وزير الداخلية الإيطالى يحظر دخول سفينة إنقاذ أخرى تحمل مهاجرين
وقع ماتيو سالفينى، وزير الداخلية الإيطالى المنتهية ولايته، قرارا بحظر دخول سفينة إنقاذ، انتشلت نحو 100 مهاجر قبالة الساحل الليبى، إلى المياه الإيطالية.
يأتى ذلك بعد حظر سفينة إنقاذ أخرى أمس الثلاثاء تطبيقا لسياسة يتبناها سالفينى لمنع قدوم المهاجرين غير الشرعيين من شمال أفريقيا.
وربما يكون القرار أحد آخر الإجراءات التى يتخذها سالفينى، حيث سيبدأ تشكيل حكومة إيطالية جديدة بعدما انهار الائتلاف الحاكم الذى كان يضم حزب الرابطة الذى يتزعمه سالفينى.
وانتشلت السفينة مارى يونيو التى تديرها مؤسسة (ميديتيرانيا سيفينج هيومنز) الخيرية الإيطالية المهاجرين الذى كانوا على متن قارب مطاطى انجرف وبدأ الهواء يفرغ منه بالفعل.
وقالت المؤسسة إن 22 من الذين جرى إنقاذهم أطفال، بعضهم صغير السن جدا، وإن ثمانى نساء على الأقل من بين 26 امرأة جرى انتشالهن حوامل.
وتشكو إيطاليا منذ وقت طويل من عدم حصولها على دعم أوروبى فيما يتعلق بمشكلة المهاجرين، وأغلق سالفينى الموانئ الإيطالية العام الماضى فى وجه سفن الإنقاذ التى تديرها منظمات خيرية.
ومنذ ذلك الحين تكرر منع هذه السفن من الرسو فى موانئ إيطالية لتبقى فى عرض البحر لأيام أو أسابيع بسبب عدم اتفاق دول الاتحاد الأوروبى على كيفية التعامل مع هؤلاء اللاجئين.
وسمحت مالطا الأسبوع الماضى بدخول سفينة الإنقاذ أوشن فايكنج وإنزال 356 مهاجرا كانوا على متنها بعدما وافقت ست من دول الاتحاد الأوروبى على تقاسم طالبى اللجوء.
منع أمس الثلاثاء، ماتيو سالفيني، سفينة إنسانية ألمانية تقل مهاجرين تم إنقاذهم قبالة ليبيا من دخول المياه الإقليمية الإيطالية.
أصبحت مثل المراسيم الموقعة روتينية في محاولة سالفيني لمنع سفن الإنقاذ الإنسانية من جلب المهاجرين إلى إيطاليا.
كانت تستهدف هذه السفينة سفينة تشغلها مجموعة لايف لاين الألمانية التي التقطت حوالي 100 شخص يوم الاثنين من قارب نجاة مطاطي على بعد حوالي 50 كيلومترًا (31 ميلًا) قبالة الساحل الليبي. حثت السفينة الحكومة الألمانية على المساعدة في تحديد ميناء آمن.
في حين أن إيطاليا ومالطا هما أقرب موانئ أوروبية، فقد وضعت إيطاليا سياسة لاستبعاد سفن الإنقاذ الإنسانية. قبلت مالطة عمومًا المهاجرين الذين تم إنقاذهم في مجال مسؤوليتها. وقد أدت المواقف إلى العديد من المواجهات.
و في وقت سابق، تعهد سالفيني بمنع سفن تابعة لجمعيتين خيريتين أخريين لإنقاذ المهاجرين من الرسو في موانئ بلاده. وكتب سالفيني، زعيم حزب رابطة الشمال اليميني المتشدد المناهض للهجرة، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، أن الحظر ينطبق على جمعيتي "سي-آي" و"لايفلاين" الخيريتين الألمانيتين.
وأضاف "يجب أن يعرف هؤلاء الاشخاص أن إيطاليا لم تعد تريد التشجيع على عمليات الهجرة غير الشرعية، لذلك سيتعين عليهم إيجاد موانئ أخرى غير إيطالية للتوجه إليها". وتابع سالفيني أن المنظمتين غير الحكوميتين كانتا قد نشرتا سفنهما، قبالة الساحل الليبي، لانتشال "مجموعة من البشر، تخلى عنهم المهربون في البحر".
كما اوضح المتحدث باسم منظمة “سي ووتش” الألمانية غير الحكومية روبن نويجباور في وقت سابق لوكالة الأنباء الألمانية إن هؤلاء المهاجرين “لا يرون سوى الماء طوال 24 ساعة في اليوم، ولا يتحرك أي شيء. إن ذلك مرهق نفسيا للغاية”.
وأعربت كثير من المدن الألمانية عن استعدادها لاستقبال مهاجرين، ولكن الحكومة الاتحادية لم تبت في الأمر. يذكر أن السفينة أنقذت إجمالي 53 شخصا من قارب مطاطي أمام سواحل ليبيا سابقا.
ومنذ تولي الحكومة الشعبوية القيادة في روما، منعت دخول سفن إغاثة اللاجئين بصورة متكررة بعد عمليات إنقاذهم من البحر.
وكان مجلس الوزراء الإيطالي قد أقر الأسبوع الماضي في روما مرسوما، بموجبه تواجه منظمات غير حكومية خطر فرض عقوبات ضدها بقيمة تتراوح بين 10 آلاف و50 ألف يورو، حال دخول سفنها بشكل غير مسموح إلى أي ميناء