رئيس المجلس العالمي للتسامح: الأزهر هو المظلة الجامعة للعاملين من أجل السلام
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام.
أشاد فضيلة الإمام الأكبر بجهود المجلس العالمي للتسامح والسلام وأفكاره البناءة في تدعيم ثقافة السلام حول العالم، مبينًا أن الأزهر على استعداد لدعم دور المجلس ومساندة جهوده التي تتكامل مع الجهود التي يبذلها الأزهر وتتوافق مع منهجه الوسطي الذي يرسخ للتعددية والتعايش.
من جانبه عرض رئيس المجلس العالمي للتسامح على فضيلة الإمام الأكبر جهود المجلس في نشر قيم السلام والتعايش حول العالم، مبينًا أن المجلس يتعاون مع كل دول العالم المحبة للسلام، والهيئات والمؤسسات التي تؤمن بالتعددية وقبول الآخر، حيث تمكن المجلس من تنفيذ العديد من الأفكار والمبادرات الناجحة في هذا الإطار.
وأوضح الجروان أن المجلس العالمي للتسامح والسلام يعتبر الأزهر الشريف المرجعية الفكرية والمظلة الجامعة للعاملين من أجل السلام في العالم، كما يرى أن فضيلة الإمام الأكبر أصبح رمزًا وأيقونة للأخوة والسلام الإنساني، نظرًا لدوره العالمي في مواجهة التطرف ومد جسور الحوار والتواصل مع مختلف الحضارات والأديان، وأضاف الجروان أن المجلس يتطلع لدعم الأزهر لجهوده ويسعى للمزيد من التعاون معه خاصة في ظل تبني المجلس خطة طموحة لنشر قيم التسامح والسلام من خلال المناهج التعليمية وبرامج الدراسات العليا، لأن الأزهر يعتبر المؤسسة الرائدة في مجال التعليم بمختلف مراحله.
وأدانت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف ما قامت به عناصر إرهابية من الهجوم عمال بناء، أثناء قيامهم بتمديد أسلاك الألياف البصرية في قرية واجيركو الواقعة على بعد 150 كيلومترا من مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو النيجيرية، مما أسفر عن مقتل ١١ عاملا على الأقل، وإصابة آخرين.
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم إن الشريعة الإسلامية أوصت بحفظ الحقوق البشرية وصيانتها من الاعتداء، وتوعدت من يسفك الدماء أو يعتدي على الأموال أو يروع الآمنين بأشد العقاب في الدنيا وفي الآخرة، واعتبرته باغيا محاربا لله ورسوله، واوجبت عليه حدا دنيويا إلى جانب العقاب الأخروي، قال تعالى :(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [المائدة: ٣٣].
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه". [رواه مسلم] .
قال الإمام النووي رضي الله عنه: فِي هذا الحديث تَأْكِيد حُرْمَة الْمُسْلِم , وَالنَّهْي الشَّدِيد عَنْ تَرْوِيعه وَتَخْوِيفه وَالتَّعَرُّض لَهُ بِمَا قَدْ يُؤْذِيه. وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمّه. مُبَالَغَة فِي إِيضَاح عُمُوم النَّهْي فِي كُلّ أَحَد، سَوَاء مَنْ يُتَّهَم فِيهِ، وَمَنْ لَا يُتَّهَم، وَسَوَاء كَانَ هَذَا هَزْلًا وَلَعِبًا، أَمْ لَا، لِأَنَّ تَرْوِيع الْمُسْلِم حَرَام بِكُلِّ حَال. اهـ.
وقال الإمام المناوي رضي الله عنه: ترويع المسلم حرام شديد التحريم.
وأكدت المنظمة أن الإرهاب يهدف إلى زعزعة الاستقرار، وتخريب الأوطان، فهم لا يبغون إلا فتنة، ولا يتبعون إلا الهوى، وعلى قادة الرأي في العالم كله التصدي للإرهاب حيث أصبح ذلك واجبا إنسانيا وليس دينيا أو سياسيا فقط.
وتقدمت المنظمة في ختام بيانها بخالص العزاء لأهالي الضحايا، داعية الله تعالى الشفاء العاجل للمصابين، وأن يجنب العالم كله ويلات التطرف والإرهاب.