بالتفاصيل.. لقاءات السيسي على هامش قمة "تيكاد 7" في يومها الأول
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، على هامش القمة السابعة للتيكاد، برئيس وزراء اليابان شينزو آبي، إذ عقد قمة مباحثات موسعة بينهم، تناولت العديد من الملفات أبرزها تعزيز التعاون والشراكة بين مصر واليابان، والتطلع لتشجيع المزيد من الشركات اليابانية على العمل والاستثمار في مصر والمشاركة في شتى المشروعات الجاري تنفيذها، بالاضافة إلى الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن لقاء بيوكوهاما، رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي جايكا.
وترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء اليابان شينزو آبى الجلسة الافتتاحية للقمة السابعة للتيكاد اليوم الأربعاء. وألقى الرئيس كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة أوضح خلالها موقف مصر وتحركاتها لتعزيز التنمية بالقارة الأفريقية، والتي تتناغم مع أجندتها لعام 2063 والمحاور المتعلقة بتعزيز التنمية المستدامة مع القارة الأفريقية.
وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي بمدينة يوكوهاما، صباح اليوم الأربعاء، مباحثات قمة موسعة مع رئيس وزراء اليابان "شينزو آبي" بحضور وفدي البلدين، إذ رحب رئيس وزراء اليابان بالرئيس، موجهاً الشكر لسيادته على تلبية الدعوة للرئاسة المشتركة للقمة السابعة للتيكاد والمتعلقة بالمشاركة الاستراتيجية بين اليابان والقارة الأفريقية، مؤكداً ما تحظى به مصر وحضارتها العريقة من تقدير لدى الشعب الياباني- وفق ما قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية-.
الإشادة بما حققته مصر على صعيد التنمية
كما حرص الرئيس "آبي" على الإشادة بما حققته مصر على صعيد التنمية، لا سيما في إطار الإنجازات الملموسة الجارية على مستوى الإصلاح الاقتصادي، وتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، وهو ما ساهم في تحفيز الشركات اليابانية على العمل في مصر للاستفادة مما تتيحه تلك المشروعات من فرص استثمارية واعدة، مؤكداً في هذا الصدد أن اليابان تولي لعلاقاتها مع مصر أهمية خاصة على صعيدي التعاون الثنائي والتشاور السياسي، وذلك لمحورية دور مصر في محيطها الإقليمي ومنطقة الشرق الأوسط.
وأعرب السيسي، لرئيس الوزراء الياباني عن تقديره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً الحرص على زيارة اليابان لترؤس قمة التيكاد، وذلك في إطار العمل على استمرار وتعزيز علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، فضلاً عما تمثله المشاركة بين اليابان وأفريقيا من أهمية في ظل أنها تهدف إلى تعزيز التنمية الشاملة وتحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية في الاستقرار والرخاء.
دعم المشاركة اليابانية-الأفريقية
وشهد اللقاء استعراضاً لسبل دعم المشاركة اليابانية-الأفريقية، حيث أكد الرئيس أن الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي تضفي بُعداً استراتيجياً هاماً لإسهام مصر الفاعل في تلك المشاركة، لا سيما في ظل ما أبدته طوكيو من حرص على التنسيق الوثيق مع أفريقيا لتحقيق أولوياتها التنموية، من خلال أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وأجندة التنمية الأفريقية 2063 والاستراتيجيات الإنمائية الوطنية للدول الأفريقية، مشيراً سيادته إلى الحرص على التعاون بين البلدين في أفريقيا وتوظيف إمكانات مصر وقدراتها لدعم المشروعات التنموية المطروحة في إطار المشاركة بين الجانبين وتوسيع نطاق إسهامها في تعزيز التنمية المستدامة. كما شهد اللقاء استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات، خاصة التعليم الأساسي والتعليم العالي، والثقافة، والتكنولوجيا، والطاقة، والنقل، بالإضافة إلى المتحف المصري الكبير الذي يعد أيقونة للتعاون الثقافي والحضاري بين البلدين والذي من شأنه أن يدعم قطاع السياحة في مصر.
