هل انت "مضارب" أم "مستثمر" بالبورصة ؟ تعرف علي الفرق
قد يختلط الأمر وبعض الفئات لاتستطيع التمييز بين نوعين من المتعاملين بالبورصة وهم المضاربون والمستثمرون، فكيف يمكننا التفريق بين الأثنين ؟ وبالرغم من سهولة الإجابة عن هذا السؤال في البداية إلا أن أغلب الناس لا تفرق بشكل واضح بينهما.
وتتجسد إجابة هذا السؤال في إختلاف هدف وطبيعة كلاً منهم ، فالمضارب هو المتعامل الغير صبور ، الذي يريد الحصول علي أرباح في الأجل القصير، وهو المتعامل الغير صبور المخاطر والمجازف ، أما المستثمر فهو الشخص الصبور والذي يبحث دائماً عن فرص المكسب الأعلي في الأجل الطويل ، ولايتأثر بتقلبات السوق وعند المقارنة بينهم نصل دائماً الي أن نجاح المضارب أصعب بكثير من نجاح المستثمر.
وفيما يلي نستعرض الفرق بين المضارب والمستثمر بشكل أوضح ومبسط كالأتي :
المضارب
هو متداول يبحث عن الربحية فهو يريد أن يشتري الأسهم بسعر منخفض ويبيع بسعر مرتفع لكن على مدة قصيرة جدا، قد يكون الشراء والبيع خلال الجلسة نفسها، وقد تمتد إلى بضعة أسابيع، كذلك المضارب لا يبحث عن التوزيعات النقدية، بل يحرص على تسجيل أرباح سريعة وإن كانت قليلة، كذلك يعمل بنظام إقفال الخسائر بشكل سريع وفعال، وهو متابع جيد للاسعار بشكل مستمر ولحظي، ويهتم المضارب بالتحليل الفني بشكل بالغ ومتابعة نمط الأسعار.
المستثمر
هو متداول يبحث عن الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع "أو العكس"، لكن بسياسة الشراء والانتظار لمدة طويلة، لذلك فهو يبحث عن تحقيق الربحية لفترات طويلة على عكس المضارب، المستثمر لا يتأثر بتقلبات السوق ولا تغير الخسائر على المدى الزمني القصير من قراراته، لا يراقب السوق والأسعار بشكل مستمر وفوري، أخيرا المستثمر يبني قراراته على التحليل الأساسي للشركات وتحديد القيمة الحقيقية، وليس بناء على التحليل الفني وحده.
هل يسيتطيع المضارب أن يتحول الي مستثمر أو العكس ؟
من أكبر الأشياء خطورة أن يسلك المتداول طريق المستثمر مرة وطريق المضارب مرة أخرى ، لأنه في تغيير قراره سيضل الطريق ومن ثم من الممكن تعرضه لخسائر فادحة ، و كثيرا من المتداولين يقعون في هذه الأخطاء ، حيث أن عمل المضارب أصعب كثيراً من المستثمر في عدة أمور، أولها يجب أن يملك المضارب استراتيجية عمل واضحة للدخول والخروج واختيار الأسهم، كذلك لا بد أن يملك عدة صفات شخصية فدونها لن يحقق أي نجاحات تذكر ، و قد يحقق خسائر فادحة، أول هذه الصفات هي الإنضباط، فلا فائدة من تحديد إستراتيجية إذا كان المضارب سيتغاضى عنها أو يتجاوزها بعض الأحيان، كذلك لا بد أن يمتلك المضارب قوة تحكم في مشاعره تبعده عن العاطفة، ففي أحيان كثيرة سيتخذ قرارات تعاكس الاتجاه العام للسوق وهذه تتطلب قوة وشجاعة.
أما بالنسبة إلى المستثمر، فعمله يتطلب أيضاً وجود إستراتيجية واضحة خصوصا لإختيار الأسهم وتحديد القيمة العادلة، إضافة إلى الإنضباط وعدم التأثر بالعواطف وتقلبات السوق، بالإضافة الي إمتلاك قدرة تحليلية عالية للاقتصاد ،وللقطاعات والشركة، تمكنه من استيعاب كل المؤثرات في السعر والقيمة، ولابد أيضاً يجب أن يمتلك المستثمر خصلة الصبر، فدون الصبر لا يوجد مستثمر.
و كثيراً من المضاربين والمستثمرين، لهم قصص نجاح كبيرة في مجال البورصة ، ولكن أغلب المحققين نجاحاً هم فئة المستثمرين، وقصص النجاح للمضاربين موجودة ولكن قليلة جدا.
لذا لابد للمتعامل الذي يسعي لدخول السوق ، أن يحدد هدفه أولاً وبعدها يختار الإستراتيجية التي سيسلكها ويتأكد من صحتها ومن إختيار السهم المناسب .
وختاماً، نعرف جيداً من البداية أن البورصة هي سوق مثل باقي الأسوق ، قابل للربح أو الخسارة ، وعلينا أن نتقبل كل النتائج مهما كانت بصبر وحكمة ولانتألم .