قذاف الدم: تدخلات قطر في ليبيا نابعة من شيوخ التطرف
قال أحمد قذاف الدم المسؤول السياسي لجبهة النضال الوطني والمبعوث السابق للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، إن تدخلات قطر في ليبيا نابعة من شيوخ التطرف الذين اختطفوها، مطالبا الدول العربية بإيجاد مخرج للدوحة للتراجع عن مواقفها، وللخروج من المأزق التي وضعت نفسها فيه.
وفي تصريحات صحافية،
قال مبعوث القذافي إن قطر كانت حليفا لليبيا وكانت كغيرها من الدول ليست بيننا وبينها
عداوات، مضيفا: "كنا أصدقاء وحلفاء، وتجمعنا الجامعة العربية، لكن ما جرى من قادتها
مجبورون عليه لأنهم مغلوبون على أمرهم ولا أعتقد أن ما يجري في ليبيا يخدمهم وإنما
أجندات لدول عظمى".
وقال إن قطر مختطفة
سواء من الخارج أو من شيوخ التطرف، وحاولت أن تساعد طرفا على حساب آخر في ليبيا انصياعا
لتعليمات من اختطفوها، وأود أن أقول لهم ولغيرهم، ليبيا ليست ملعب كرة أو مصارعة ثيران
أو ميدانا لتصفية حسابات ولن تكون في منأى من النيران، وعليهم أن يكفوا أذاهم عنا وعن
الدول العربية، مضيفا أن المقام لن يطول بهم إذا استمروا في هذه اللعبة، وإذا ظلوا
في إهدار أموالهم في تغذية الصراعات والفتن.
وأضاف أن قطر لن
يكون لها حصانة مع الغرب، وعليها أن تدرك أن محيطها هو العالم العربي وأمتها العربية
والإسلامية، وحين تستمر في الانشقاق عن محيطها فلا بد أنها ستنتهي، ومن يستخدمها حاليا
لشق صف العرب، سيلقيها بعد انتهاء الغرض منها، مطالبا الدول العربية بإيجاد مخرج لقطر
للتراجع عن مواقفها وللخروج من المأزق التي وضعت نفسها فيه ومشددا على أن شعب قطر شعب
عربي شقيق.
وأشار إلى أن قوة
قطر في اندماجها مع أشقائها العرب، قائلا: "أدعو قادتها وحكامها لجادة الصواب
وعليهم أن يحرروها ممن اختطفوها، ويتخلصون من شيوخ التطرف والبهتان، وعلى رأسهم الداعية
"يقصد يوسف القرضاوي دون أن يذكر اسمه"، الذي كان يصف القذافي بإمام المسلمين
وبعد العام 2011 وصفه باليهودي".
وكشف أن هذا الداعية
"القرضاوي" كان يزور ليبيا ويصلي خلف القذافي ويدعو له ويصفه بإمام المسلمين،
وعقب ذلك وصفه بالكافر وأفتى بقتله.
وشدد على أنه يجب
على السلطات في قطر محاكمة هذا الداعية وغيره بتهمة الكذب والنفاق، فهو كاذب ومنافق،
لأنه إما كان كاذبا في وصف للقذافي بالكفر، أو وصفه بإمام المسلمين، مؤكدا أن هؤلاء
هم من جروا قطر لمعسكر آخر بعيدا عن أشقائها وجيرانها، وهم سبب تلك الفتن والمؤامرات
التي تحاك ضد العرب لحساب الطامعين في ثروات العرب وهم من حولوها إلى وكر للتأمر على
أمتها.
وكشف قذاف الدم
أن جماعة الإخوان أصبحت أداة في يد من يريد أن يتسلل للدول العربية وهي قلب الإسلام
وهم واهمون، وعليهم مراجعة أنفسهم إن كانوا صادقين، لأنهم أصبحوا أداة تخدم أجندات
انساقوا وراءها فدمروا 4 جيوش لدول مسلمة وشردوا 15 مليون مسلم وقتلوا 5 ملايين وبددوا
900 مليار من ثروات المسلمين، وعليهم أن يبرهنوا على مدى استفادة العرب والمسلمين التي
عادت على الإسلام أو الخلافة من ممارساتهم.
وعن محاولات تركيا
تثبيت أقدام الإرهاب في ليبيا، قال المسؤول الليبي السابق، إن طرابلس كانت أول من ساندت
تركيا ووقفت معها في حربها ضد اليونان بقبرص وسلحت جيشها، مضيفا أن الأتراك يتملقون
الغرب ويقيمون علاقات مع إسرائيل، من أجل أن يسمح لهم بالانضمام للاتحاد الأوروبي وهو
ما لم ولن سيسمح به الغرب.
وقال إن علاقة
ليبيا وتركيا كانت قوية، حيث ساهم عشرات الآلاف من الليبيين في الدفاع عنها في عهد
أتاتورك وبقي في مدينة أزمير وحدها جالية بها أكثر من 100 ألف ليبي، مشيرا إلى أنه
زارهم في السبعينيات عندما كان يدرس في تركيا التي أحبها وتعلمت لغتها.
وتابع: "يؤسفني
ما وصلت إليه من عداوة وعدوانية مع العرب تصب في مصلحة الأعداء، وهذا لن يطول ففي النهاية
لن يصح إلا الصحيح".
