كاتبة سياسية تكشف كواليس تهديدات "طهران" الصاروخية

عربي ودولي

بوابة الفجر


قالت الكاتبة السياسية منى الجبوري، إنّ الإكثار من العمليات الاستعراضية للأسلحة الإيرانية لا يهدف إلا إلى ترويع المنطقة، مشيرة إلى أن "اللعب بالنار"، هو التعبير الذي يمكن إطلاقه على التصريحات الإيرانية المتكررة بشأن تهديد المنطقة والعالم بصواريخهم الباليستية والتلويح بدقتها وبقوتها التدميرية.

وأوضحت أن قضية الصواريخ الباليستية التي يمتلكها نظام الجمهورية الإيرانية ويعمل على تطويرها، هي واحدة من المواضيع التي تثير القلق والجدل معا، لاسيما وإنها نوع من التحاذق والفذلكة التي تمارسها طهران بخصوص التزاماتها ببنود الاتفاق النووي والتي تصر أمريكا والبلدان الأوربية بأنها تشمل الصواريخ الباليستية.

وأوضحت "الجبوري" أن ملف الصواريخ الباليستية الإيرانية الذي صار يشكل تهديداً صريحاً لبلدان المنطقة، خصوصا بعد أن قامت طهران بتزويد الحوثيين بها، وتم استخدامها ضد السعودية، كما إنها زودت بها حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية أخرى تابعة لها.

ولفتت إلى أن امتلاك "طهران" لهكذا صواريخ يعني تهديداً صريحاً لأمن واستقرار المنطقة، مذكرة أن طوال الأعوام الماضية، لم يكف القادة والمسٶولون الإيرانيون، بتهديد بلدان المنطقة والعالم والتبجح بقدراتهم الصاروخية، وهو ما تسبب بدفع بلدان المنطقة للبحث عن خيارات لمواجهة التهديدات السافرة لطهران.

وبينت "الجبوري" أن المنطقة دخلت في غمار سباق تسلح لا يمكن أبدا أن يحمد عقباه، خصوصا مع نفخ طهران في قربها على الدوام، لا سيما مع التصريح الأخير لحسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي أفاد باختبار صاروخ جديد قائلا: "بلدنا دائمة ساحة لاختبار العديد من الأنظمة الدفاعية والاستراتيجية، وهذه تحركات دائبة صوب تطوير قوتنا الرادعة... وكان يوم أمس هو أحد أيام نجاح هذه الأمة."

كما تزامن هذا التصريح، مع تصريح آخر لنائب وزير الدفاع الايراني، قاسم تقي زاده، أكد فيه بأن إيران تخفي صواريخ عالية الدقة لم تكشف عنها، موضحاً أنه يتم اختبارها حاليا لتكون قادرة على مفاجأة "أعدائها".

ولفت قائلا "قمنا بتصنيع أسلحة فعالة وسلمناها للقوات المسلحة، ونحن اليوم من يدير المشهد وأثبتنا ذلك في الميدان." مدعياً بأن: "المنظومات الإيرانية الجديدة لا شبيه لها في العالم، وهي ليست هندسة عكسية أو استنساخا عن أي منظومة أجنبية بل خاصة ومحلية بامتياز."

وأكدت أن هذان التصريحان، من قادة الملالي، لا يمثلان حذاقة ولا ذكاء من جانب طهران من أجل التأثير على المواقف الدولية، وجعلها تتسم بالليونة والانفتاح تجاههم، بل إنه أشبه بلعب واضح بالنار، والتمادي في إظهار الروح العدوانية والرغبة في إشعال الحروب.

وأضافت: "لاريب من إن هذا التصعيد الواضح من جانب طهران له علاقة قوية جدا بالأوضاع والتطورات الداخلية بشكل خاص، والتي لم يعد النظام يمسك بها، كما كان حاله من قبل، وحتى إن طرح أمور ومواضيع نظير خلافة خامنئي".

واستطردت: "قضية التفاوض مع الأميركيين تدل على قلق وتوجس في طهران من مسار الأحداث، خصوصا بعد أن باتت التظاهرات التي تنظمها المقاومة الإيرانية للجالية الإيرانية لها أصداء وتأثيرات ليس في وسائل الإعلام الدولية التي تشير لها بصورة ملفتة للنظر.

وذكرت أن الموقف الرسمي السويدي الأخير الذي امتنعت بموجبه وزيرة خارجية السويد إلى إشراك وزير خارجية إيران إلى جانبها في المٶتمر الصحفي الذي عقدته على أثر زيارته، كانت رسالة مرة كالعلقم بالنسبة لطهران، نتيجة التظاهرات العارمة للجالية الإيرانية.