زعيمة هونج كونج ترحب بالحوار لكنها لن تنفذ المطالب
أعلنت الرئيسة التنفيذية لهونج كونج إنها التقت بمجموعة من الشباب بشأن الاحتجاجات المستمرة المؤيدة للديمقراطية، لكنها لم تظهر أي علامة على التحرك لتحقيق مطالب المحتجين.
شهدت المدينة الصينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي أكثر من شهرين من الاحتجاجات التي يقودها الشباب والتي انتهت في الغالب بمواجهات مليئة بالغاز المسيل للدموع مع الشرطة.
شككت كاري لام في انتقادها بأن حكومتها تتجاهل المتظاهرين، قائلة "إنها ليست مسألة عدم الرد. إنها مسألة عدم قبول تلك المطالب".
كما رفضت الحديث عن استقالتها، وأخبرت الصحافيين اليوم الثلاثاء أنه يجب على الرئيسة التنفيذية المسؤولة الاستمرار في "الحفاظ على الحصن وبذل قصارى جهدها لاستعادة القانون والنظام في هونغ كونغ".
وكانت قد قالت للصحفيين في وقت سابق إنها ستجري حوار "مفتوح ومباشر" مع أشخاص من جميع مناحي الحياة. ولم تدل بكثير من التفاصيل حول كيفية عملها.
و اضافت "هدفنا هو العمل الجاد لحل الخلافات والصراعات، ولفهم بعضنا البعض من خلال التواصل والخروج من هذا المأزق الاجتماعي معا".
ولم تلب تصريحات لام مطالب المحتجين، بما في ذلك استقالتها وإجراء تحقيق مستقل فيما يصفونه بوحشية الشرطة.
يذكر أن المحتجين اشتبكوا مرارا مع الشرطة - منذ أن بدأت حركة الاحتجاجات في التاسع من يونيو الماضي ضد مشروع قانون من شأنه أن يسمح بتسليم المطلوبين إلى الصين - واتهموا أفرادها باستخدام القوة المفرطة.
وشهدت المسيرات بداية عنيفة لمطلع أسبوع آخر، فيما دخلت المظاهرات أسبوعها الـ12 على التوالي. حيث اعلنت شرطة هونج كونج يوم الأحد أنها اعتقلت 29 شخصا بعد وقوع اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن خلال فض احتجاجات مناهضة للحكومة.
كما وردت تقارير عن اطلاق المتظاهرين قنابل بنزين وحجارة في منطقة "كوان تونج" الصناعية المكتظة بالسكان الواقعة شرقي شبه جزيرة كولون بهونج كونج، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وظهر أكثر من مئة رجل شرطة بدروع في بلدة سكنية في منطقة كولون شرق هونج كونج في الساعة السابعة مساء لتعزيز عملية تفريق المتظاهرين، بعد إبعاد المتظاهرين عن منطقة صناعية.
وبينما طور المتظاهرون المناهضون للحكومة أساليب ماهرة للتهرب من الشرطة في الأسابيع الأخيرة، أغلقت شبكة مترو الأنفاق بالمدينة "إم.تي.آر" العديد من المحطات بشكل مثير للجدل بالقرب من المكان الذي كان من المقرر تنظيم مظاهرات فيه اليوم السبت، مما جعل من الصعب على الكثيرين مغادرة المنطقة.
وكانت شرطة هونج كونج قد اندفعت صوب حاجز أقامه متظاهرون مناهضون للحكومة بالقرب من قسم للشرطة، وقامت بدفع آلاف المتظاهرين، الذين تجمعوا في المنطقة عقب مسيرة، بعيدا.
وأطلقت الشرطة العشرات من عبوات الغاز المسيل للدموع فيما دفعت المتظاهرين إلى الوراء لنحو نصف كيلومتر إلى الشوارع الصناعية المهجورة بمقاطعة كون تونج حيث بدا أن الكثيرين عاقدون العزم على البقاء.
واختار المتظاهرون "كوون تونج" لموكبهم، حيث أنها واحدة من أول المناطق في هونج كونج التي استخدمت كاميرات "المراقبة" الذكية، طبقا للمتظاهر ديفيد تشان.
وذكر تشان أن الكثيرين كانوا يخشون من أن تستخدم حكومة هونج كونج تلك الكاميرات لمراقبة الأشخاص بنفس الأسلوب الذي كانت تستخدمه أجهزة الأمن في البر الرئيسي الصين. وكان يتم استخدام تلك الكاميرات أيضا في السابق كدليل خلال الملاحقة القضائية للنشطاء الموالين للديمقراطية.
وكانت زعيمة هونج كونج، كاري لام قد قالت في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها منفتحة بشأن توفير "منصة حوار" مع المتظاهرين على الرغم أنها قدمت تفاصيل ضئيلة حول كيفية تنفيذ الخطة.
وقالت لام المدعومة من بكين إنها واثقة فى قدرة حكومة المدينة على معالجة الاضطراب مشيرة إلى أنها لن تفقد الأمل فى فرص بناء منصة للحوار، لكنها قالت إن الوقت غير موات لفتح تحقيق مستقل فى الأزمة وهو أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.
ومن المقرر أن يقود التحقيق مجلس شكاوى الشرطة، وليس لجنة مستقلة مشكلة بصورة خاصة، كما طالب المتظاهرون.