في الفيوم.. سد عمره 4000 عام أسسه أمنمحات وجدده المماليك
تعد مدينة اللاهون في الفيوم أحد المدن الواعدة حيث تتمتع بعدد من الآثار المتفردة ويعد أبرزها سد اللاهون الذي يرجع عمره إلى 4000 عام مضت.
أنشأ السد الملك أمنمحات الثالث سادس ملوك الأسرة الثانية عشرة، المنتمية للدولة الوسطى في مصر القديمة وكان أشهر وأقوى من تولي الحكم من تلك الأسرة.
وشهدت البلاد في عهده استقرارًا وعم فيها الأمن والأمان والرخاء أنحاء البلاد، وكان لهذا السد أهمية الكبرى في إنقاذ مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التي كانت تغمرها مياه فيضان النيل عند قدومه في أواخر فصل الصيف من كل عام مما أدى إلي زيادة مساحة رقعة الأراضي الزراعية.
وتعود قصة هذا السد إلي أن الملك أمنمحات الثالث قام بابتكار نظام ري للوجه البحري بأن اتخذ من منخفض إقليم الفيوم الذي ينخفض في بعض أجزائه عن البحر بحوالي 129 قدماً خزاناً للماء وهي بحيرة موريس التي أصبحت بحيرة قارون حاليًا فشيد علي الفتحة الموجودة في سلسلة الجبال التي تربط وادي النيل بمنخفض الفيوم سدًا عظيمًا هو سد اللاهون.
إثر ذلك نشأت هذه البحيرة الهائلة والتي كانت تمد نهر النيل بعد ذلك بالماء خلال فترة التحاريق حتي ورود الفيضان مرة أخرى أي أنه كان يقوم بالدور الذى تقوم به مشاريع الري العملاقة التي شيدت علي مجرى نهر النيل في مصر مثل القناطر العديدة وخزان أسوان والسد العالي في عصرنا الحديث.
وبهذا أنقذ الملك أمنمحات الثالث الفيوم من الغرق الذي كانت تتعرض له كل عام وقت الفيضان وإستصلح مساحات كبيرة من الأرض الزراعية قام بإستغلالها بالفعل ومد النيل بالماء أيام انخفاض منسوب مياهه.
تم إصلاح وترميم هذا السد في العصر المملوكي مرتين الأولي علي يد السلطان الظاهر بيبرس خلال النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي، والثانية عهد السلطان قنصوة الغوري عام 1512م عندما زار الفيوم وتبين له وجود تشققات وتصدعات بجسم السد فأمر بترميمه وإصلاحه الأمر الذى تم تنفيذه بالفعل.
وفي عام 1997 تم إنشاء قناطر جديدة بدلا من هذا السد بالاشتراك مع دولة اليابان ضمن برنامج التعاون المشترك بينها وبين مصر الذي كان يقضي بتجديد القناطر العديدة المتواجدة علي نهر النيل والترع المتفرعة منه تباعًا وضمنها قناطر اللاهون وذلك من أجل تنظيم دخول مياه الري اللازمة للأراضي الزراعية بالمنطقة إلي ترعة بحر يوسف.
وترعة بحر يوسف يتم حاليا مدها بالماء من ترعة الإبراهيمية التي تتفرع من النيل عند أسيوط وتأخذ مسارها شمال غرب النيل عبر محافظات أسيوط والمنيا وبني سويف وتتفرع منها ترعة بحر يوسف عند مدينة ديروط بمحافظة أسيوط
يذكر أن منطقة اللاهون تضم عدد من الآثار الهامة منها هرم اللاهون هو واحد من المعالم الأثرية بمحافظة الفيوم، وهو من الطوب اللبن، يكسوه الحجر الجيري، ويبلغ ارتفاعه 48 مترًا وطول قاعدته 106 أمتار، ويقع مدخله في الضلع الجنوبي منه، يبعد عن مدينة الفيوم نحو 22 كيلو مترًا، بناه الملك سنوسرت الثاني من الأسرة الثانية عشرة، وكان مبنيًا فوق ربوة عالية ارتفاعها 12 مترًا، وقد استكشه العالم الإنجليزي وليم فلندرز بتري 1889م، وعثر بداخله على الصل الذهبي الوحيد الذي كان يوضع فوق التاج الملكي، وهو محفوظ بالمتحف المصري.
وكما الكشف في المنطقة عن مقبرة الأميرة "سات حتحور" بجوار الهرم، وكنوز هذه الأميرة محفوظة بالمتحف المصري.
وتضم منطقة هرم اللاهون جبانة تقع على مقربة من الهرم، وتسمى بجبانة اللاهون، كما تضم مقبرة مهندس الهرم ويدعى إنبي، وفي الشمال 8 مصاطب كانت مقابر لأفراد الأسرة المالكة، من بينها مقبرة "سات حتحور"،
ووكذلك تضم منطقة اللاهون مدينة عمال اللاهون وكانت تذعى أيونت وتقع حول هرم سنوسرت الثاني، وترجع أهميتها إلى أنها أقدم البلاد المصرية الواضحة المعالم.