ماكرون يدعو إلى نظام اقتصادي عالمي جديد
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظام اقتصادي عالمي جديد، وانتقد "أزمة غير مسبوقة" في اقتصاد السوق.
في خضم عدم اليقين بشأن السياسات التجارية للولايات المتحدة، قال ماكرون إن اقتصاد السوق أصبح مدفوعًا بدرجة كبيرة بالتمويل، مما تسبب في عدم المساواة "التي تهز نظامنا السياسي". ودعا إلى "إعادة التفكير" العالمية، لكنه لم يقدم تفاصيل.
في خطاب دبلوماسي كاسح الثلاثاء، قال ماكرون "نحن نعيش نهاية الهيمنة الغربية" في العالم، جزئيا نتيجة "الأخطاء" الغربية على مر القرون الماضية.
تحدث ماكرون بعد يوم من استضافته لقمة مجموعة السبع الضخمة التي خيم عليها القلق بشأن السياسات التجارية للولايات المتحدة والتوترات مع الصين والتباطؤ الاقتصادي. وانتهت القمة بدعوة للتجارة "العادلة" و"المفتوحة" ولكن دون ذكر العملات أو الحوافز المالية.
كذلك، أشار ماكرون إلى الحاجة إلى تحديد التهديدات الجديدة والتفاهم بشأن أجندة جديدة مشتركة. ورغم الانتقادات الموجهة لروسيا في ملفات كثيرة حول سوريا، أوكرانيا، حقوق الإنسان، فقد تمسك ماكرون بمقولة إنها "تتقاسم مع أوروبا قيمها"، داعيًا إلى تجاوز الاختلافات القائمة بين العالم الغربي وروسيا منذ عشرات السنوات.
في هذا السياق، اقترح ماكرون عقد قمة رباعية في الأسابيع المقبلة في إطار ما يسمى "صيغة نورماندي" التي تضم فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا، متوقفًا عند المقترحات الجديدة التي قدمها الرئيس الأوكراني. ويرى الجانب الفرنسي، أن الليونة التي أظهرها فولوديمير زيلينسكي من شأنها تسهيل الحوار بينه وبين بوتين.
تمثل دول مجموعة السبع 39% من الاقتصاد العالمي، وتساهم بأكثر من 60% في التجارة العالمية، والقمة هذه المرة لها طبيعة خاصة جدا تفرض على الرأي العام العالمي متابعتها بدقة، فالجميع ينتظر حلولا عملية "إبداعية" للأزمات التي تهز العالم خاصة قضية التغيرات المناخية بعد انهيارات جزيرة جرين لاند الجليدية بالدنمارك، وحرائق غابات الأمازون الهائلة التي فرضت نفسها كقضية رئيسية على جدول الأعمال في اليوم الأول من القمة.
وفضلًا عن قضايا البيئة والمناخ والتنوع البيولوجي، تناولت القمة موضوعات تحتاج إلى حلولا إبداعية على رأسها قضايا الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة استخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية، وتعقيدات النظام الاقتصادي والمالي العالمي الجديد!