وأشار الرئيس السيسي، إلى التطلع لتشجيع المزيد من الشركات اليابانية على العمل والاستثمار في مصر والمشاركة في شتى المشروعات الجاري تنفيذها، خاصةً في ظل ما تحظى به المشروعات والاستثمارات اليابانية القائمة من رعاية وحرص من الدولة المصرية على مساندتها.
الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الياباني ترحيبه بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المشتركة على كافة الأصعدة، مؤكداً حرصه على تعزيز التعاون والشراكة بين مصر واليابان وتشجيع الشركات اليابانية على زيادة العمل في مصر، فضلاً عن مواصلة تطوير العلاقات المتميزة والوثيقة بين البلدين.
وتطرقت أن المباحثات كذلك إلى عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعرب السيد "آبي" عن دعم بلاده للجهود المصرية في إطار مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بمنطقة الشرق الأوسط، كما توافقت وجهات النظر بين البلدين إزاء أهمية العمل على التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة، مع تأكيد ضرورة استمرار التشاور التنسيق بين الجانبين في مختلف الأطر والمحافل الدولية".
لقاء رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي
كما التقى الرئيس السيسي، بمقر إقامته بيوكوهاما، رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي جايكا، ووجه الشكر لرئيس الجايكا على المساعدات التي قدمتها لمصر، مؤكدًا المكانة والتقدير اللذين تحظى بهما الجايكا لدى مصر. من جانبه، استعرض رئيس الجايكا نشاط الوكالة اليابانية في مصر من مختلف المشروعات الجاري تنفيذها، والذي يأتي تعزيزًا للعلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين.
التطلع للتعاون مع الجايكا
ووجه الرئيس السيسي في هذا الصدد الشكر لرئيس وكالة الجايكا على المساعدات التي قدمتها لمصر في إطار المشروعات التنموية التي قامت بتنفيذها في العديد من المجالات، معبرًا عن التطلع للتعاون مع الجايكا من أجل الانتهاء من المزيد من المشروعات في مصر، لاسيما مشروعات الطاقة والنقل والمواصلات وكذلك الطاقة الجديدة والمتجددة، ومشروع المتحف المصري الكبير، وذلك على النحو الذي يلبي طموحات الشعب المصري نحو تحقيق التقدم والازدهار، ومن خلال الاستفادة من الخبرات اليابانية المشهود لها بالكفاءة والدقة، والتي نجحت في تقديم نموذج حضاري للتحديث والرقي مع الحفاظ على القيم والتقاليد العريقة والانضباط والدقة.
وأشار الرئيس، إلى توافر العديد من مجالات التعاون الأخرى بين الجانبين، خاصة في مجال التعليم الأساسي والعالي، حيث أعرب الرئيس عن اهتمام مصر بالاستفادة من نظام التعليم الياباني وتطبيقه في المدارس المصرية، في ضوء تركيز هذا النظام على الجانب الأخلاقي وتنمية العمل الجماعي. كما تم استعراض التعاون الثنائي من خلال الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، حيث أوضح الرئيس إلى تطلع مصر لتكرار هذا النموذج من التعاون.
رئيس جامعة هيروشيما
وبما يخص التعليم، التقى السيسي، يوكوهاما ميتسو أوتشي، رئيس جامعة هيروشيما، على هامش انعقاد القمة السابعة للتيكاد.ورحب رئيس جامعة هيروشيما بالرئيس السيسي في اليابان، مستعرضًا أنشطة التبادل الطلابي التي تضطلع بها الجامعة مع مصر، فضلًا عن كونه أحد أعضاء مجلس أمناء الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى المشاركة القائمة بين جامعة الجلالة وجامعة هيروشيما والتي ستقوم بمقتضاها جامعة هيروشيما بالتعاون مع جامعة الجلالة في تشغيل الكليات بها وفقًا لنظم التعليم بجامعة هيروشيما.
وأكد الرئيس السيسي اهتمام الدولة المصرية بتطوير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، مشيدًا في هذا الصدد بنموذج الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، باعتبارها من أهم مشاريع التعاون الثنائي بين البلدين، ومعربًا عن تقديره للدعم الياباني المتواصل للمشروعات ذات الصلة بالارتقاء بالتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي في مصر، وأمله في تعميق هذا التعاون من خلال تعميم التجربة اليابانية في التعليم في مصر وزيادة المنح الدراسية المقدمة للطلاب المصريين إلى اليابان.