ما لا تعرفه عن علم هندسة الطرق وتصميمها
في الوقت الذي تشهد مصر فيه تطور ونمو لشبكة الطرق الجديدة بها، ومع تغير ترتيب مصر في قائمة افضل طرق في العالم، التطور الذي اعتمد على نخبة كبيرة من المهندسين والعمال، والحاصلين على درجات علمية كبيرة، تقدم لكم بوابة الفجر الالكترونية معلومات عن علم هندسة الطرق وتصميمها.
فعلم هندسة الطرق هو أحد فروع الهندسة المدنية، والتي تهتم بدراسة إنشاء الطرق، وتتمثل اهميتها الكبرى في تنظيم وتخطيط الطرق بطريقة سليمة، وفقا لاحتياج الدول الدائم لتطوير تقنيات الانشاء مع التطور العمراني والزيادة السكانية المتلاحقة عام بعد عام، بما ينعكس على حفظ أمن وسلامة المواطنين، وتحقيق أعلى مستوى من الراحة والسرعة لكل قائدي المركبات والمشاة.
وتتم عملية إنشاء الطرق بعد مرورها بعدة مراحل منها، التخطيط وتصميم الطرق والعمل على صيانتها لضمان سلامة الأفراد، ثم عمل المهندسين المتخصصين في بناء الطرق وصيانتها وتطويرها بصفة دورية وكذلك الكباري والأنفاق.
بحيث تتضمن الناحية الإنشائية دراسة تضاريس المنطقة التي ستقام عليها الطرق، ودراسة أنواع الأسفلت المستخدمة في عملية الرصف، وعدد الطبقات اللازمة للطرق، والشروح الإسفلتية فيه.
وتهتم هندسة الطرق بدراسة الناحية التصميمية من خلال دراسة تصميم القطاعات العرضية، والطولية، وعدد التقاطعات في الطرق، والحركة المرورية وتنظيمها بما يحقق الراحة، والأمان للأفراد على الطرقات.
كما أن هناك عدة معايير تضمن تصميم الطرق بشكل جيد، وتشمل أن تكون الطرق مناسبة لحجم المرور لكافة أنواع المركبات، وأوزانها، واتجاهاتها، كذلك مراعاة معايير السلامة، والأمان لجميع مستخدمي الطرق، وذلك لتخفيف الاصطدام، والحوادث المرورية.
وكذلك تلبية متطلبات المشاة من خلال توفير ممر للمشاة، ومسارات جانبية مفتوحة، والاهتمام بتزويد الطرق بنظام إضاءة، ونظام تحكم وتنظيم مروري من خلال توفر إشارات المرور، وعلامات الأرضيات، بالإضافة إلى صناديق الخدمات المختلفة، ومراعاة مسافات الرؤية على الطرق، وبخاصة عند التقاطعات.
كما يتم مراعاة السرعة المتاحة على الطرق، وهي أعلى سرعة تستطيع المركبة أن تسير بها بشكل آمن على الطريق خلال الظروف المثالية؛ كالجو المعتدل، وعدم الازدحام، ويعتمد اتاحتها على حجم المرور، وتركيبته، وطبوغرافية المنطقة، وتضاريسها، وكذلك تنوع خيارات واتجاهات النقل والحركة لكل من المواصلات العامة، والسيارات الخاصة، والدراجات الهوائية والنارية.
ويراعى اثناء تصميم الطرق ان تكون مترابطة مع المدن السكنية، لتخفيف الضغط والاختناقات المرورية، مع تخصيص محطات مركزية لوقوف وسائل النقل العامة كاتوبيسات هيئة النقل العام، وخدمات السرفيس المختلفة، والمركبات الخاصة، لتخفيف الأزمات المرورية الناتجة عن توقفها في الطرق.
كذلك مراعاة تقليل الانحدارات والمنحنيات في الطرق، عن طريق التعبيد الجيد، لزيادة السرعة في الحركة المرورية.
ومراعاة ترابط الطرق ببعضها، وتحسين القدرة الاستيعابية لها، وكذلك مراعاة مبادئ الاستدامة الخاصة بالطرق، وتوفير المظلات في أماكن انتظار وسائل النقل العامة، وزراعة بعض الأشجار على جوانب الطرق، لإعطائها منظراً جمالياً أفضل.
يتم تصنيف الطرق حسب التصميم لعدة تصنيفات ومنها:
1.الطرق السريعة، وهي طرق مهمة مخصصة للعبور الطولي بين المدن المتوسطة والكبرى، وتشهد حجم مرور مرتفع جداً، ويتم السماح بالسرعات العالية عليها، ولكنها لا تسمح بوجود الاتصال المباشر مع الممتلكات المجاورة، والتقاطع السطحي.
2.الطرق الرئيسية وهي طرق مهمة للعبور الطولي بين المدن المتوسطة والكبرى؛ كالطرق السريعة، ولكنها تختلف عنها في أنها تسمح بالاتصال المباشر مع الممتلكات المجاورة، وكذلك بالتقاطع السطحي.
3.طرق التجمعات والتي تستعمل في الربط بين الشوارع المحلية والرئيسية في المنطقة.
4.اخيرا الطرق المحلية وهي الطرق الموجودة في المناطق المحلية، وتستعمل في المرور المحلي للسكان.
هناك عدة عوامل تعتمد عليها هندسة الطرق منها:
التمويل والذي يعتبر من أهم عوامل تنفيذ المشروعات، ويتطلب ذلك تعاون كلا من المسؤول المالي مع المهندس المسؤول عن تنفيذ المشروع، للوصول لأفضل الحلول لتنفيذ المشروع كما ينبغي وبأقل تكلفة ممكنة، من دون الاخلال بعامل الجودة والمتانة، بل اعتمادا على استغلال الموارد المتاحة بشكل مثالي.
مراعاة العوامل البيئية والتي تتحكم بشكل كبير في تصميم الطرق وأماكنها، فكثير من العوامل البيئية كفيلة بإفساد الطرق والكباري بعد تنفيذها بفترة قصيرة ومنها الرياح والمياه الجوفية ونوع التربة وتركيبها.
عنصر الأمان والسلامة ولكي يضمن المهندس المدني المسؤول عن إنشاء مثل هذه المشروعات الضخمة تحقق الأمان؛ لابد من التأكد من ملائمة التصميمات الهندسية للمنطقة الجغرافية والعوامل الانشائية التي يعتمدها لتنفيذ المشروع.