الأكراد السوريون يبدأون الانسحاب من الحدود التركية
أوضحت الإدارة الإقليمية التي يقودها الأكراد في شمال سوريا إن الميليشيا الكردية السورية الرئيسية التي تدعمها الولايات المتحدة بدأت في سحب مقاتليها من بلدة بالقرب من الحدود التركية.
الانسحاب هو جزء من صفقة لمنطقة آمنة في شمال شرق سوريا تضم الولايات المتحدة وتركيا.
وقالت الإدارة اليوم الثلاثاء إن "الخطوة الأولى" في هذه التفاهمات بدأت قبل ثلاثة أيام في رأس العين، حيث انسحب أفراد الميليشيا المعروفة باسم وحدات حماية الشعب مع أسلحتهم الثقيلة.
و اضافت انه استولت القوات المحلية علي مواقع الميليشيات الكردية، دون الخوض في تفاصيل.
تضغط تركيا من أجل إنشاء منطقة آمنة، تمتد شرق نهر الفرات باتجاه الحدود العراقية، لإبعاد المليشيات السورية الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة عن حدودها.
و في وقت سابق، أعلن نشطاء المعارضة السورية إن المتمردين شنوا هجمات مضادة في مناطق استولت عليها القوات الحكومية مؤخرًا في آخر منطقة متمردة باقية في شمال غرب سوريا.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الهجمات بدأت صباح الثلاثاء وأن القوات الحكومية دعت القوات الجوية السورية لصدها.
قالت وسائل الإعلام "إباء" التابعة لحياة تحرير الشام المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة إن مقاتليها يهاجمون المواقع السورية شرق خان شيخون، وهي بلدة كبرى احتلها المتمردون حتى فقدوها الأسبوع الماضي.
وكانت قد استولت قوات الحكومة السورية على مناطق واسعة من المتمردين خلال الأسابيع الماضية في هجوم بدأ في 30 أبريل. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الأحد أن قوات النظام السوري نجحت في الدخول إلى مدينة خان شيخون في جنوب إدلب وبدأت بالتقدم فيها وسط معارك عنيفة مستمرة مع الفصائل المقاتلة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية "إنها المرة الأولى التي تدخل فيها قوات النظام مدينة خان شيخون منذ فقدان السيطرة عليها في العام 2014"، مشيرا إلى أنها اقتحمتها من الجهة الشمالية الغربية وسيطرت على مبان عدة.
وأضاف عبد الرحمن أن الاشتباكات مستمرة داخل المدينة وفي جبهات أخرى عند أطرافها بين قوات النظام من جهة والفصائل الجهادية والمقاتلة من جهة ثانية، مشير الي ان "قوات النظام تواجه مقاومة شرسة من قبل الفصائل، وقد لجأت هيئة تحرير الشام إلى شن هجمات انتحارية عدة في محيط المدينة".
قتل جراء معارك خان شيخون منذ ليل السبت 59 شخصا بينهم 43 جهاديا، فضلا عن 28 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. ومنذ نهاية أبريل، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة لقصف شبه يومي من قبل النظام وحليفه الروسي.
وبعدما تركزت المعارك خلال الأشهر الثلاثة الأولى في ريف حماة الشمالي، بدأت قوات النظام في الثامن من اغسطس التقدم ميدانيا في ريف إدلب الجنوبي.
وتسبب التصعيد بمقتل أكثر من 860 مدنيا، فضلا عن حوالى 1400 مقاتل من الفصائل وأكثر من 1200 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
يقول طاهر العمر، وهو صحفي مواطن مع المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة، إنهم نفذوا العديد من الهجمات الانتحارية حتى الآن.