بدون تكاليف.. تعرف على زواج المسيار وأسبابه والفرق بينه وبين زواج المتعة
يعرف الفقهاء زواج المسيار بأنّه شكل من أشكال الزواج يعقد فيه الرجل على المرأة عقدًا شرعيًا مستوفيًا جميع شروط وأركان الزواج الشرعيّ، إلا أنّه يختلف في بعض الشروط مثل تنازل الزوجة عن حقّ من حقوقها مثل: السكن، أو النفقة، أو المبيت، وقد أدّى لظهور هذا الشكل من الزواج عدّة أسباب من بينها: غلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج، وكذلك رغبة بعض النساء في البقاء في بيت أهلها بسبب أنّها الراعية له، أو رغبة بعض الرجال في الزواج الثاني دون أن يؤثّر ذلك على زواجهم الأول ورعايتهم لبيتهم وأولادهم.
أسباب الزواج المسيار
تعددت أسباب ظهور الزواج المسيار ولعل من اهم هذة الاسباب:
1_زيادة نسبة العنوسة عند النساء بسبب عدم قدرة الشباب على تأمين تكاليف الزواج المختلفة كالمهر.
2_زيادة نسبة الطلاق، لهذا ترضى بعض النساء أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة وتتنازل عن بعض حقوقها.
3- حاجة بعض النساء للبقاء مع عائلاتهنَّ، فمثلًا قد تكون المرأة هي المسؤولة عن إخوانها وأخواتها في منزل والدها، وقد تكون مصابة بمرض أو إعاقة ولا يرغب أهلها تحميل شريك حياتها تكاليف باهظة، وقد يكون لديها أطفال ولا تستطيع الابتعاد عنهم.
4_شعور بعض الرجال بالمتعة والرغبة، وحاجتهم للمتعة والتنوع دون التأثير على عائلاتهم وزوجاتهم، ورغبة بعض الرجال في تحقيق العفة لنساء يرغبن بالزواج ولديهنَّ حاجة جنسية. رغبة بعض الرجال في إخفاء الزواج الثاني أمام زوجته الأولى وأولادها، لتفادي المشاكل ودمار العائلة. سفر الرجل إلى بلد معين وبقاؤه فيه لمدة طويلة نسبيًا.
كيفية الزواج المسيار
وللزواج المسيار طريقة ولها عاداتها وتقاليدها ومن أهمها:
1_ خلو الزوجين من الموانع التي تمنع صحة النكاح العادي كالمحرم من النسب أو الرضاعة.
2_ اختلاف في الدين كأن يكون الرجل مسلم والمرأة وثنية، أو كون المرأة مسلمة والرجل غير مسلم أو في عدة، أو أحدهما محرمًا، ويُستثنى من الاختلاف في الدين جواز زواج المسلم بالكتابية بشرط أن تكون عفيفة.
3_ الإيجاب وهو أن يُوافق ولي الأمر على زواج ابنته كأن يقول الولي أو من يقوم مقامه عند العقد "زوجتك فلانة"، القبول وهو أن يُوافق الزوج على الزواج من زوجته رضا الزوجين، ووجود الشهادة على عقد النكاح، ويُعقد للمرأة وليها كما أمر الله عزوجل، وأحق الأولياء بتزويج المرأة والدها، ثمَّ جدها، ثمَّ ابنها، فالأخ الشقيق فالأخ للأب، ثمَّ الأقرب فالأقرب.
الفرق بين الزواج المسيار وزواج المتعة
لا شكَّ بأنَّ هناك فروقًا بين زواج المسيار وزواج المتعة، فزواج المسيار غير مؤقت بمدّة معيّنة بخلاف زواج المتعة، ويحصل التفريق في زواج المِسيار بالطلاق بينما يحصل التفريق في زواج المتعة بانتهاء مدّة الزواج، وبينما يترتب على زواج المسيار حقوق مثل: التوارث، والنفقة، والسكن، والعِدّة فإنّه لا يترتب على زواج المتعة أيّ آثار إلا إثبات النسب، ولا يشترط في زواج المتعة إذن ولي الأمر والشهود بينما يشترط ذلك في زواج المسيار.
حكم زواج المسيار
قال فقهاء الاسلام عن حكم الزواج المسيار بأنه عقد صحيح جائز إذا توفرت فيه شروط الزواج الشرعي وهي:
تعيين الزوجين ورضاهما، وإذن ولي الأمر، وشهادة الشهود، وخلو الزوجين من الموانع الشرعيّة كأن يكون الزوج كافرًا والمرأة مسلمة، فإذا استوفى الزواج هذه الشروط كان زواجًا شرعيًا.
وأضاف الفقهاء أن للزوجة في عقد الزواج أن تسقط حق من حقوقها مثل: المسكن، أو النفقة، أو العدل مع الزوجات، ولا يؤثّر ذلك في صحّة نكاحها، وإذا أسقطت المرأة في هذا الزواج حقّها في المسكن والنفقة فلا يترتب على الزوج شيء في ذلك، أمّا إذا أسقطت نقفتها ولم تسقط حقّها في المسكن وجب على الزوج توفير مسكن لها، وإذا كان له أولاد منها وجب عليه توفير المسكن والنفقة لهم.
اعتراض بعض العلماء على هذا الزوج
قد منع بعض العلماء هذا الزواج وكان ما حملهم على ذلك ما يترتب على زواج المسيار من مفاسد وفتن مثل أن تدعي المرأة أنَّ عشيقها هو زوجها من عقد زواج مسيار، أو أن يهمل الزوج أولاده بسبب غيابه عنهم، ولم يمنع القائلون بالتحريم هذا العقد بسبب أنه باطل أو غير صحيح بل بسبب ما يترتب عليه من مفاسد، وقد أجاب العلامة ابن عثيمين حول حكم زواج المسيار وأرجع إباحته إلى حال كل من الزوجين، فهو صالح لأصناف معينة من الرجال أو النساء الذين تقتضي ظروفهم عقد هذا الزواج، بينما يمنع في حق من يريد المتعة فقط مع إضاعة المقاصد الشرعية الحقيقة للزواج.