كندا تخصص 15 مليون دولار للمساعدة فى مكافحة حرائق الأمازون
أعلنت الحكومة الكندية، إنها سترسل نهاية الأسبوع الجاري بقاذفات مياه و15 مليون دولار لمساعدة البرازيل ودول أمريكا اللاتينية لمكافحة حرائق الغابات التي تعصف بمنطقة الأمازون حاليًا.
وصرح بذلك رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو، خلال المؤتمر الصحفي الختامي لاجتماع مجموعة السبع في فرنسا - قائلًا "يمكننا أن ندعي أن الوضع في الأمازون هو مجرد جزء من حلقة طبيعية، ولكن هذا ليس بالضبط ما يحدث هنا.. إن حصيلة النشاط البشري وأحداث الطقس القاسية على مجتمعاتنا وبيئتنا وصحتنا وعالمنا ستستمر في الارتفاع ما لم نتخذ إجراءات حاسمة كجزء من التزامنا الأوسع بمكافحة تغير المناخ".
يذكر إن التعهد الكندي منفصل عن خطة أخرى اتفق عليها زعماء مجموعة السبع حتى صباح اليوم لمعالجة حرائق الأمازون والمساهمة في إنقاذ في المنطقة، والتي تشمل تقديم 20 مليون دولار أمريكي كمساعدات طارئة.
وتشهد الغابات منذ شهر يوليو الماضي حرائق مستعرة، ما أثار مخاوف دولية من مخاطر حقيقية تهددأكبر غابة استوائية بالعالم.
وتغطي غابات الأمازون مساحات شاسعة من شمال غرب البرازيل وتمتد إلى كولومبيا والبيرو ودول أخرى من أمريكا الجنوبية، وتعد أكبر غابات استوائية في العالم، إذ تبلغ مساحتها نحو 5,5 مليون كلم مربع وتلقب "رئة العالم".
وفي ظل صعوبة إجراء تقييمات، أشار المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء إلى استعار نيران جديدة في البرازيل، بعدد يقارب 2,500 حريق، وذلك فقط في غضون 48 ساعة.
وبحسب المعهد، سجل 75,336 حريقا في الغابات منذ يناير حتى 21 أغسطس، بزيادة 84% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، معظمها في غابات الأمازون.
الكارثة البيئية تسببت في سجال سياسي داخل البرازيل بين الرئيس جايير بولسونارو الذي اتهم منظمات غير حكومية بالوقوف وراء هذه الحرائق، في حين تتهمه تلك المنظمات "باللامسؤولية".
الأزمة تخطت كذلك الصعيد الداخلي، إذ أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أن الحرائق في الأمازون "أزمة دولية" داعيا إلى مناقشتها خلال قمة مجموعة السبع التي تستضيفها بلاده نهاية الأسبوع.
وطبقا لخدمة كوبرنيكوس (كامز) لمراقبة الجو التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن سحب الدخان تسافر وصولا إلى ساحل الأطلسي. بل لقد جعلت السماء تُظلم في ساو باولو على مسافة تتجاوز 3.200 كيلو متر.
ومن بين الانبعاثات غاز أول أكسيد الكربون، الناتج عن احتراق الأخشاب في ندرة من الأكسجين.
وتُظهر خرائط (كامز) وصول غاز أول أكسيد الكربون ذي المستويات المرتفعة من السُميّة إلى ما وراء الخطوط الساحلية لأمريكا الجنوبية.
ويحيا في حوض الأمازون حوالي ثلاثة ملايين نوع من النباتات والحيوانات، ومليون نسمة من السكان الأصليين. ويعتبر حوض الأمازون حيويا لكبح مستوى الاحتباس الحراري حول العالم؛ حيث تمتص الغابات ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون كل عام.
وعند قطع الأشجار أو حرقها، ينطلق الكربون الذي تخزنه تلك الأشجار إلى الجو وتقلّ قدرة الغابات المطيرة على امتصاص انبعاثات الكربون.
عدد من الدول في حوض الأمازون، الذي تترامى أطرافه على مساحة 7.4 مليون كيلومتر مربع، شهد ارتفاعا في عدد الحرائق في العام الحالي.
وكان ثاني أكبر عدد من الحرائق من نصيب فنزويلا التي شهدت أكثر من 26 ألف حريق، تلتها بوليفيا في المركز الثالث مسجلة أكثر من 17 ألف حريق.
واستأجرت حكومة بوليفيا طائرة لإطفاء الحرائق المشتعلة شرقي البلاد. وامتدت ألسنة الحرائق لنحو ستة كيلومترات مربعة في الغابات والمراعي.
كما دفعت الحكومة بالمزيد من عمال الطوارئ إلى المنطقة، كما تعمل حاليا على إقامة محميات للحيوانات الهاربة من النيران.
وفي هذه الأثناء، يظل الوضع في أكبر غابة استوائية بالعالم خارج السيطرة.