وأضاف علينا جميعا
أن نتعلم الدروس وننظر إلى حجم الدمار الذي حل بأمتنا وإلى أين نحن ذاهبون، وماذا لو
وضعنا كل إمكانياتنا لصالح الأمة، مؤكداً أن الوضع كان سيتغير للأفضل.
وقال إن الأزمة
في ليبيا سببها الرئيسي التدخل الغربي، فالغرب هو من يدير الصراع الحالي في ليبيا،
ولا يريد أن يخرج منها، لأن ليبيا بالنسبة له مفتاح مهم لإفريقيا، وتمتد بطول 2000
كيلومتر على البحر المتوسط، فضلا عن عدد سكانها القليل نسبيا، مضيفا أنه تم خلال الصراع
الحالي تهجير 2 مليون من سكانها.
وأكد أن الغرب
هدفه استمرار الصراع في ليبيا حتى تصبح دولة فاشلة وتوضع تحت الوصاية، ورهن ثرواتها
من النفط والذهب والغاز والسيطرة على إفريقيا من خلالها وتأمين جنوب أوروبا، فضلا عن
تنصيب قواعدهم البحرية والبرية فوقها ولعل أهم أسباب الصراع في عام 2011 هو منع القذافي
من الهيمنة على القارة من خلال الاتحاد الإفريقي.
وقال إن ليبيا
قطعت شوطاً كبير في حروب تحرير إفريقيا واستطاعت تنصيب أكثر من عشرين رئيس دولة، وقاد
القذافي الوحدة الإفريقية وأعلن الاتحاد في سرت في العام 1990 وبدأنا الإعداد لحكومة
إفريقية واحدة وسعينا للوصول إلى الولايات المتحدة الإفريقية وهذا يعني إغلاق أبواب
إفريقيا على الغرب، مشيراً إلى أن الحال وصل بنا الآن إلى أننا أصبحنا نجاهد لتوحيد
الأسرة الواحدة في ليبيا.
وكشف قذاف الدم
أن ليبيا لم يكن يتواجد بها عناصر كثيرة من جماعة الإخوان المسلمين فعددهم قبل
2011 لم يتجاوز 350 فردا، مرجعا الأمر إلى أن الدولة الليبية لم تكن بها بيئة خصبة
أو مناسبة لظهور تيارات متطرفة أو نمو تيارات الإسلام السياسي، مضيفاً أن عدد من يدعون
انتمائهم لتيارات الإسلام السياسي لا يتجاوزون في ليبيا حاليا 5 آلاف إرهابي بينهم
3 آلاف أجنبي، وإذا استقرت ليبيا وأقاموا حزبا سيكون كحزب راكاح المتطرف في الأراضي
المحتلة.
الصراع حاليا في
ليبيا - كما يقول قذاف الدم - ينحصر بين تيارات وطنية وعملاء مأجورين مدفوعين من قبل
دول غربية وغيرها، لكن الحل بيد الليبيين وحدهم فهم من يملكون الحل وحق منح الشرعية،
مشيراً إلى أن ليبيا كانت دولة ملء السمع والبصر ولديها قيادات وكوادر مؤهلة لحكم البلاد
وكلنا ثقة في شعبنا الذي قرر إسقاط دولة الباطل.
وقال إن المعركة
الأهم حاليا هي إعادة ليبيا لحضن الليبيين، وبالتالي لابد من دعم الجيش الوطني الليبي
في معركته لتحرير أراضي ليبيا وتحرير العاصمة طرابلس وبعدها تنطلق العملية السياسية،
والتي يجب أن ترتكز على أن الشرعية للشعب والجماهير، والجيش سيكون حاميا، لذلك فهو
جيش كل الليبيين وليس جيش فرد بعينه سواء معمر القذافي أو خليفة حفتر، مؤكدا أن الجيش
الليبي ومنذ الأربعينيات يخوض معارك باسلة للدفاع عن أرضه وبلاده وشعبه وحريته ولن
يكون هناك إقصاء لأحد.
وأضاف قذاف الدم
أن الحل لابد أن يبدأ ببناء دولة جديدة بالعفو الشامل والمصالحة فكلنا أبناء الشعب
الليبي، وعلينا أن نتجاوز أثار تلك السنوات العجاف التي تلت 2011، ونطرد الذين يحاولون
نهب مقدراتنا وثرواتنا، وأن تعود الشرطة والجيش وهما بالفعل موجودان، ثم تبدأ عملية
التسوية السياسية على أن تشارك فيها كافة أطياف وفئات الشعب الليبي وتشكيل حكومة وطنية
وانتخابات تحت رعاية المجتمع الدولي.
وحول إمكانية عودة
رموز نظام القذافي للعمل السياسي، قال قذاف الدم نحن موجودون بالفعل، ونشارك في تفاهمات
مع القبائل والقوى السياسية ونلتقى بهم، ونحن من دفعنا مهر ليبيا منذ الفتوحات وحتى
المواجهة خلال 8 شهور مع الناتو، ومتواجدون في كافة مفاصل ليبيا، وبالتالي فنحن الرقم
الصعب في المعادلة الليبية، مضيفا أن سقوط النظام كان بفعل "الناتو" وكل
من كانوا عبارة عن "كومبارس" .