ماكرون: تحرك إيران لا يزال بإمكانه تهدئة التوترات
يعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن جهوده للجمع بين إيران والولايات المتحدة "هشة" لكنه يقول إنه لا يزال يرى "طريقًا ممكنًا" للتقارب بعد عقود من الصراع.
بعد دعوة وزير الخارجية الإيراني كضيف مفاجئ لقمة مجموعة السبع في فرنسا، قال ماكرون اليوم الثلاثاء إن مناوره الدبلوماسي المحفوف بالمخاطر ساعد في خلق "الظروف الممكنة لعقد اجتماع مفيد".
وأعرب عن امله فى مجموعة السبع يوم الاثنين فى ان يجتمع الرئيس الامريكى دونالد ترامب والرئيس الايرانى حسن روحانى فى غضون اسابيع. قال ترامب إن هناك "فرصة جيدة حقًا" يمكن أن تحدث – لكن صرح روحاني اليوم الثلاثاء إن على الرئيس الأمريكي أولًا رفع العقوبات المفروضة على طهران.
وقال ماكرون بعد ذلك إنه من مسؤولية فرنسا أن تلعب "دور القوة المتوازنة" وأن جهوده سمحت للأمل "لتهدئة" التوترات.
وفي وقت سابق، تجاهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض البرازيل للمساعدات الدولية لمحاربة حرائق الأمازون، قائلًا إن هذه الأموال موجهة إلى تسع دول في المنطقة، وهي علامة على الصداقة - وليست "العدوانية".
وضع ماكرون حرائق الأمازون على رأس جدول أعمال قمة مجموعة السبع في فرنسا، حيث تعهدت القوى العالمية هذا الأسبوع بحوالي 40 مليون دولار لمحاربة الحرائق وزراعة أشجار جديدة بسبب أهمية الأمازون للبيئة العالمية.
وقد اتهم الرئيس البرازيلي جير بولسونارو فرنسا والدول الغنية الأخرى بمعاملة المنطقة بأنها "مستعمرة".
في خطاب دبلوماسي الثلاثاء، وصف ماكرون هذا التفسير بأنه "خطأ"، قائلا "نحن نقبل بسعادة التضامن الدولي، إنها علامة على الصداقة".
وأضاف ان الأموال لا تستهدف البرازيل فحسب بل تسع دول في منطقة الأمازون، بما في ذلك كولومبيا وبوليفيا. تعتبر فرنسا نفسها أيضًا دولة أمازون عبر منطقتها الخارجية من غيانا الفرنسية.
ومن جانب اخر، اشار الرئيس الفرنسي إن الوقت قد حان لأوروبا لإعادة تحديد علاقاتها مع روسيا للتحقق من طموحاتها العالمية وتجنب الوقوع في منتصف الحرب الباردة الجديدة.
لم يقل إيمانويل ماكرون ما إذا كان يريد رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا، لكنه قال إن العقوبات الجديدة "ليست في مصلحتنا". مشيرا الي إنه حان الوقت "لإعادة النظر في علاقاتنا مع روسيا"، دون الخوض في التفاصيل.
في خطاب دبلوماسي واسع النطاق الثلاثاء، حذر ماكرون من أن دفع روسيا بعيدًا هو "خطأ استراتيجي عميق".، مضيفا ان "نقاط الضعف والأخطاء" في أوروبا ساعدت في دفع روسيا إلى تعزيز تحالفها مع الصين وإحياء نفوذها في سوريا وليبيا وحول إفريقيا.
التقى ماكرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي وتعهدا بإعطاء دفعة جديدة لمحادثات السلام مع أوكرانيا. لكن الاثنين اختلفا بشأن قضايا أخرى، بما في ذلك سوريا والحملة الروسية على احتجاجات المعارضة.
كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظام اقتصادي عالمي جديد، وانتقد "أزمة غير مسبوقة" في اقتصاد السوق.
في خضم عدم اليقين بشأن السياسات التجارية للولايات المتحدة، قال ماكرون إن اقتصاد السوق أصبح مدفوعًا بدرجة كبيرة بالتمويل، مما تسبب في عدم المساواة "التي تهز نظامنا السياسي". ودعا إلى "إعادة التفكير" العالمية، لكنه لم يقدم تفاصيل.
في خطاب دبلوماسي كاسح الثلاثاء، قال ماكرون "نحن نعيش نهاية الهيمنة الغربية" في العالم، جزئيا نتيجة "الأخطاء" الغربية على مر القرون الماضية.
تحدث ماكرون بعد يوم من استضافته لقمة مجموعة السبع الضخمة التي خيم عليها القلق بشأن السياسات التجارية للولايات المتحدة والتوترات مع الصين والتباطؤ الاقتصادي. وانتهت القمة بدعوة للتجارة "العادلة" و"المفتوحة" ولكن دون ذكر العملات أو الحوافز المالية.