السفير اليوناني: مصر تشهد طفرة أثرية وفعاليات الوزارة أطلعتني على عراقة حضارتها
"شهدت مصر طفرة في الاكتشافات والافتتاحات الأثرية مما كان لها مردود إيجابي على مستوي العالم، وعلى مستوى السياحة الوافدة إلى مصر"، كانت هذه هي الكلمات التي افتتح بها السفير ميشيل ديامسيس لقائه مع الدكتور خالد العناني وزير الآثار.
وتوجه ديامسيس بالشكر لوزارة الآثار قائلًا "الفعاليات الأثرية التي نظمتها وزارة الآثار والتي حرص ديامسيس علي التواجد فيها مع مجموعة من أصدقاء الوزارة من سفراء دول العالم، حيث تمكن من المشاهدة والتعرف علي جمال وعراقة وتفرد الحضارة المصرية".
وأضاف ديامسيس، أن هذه الفعاليات كانت أحد أسباب استمتاعه بفترة تواجده كسفير لبلاده في القاهرة، كما أعرب عن رغبته لحضوره مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير والذي شهد مراحل تطور إنشاؤه خلال الأعوام السابقة.
جاء ذلك على هامش استقبال الدكتور خالد العناني وزير الآثار، لميشيل ديامسيس، سفير اليونان بالقاهرة، والذي حرص علي مقابلة وزير الآثار بمكتبه بالوزارة؛ لتوديعه قبيل انتهاء مدة خدمته كسفير لبلاده في القاهرة، والذي أشاد بالجهود التي تبذلها وزارة الآثار للحفاظ علي تراث مصر الاثري والثقافي ورفع الوعي الأثري وتنشيط السياحة، حيث قامت الوزارة بالإعلان عن العديد من الاكتشافات الأثرية الجديدة، وافتتاح العديد من المتاحف والمشاريع الأثرية الهامة، والتي وصفها بالطفرة لما لها من مردود إيجابي على مستوي العالم، وعلى مستوى السياحة الوافدة إلى مصر، وفي نهاية اللقاء أثنى الدكتور خالد العناني على التعاون المثمر مع دولة اليونان في كافة المجالات، وخاصة مجال العمل الأثري والثقافي.
يذكر أن أحد أبرز مشروعات وزارة الآثار حاليًا والذي يجري فيه العمل على قدم وساق مشروع سور مجرى العيون حيث يتم تجديد السواقي الخاصة به وترميمه وتحويل المنطقة المحيطة به لمنطقة سياحية عالمية.
ويعرف سور مجرى العيون باسم قناطر المياه، وقام بإنشاء هذه القناطر السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (صلاح الدين الأيوبى) مؤسس الدولة الأيوبية في مصر الذي تولى الحكم من 565 هـ - 1169 م إلى 589 هـ - 1193 م.
جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدًا كاملًا سنة 712 هـ - 1312 م، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.
ولم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شئيا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، كان قد استغل فيها سور القاهرة الذي بناه وجعل مجرى المياه أعلاه.
أما القناطر الحالية فقد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبي، وهو المبنى الذي حوله محمد علي باشا أثناء حكمة إلى جبخانه للسلاح.
وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديمًا حتى القلعة وقد بنى ها السور من الحجر النحيت وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمنه من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهى بصب مياها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغوري أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.
وآلية عمل السور تضمن أمرين الأول هو إيصال المياه بسهولة وسرعة للقلعة، والثاني هو حماية المياه من اعتداء أي جيش يهاجم القلعة.
ومن ناحية إيصال المياه بسهولة فالسور يبدأ من عند النيل بمأخذ مرتفع للغاية، وبه سواقي ترفع مياه النيل لأعلى المأخذ حيث تصب في حوض يسمى حوض الترصيد، والذي تتم عليه عمليات معالجة وتنقية، والحوض مكسي بالفخار، وعندما تزداد المياه في حوض الترصيد تجري في المجراه المخصصة لها فوق السور، والتي كانت أيضًا مكسية بالفخار الذي يساهم في التنقية وسرعة الجريان.
وتتحرك المياه فوق السور دون آلات دفع أن السر يكمن في هندسة البناء، حيث أن السور به انحناءات وانكسارات متتالية مع انخفاضه التدريجي تجعل المياه تندفع تلقائيًا في المجراه الملساء حتى تصب في أحواض خاصة داخل القلعة.
والغرض الثاني وهو حماية المياه من أن يستولي عليها الجيش المحاصر للقلعة مثلًا، يتوفر أيضًا بسهولة لأن السور مرتفع للغاية، والمأخذ محمي بالجنود.