خبراء: "الياسين" حلقة الوصل بين قطر والإرهابيين بالصومال
حذر خبراء ومحللون من أن قرار تعيين فهد الياسين، المقرب من الدوحة، في منصب مدير جهاز الأمن والاستخبارات بالصومال يعد جزءاً من مخطط قطري للهيمنة على مقدرات البلاد.
وأكد الخبراء على أن الياسين، الذي عمل
في السابق مراسلا لقناة الجزيرة القطرية والقريب من الحركات الإرهابية، أضحى خيار الدوحة
لتحقيق أهدافها المتمثلة في استخدام التنظيمات المسلحة للاستحواذ على المشروعات الكبرى
في البلد ذي الموقع الاستراتيجي.
واعتبر المراقبون أن تعيين الياسين يمثل
مشروع هيمنة قطرية كاملة، وتغلغلا جديدا لمخابرات الدوحة في البلاد، ما يهدد مصالح
الصومال وينسف كل جهود الاستقرار، خاصة في ظل اعتماد تنظيم الحمدين على التنظيمات الإرهابية
للمضي قدما في مشروعه.
ووفقا للعين الإخبارية ، قال الخبير الأمني،
عبدالرازق سعيد ورعلي، إن أهمية الصومال بالنسبة لقطر تأتي من سعيها لاستغلال موانئه
لتخدم أجندتها الإرهابية في تهديد منطقة البحر الأحمر وخليج عدن.
وأوضح أن قطر تسعى لتضخيم وزنها السياسي
عبر السيطرة على مداخل التجارة الدولية، وهو ما يشكل تهديدا كبيرا لأمن وسلامة الصومال
في الحد الأدنى.
وأضاف ورعلي أن المشروع القطري في مقديشو
اصطدم في البداية بمعارضة شديدة، ما دفعها لتغيير سياستها والرهان على عملائها للتغلغل
داخل الأجهزة الأمنية والشرطية وإضعاف الجيش وتقوية صلاتها مع حركة الشباب الإرهابية.
وأشار إلى أن فهد الياسين كان فرس الرهان
في هذا المخطط عبر إيصاله لمنصب رئيس جهاز المخابرات.
وتابع: "يمثل الياسين بالنسبة للدوحة
مفتاح خزائن الصومال وعصاها الغليظة لطرد وإبعاد المنافسين للهيمنة على الموانئ وعقود
البنية التحتية."
وكانت وكالة الأنباء الصومالية قد أكدت
أن قرار تعيين الياسين مديرا للمخابرات قد صدر عن مجلس الوزراء في مقديشو ضمن تنقلات
وإقالات واسعة شملت جنرالات الجيش والشرطة والمخابرات ومصلحة السجون.
الوكالة أضافت أنه تم تعيين الجنرال أودا
يوسف راغي قائدا للجيش خلفا للواء طاهر آدم علمي، وعبدي حسن حجار قائدا للشرطة خلفا
للجنرال بشير عبدي، ووافق المجلس أيضا على تعيين الجنرال مهد عبدالرحمن قائدا لقوات
مصلحة السجون ليحل محل سلفه الجنرال بشير غوبي.
وذكرت مواقع إخبارية محلية أن هذه الخطوة
تأتي بعد 4 أيام على زيارة رئيس الوزراء القطري، عبد الله بن ناصر ، للصومال ولقائه
نظيره علي حسن خيري.
وقال مدير جهاز المخابرات الصومالي، عبدالله
عبدالله، الذي تم إقصاؤه من منصبه في تغريدة عبر حسابه بـ"تويتر"، الجمعة،
تعليقا على قرار مجلس الوزراء: "اليوم هو يوم أسود في تاريخ جهاز الأمن لأنه سيترأسه
ولأول مرة شخصية اسمها فهد الياسين عميل قطر الذي هو عضو في حركة الشباب".
وأشار إلى أنه من المؤسف أن يضيع قادة الدولة
جهاز المخابرات ويسيئوا لسمعته بمثل هذه الخطوة.
وأردف: "لكني مؤمن بأن العدالة ستأخذ
مجراها قريبا وأن الشكوى التي رفعتها ضد الياسين أثناء عملي في الجهاز ستجد من يحقق
فيها في يوم من الأيام".
وأعلن الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو،
في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، إعفاء الجنرال المعروف بمحاربته للإرهاب.
وكشف الجنرال عبدالله في تغريدة عن أن
"الرئيس فرماجو رفض الانصياع لتوصياته بضرورة تطهير الأجهزة الأمنية من المندسين
المتعاطفين مع حركة الشباب الإرهابية ومن فهد الياسين المعروف ارتباطه بحركة الشباب".
ويرى مراقبون أن تعيين فهد الياسين في منصب
نائب رئيس جهاز الاستخبارات في أغسطس/آب العام الماضي كان مجرد تمهيد لتسليمه مهمة
إدارة الجهاز الحساس بعد أن تم إقصاء كل العناصر غير المرغوب فيها بتوصيات من قطر.
بدوره، قال المحلل السياسي محمد نور سيدو،
لـ"العين الإخبارية"، إن قطر عبر الياسين كانت الممول الرئيسي للحملة الانتخابية
للرئيس فرماجو وهي تسعى عبر تقوية وضع هذا الرجل لاختيار رئيس قادم قادر على تنفيذ
أهدافها.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء حسن خيري يعد
الخيار القادم للدوحة بديلا عن فرماجو، مؤكدا أن "العبث القطري بالبلاد سيحول
الصومال لدولة فاشلة أمنيا وسياسيا ومرتهنة لإملاءات تنظيم الحمدين الإرهابي".
أما الخبير في شؤون القرن الإفريقي محمد
البدوي فقال لـ"العين الإخبارية" إنه لا يستبعد أن تتجه الأوضاع الأمنية
في الصومال نحو الأسوأ بعد تعيين فهد الياسين الذي يخضع للإملاءات القطرية وأهدافها.
وتوقع أن يقود صعود الياسين إلى قطيعة دبلوماسية
مع الدول المجاورة بسبب الاتهامات المتكررة له بدعم الإرهاب في الدول المجاورة مثل
كينيا، وكونه يعتبر المحرك الأساسي لمصالح قطر في شرق أفريقيا، ما يعد خطرا على استقرار
تلك الدول.
وتعرف الصحافة المحلية الياسين بأنه
"عميل قطر" الذي لم يخفِ الأمر منذ عمله في الحملة الانتخابية للرئيس الحالي
محمد عبدالله فرماجو.
وفي عام 2017 تسلم الياسين منصب رئيس ديوان
الرئاسة في مقديشو، بعد توليه إدارة حملة فرماجو خلال انتخابات الرئاسة في تلك السنة
وتوفير الدعم المالي القطري لها، بحسب وسائل إعلام صومالية.
ومنذ تعيينه مديرا عاما للقصر الرئاسي مطلع
2017، ظل الياسين يتردد على قطر، الأمر الذي حدا بالصحافة الصومالية إلى انتقاده بشدة،
واتهامه صراحة بالعمالة لصالح الدوحة.