهمات التي قدمتها جمعيات ذات علاقة، وأكاديميون ومفكرون إلى جانب ممارسين للمهنة ومختصّين في عمارة المساجد.
سر تطبيق مشروع كود بناء المساجد
إن مشروع كود البناء يشجع القائمين على إنشاء المساجد على الابتكار؛ بهدف لقضاء على العشوائية، وذلك للوصول لشكل نهائي للمسجد وصورة تليق بقدسيته وتتناسب مع طموح المملكة غير المحدود في التطوير والتحسين وخدمة بيوت الله.
وقد برزت فكرة إنشاء المشروع كنتيجة حتمية للممارسات غير الإيجابية، التي ينتهجها البعض خلال بنائهم العشوائي للمساجد من دون كود منظم، مما يجعل من المسجد مبنى غير ملائم وغير مجهز للخدمة التي بني من أجلها، وعليه جاءت فكرة الكود لتلافي سلبيات نظام البناء الحالي واستبدالها بنظام حديث يعتمد على مجموعة من الاعتبارات لتحسين الشكل الجمالي والخدمي للمساجد.
الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند تطبيقه
1. اعتبارات تخطيطية: يراعي الكود من خلال الاعتبارات التخطيطية كل مما يلي:-
• دراسة الطاقة الاستيعابية للمسجد قبل بنائه من خلال دراسة ثلاثة عناصر، هي: حجم المسجد، الكثافة السكانية، وحجم التغطية.
• مراعاة الاعتبارات التخطيطية إلى جانب الطاقة الاستيعابية عناصر النسيج العمراني وعلاقة المسجد بالحي الذي يُوجد به.
• مراعاة توافر الخدمات العامة من خدمات وصيانة دائمة للمسجد.
2. اعتبارات تصميمية: يراعي الكود من خلال الاعتبارات التصميمية كل مما يلي:-
• تعزيز قيم الاستدامة، بأنواعها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
• وضع ضوابط تجعل من المساجد معتمدة اقتصاديًا على ذاتها دون حاجة إلى دعم خارجي، وتعيدها إلى أداء دورها كعنصر جذب وتجميع للسكان.
• جعل مباني المساجد صديقة للبيئة وموفرة للطاقة.
• العمل على وضع اشتراطات للأمن والسلامة التي يجب توافرها في المساجد.
• وضع في الاعتبار عند تصميم مبنى المسجد أن تكون هناك سهولة في الوصول إليه من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة.
• وضع مقترحات الشكل لأفضل النظم الإنشائية المناسبة والمواصفات والمقاسات الأساسية والمعمارية التي يجب توافرها عند بناء المسجد.