إيطاليا: ترقب إثر تعليق المفاوضات بين خمس نجوم والحزب الديمقراطي
تسود حالة من الترقب الأوساط السياسية الإيطالية بعد أن أوقفت حركة خمس نجوم الشعبوية صاحبة أكبر عدد من المقاعد البرلمانية مشاوراتها مع الحزب الديمقراطي لتشكيل ائتلاف حكومي يخلف ائتلافها مع حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف. وبينما راهنت الأسواق على اتفاق في اللحظة الأخيرة، يضيق الوقت أمام الحزبين للوصول إلى اتفاق يحول دون الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة.
وأعلنت حركة خمس نجوم الشعبوية المناهضة للمؤسسات الثلاثاء تعليق المباحثات مع الحزب الديمقراطي من يسار الوسط لتشكيل ائتلاف حكومي جديد في حال عدم إعطائه موافقة رسمية على التجديد لرئيس الوزراء المستقيل جوزيبي كونتي.
ووفقاً أـ فرانس 24" أنهى الحزبان مشاورات متوترة دامت أربع ساعات ليل الاثنين لتشكيل حكومة تحل مكان الائتلاف بين حركة الخمس نجوم والرابطة بزعامة ماتيو سالفيني، في معادلة تشمل برنامجا مشتركا وعملية دقيقة لتقاسم الحقائب الوزارية.
وكان من المفترض أن يلتقي زعيما الحزبين في الساعة 11:00 (9:00 ت غ) لاجتماع حاسم في مقر كونتي لكن بيانا شديد اللهجة نشرته صباح الثلاثاء حركة خمس نجوم أدى إلى إلغاء الاجتماع.
الاتفاق بين حركة خمس نجوم والحزب الديمقراطي مرهون باستمرار كونتي في رئاسة الحكومة
وقالت الحركة "بعد لقاء لأربع ساعات لم نتوصل إلى نتيجة. لا يمكننا العمل هكذا. سنلتقي مجددا الحزب الديمقراطي بعد أن تعطي هيئات الحزب موافقتها "لبقاء كونتي على رأس الحكومة". وأضافت "الأمور ليست على ما يرام. في مثل هذه المرحلة الدقيقة بالنسبة إلى البلاد لا وقت نهدره. الحزب الديمقراطي لا يفكر بوضوح".
وعلى الرغم من تصدرها نتائج الانتخابات التشريعية عام 2018 (32% من الأصوات)، إلى أنها خسرت الكثير في الانتخابات الأوروبية الأخيرة مع حيازتها على نسبة 17% فقط من الأصوات، وستكون العودة إلى صناديق الاقتراع بمثابة انتحار سياسي.
غضب في الحزب الديمقراطي
ولم يرق لرئيس كتلة الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ أندريا ماركوتشي إلغاء الاجتماع بين كونتي ورئيس الحزب الديمقراطي نيكولا زينغاريتي ورئيس حركة الخمس نجوم لويجي دي مايو متهما الأخير بتهديد التحالف.
وقال "طموحاته الشخصية قد تفشل اتفاقا لتشكيل حكومة جديدة". وقالت باولا دي ميكيلي مسؤولة في الحزب الديمقراطي "يتحدث الحزب الديمقراطي عن مقترحات منذ ثلاثة أيام وترد حركة 5 نجوم بتحديد مهل".
وبحسب الإعلام يسعى دي مايو للحصول على حقيبة الداخلية خلفا لسالفيني وسيكون بذلك ثأر من المسؤول عن انهيار ائتلافهم في الثامن من أغسطس/آب. ويراه البعض أيضا وزيرا للدفاع.
وزينغاريتي لا يعارض بحسب أوساطه بقاء كونتي رئيسا للوزراء. لكنه يعتبر في حال إعادة انتخاب كونتي أنه لا يجوز أن يكون لديه نائبان يمثلان حليفي الغالبية بل نائب واحد من الحزب الديمقراطي.
وتراهن الصحف على رغبة الحزب الديمقراطي في الحصول على حقيبتي الاقتصاد والخارجية.
مشاورات رئاسية
ويبدو أن الأسواق راهنت على توافق اللحظة الأخيرة، إذ شهدت بورصة ميلانو ارتفاعا بأكثر من 1% ظهرا في حين راوح فارق معدلات الفائدة الإيطالية والألمانية بـ200 نقطة.
والوقت بات ضيقا أمام الحليفين المحتملين لأن الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا بدأ مشاورات عند الساعة 16:00 (14:00 ت غ) وينتظر مشروعا لـ"أكثرية متينة" مساء الأربعاء على أبعد تقدير.
وفي غياب اتفاق لائتلاف جديد سيدعو ماتاريلا لانتخابات تشريعية جديدة على الأرجح في 10 نوفمبر/تشرين الثاني في حين لا يؤيد ذلك في مرحلة دقيقة جدا لثالث اقتصاد في منطقة اليورو، المثقل بالديون.
من جهته سخر سالفيني من مشاورات اللحظة الأخيرة "ليس على مشاريع بل على مقاعد" داعيا مجددا للعودة إلى صناديق الاقتراع.