محلل أمريكي: قطر تقف خلف حملة "نيويورك تايمز" المعادية لترامب
أثار المحلل الأمريكي المتخصص في السياسة الخارجية، جوردن شاشتيل، عدة تساؤلات بشأن استقلالية السياسة التحريرية لصحيفة "نيويورك تايمز"، وموضوعيتها وحيادها، لافتا إلى تدخل وكلاء قطريين في تناول الصحيفة الأمريكية لبعض القضايا.
وقال شاشتيل، في مقال نشره موقع "ديلي واير"،
إن "نيويورك تايمز" نشرت الأسبوع الماضي تقريرا اتهمت فيه رجل الأعمال إليوت
برويدي، أحد كبار جامعي التبرعات السابقين للحزب الجمهوري وأحد معاوني دونالد ترامب،
بإساءة استغلال صلاته بالرئيس لتحقيق مصالح شخصية.
وأكد الكاتب إلى
أن الصحيفة اختلقت قصة تتهم فيها برويدي باستغلال
علاقته بالرئيس على نحو غير صحيح لإبرام صفقات ضخمة لصالح أعماله التجارية، وأن الصحفيين
كينيث فوغل وديفيد كيركباتريك وديكلان والش، الذين اشتركوا في كتابة التقرير، اطلعوا
حصريًا على وثائق خاصة ورسائل بريد إلكتروني، تتضمن أدلة على سلوكيات فاسدة.
وأوضح المقال أن
صحفيي "نيويورك تايمز" لم يكشفوا كيف تمكنوا من الاطلاع على تلك الوثائق
الخاصة، خصوصا الاتصالات الشخصية لبرويدي، لكن في العام الماضي، رفع برويدي دعوى قضائية
ضد دولة قطر، زعم فيها أن قراصنة يعملون لحساب حكومة الدوحة سرقوا منه رسائل البريد
الإلكتروني وغيرها من المراسلات الخاصة به. ونُشرت بعض الوثائق المسروقة في عدد من
وسائل الإعلام، التي ركز كثير منها على علاقاته مع المنافسين الإقليميين لقطر في الخليج.
أضاف المحلل الأمريكي
أن "نيويورك تايمز" لم تُخبر قراءها بأن الصحفيين الثلاث، الذين عملوا على
التقرير، تواصل معهم، في وقت سابق من العام الجاري، وكلاء أجانب لدى حكومة قطر، وتحدثوا
معهم عن الموضوعات ذاتها التي تطرقوا إليها في تقريرهم، مشيرا إلى أن ملفات التسجيل
الخاصة بالوكلاء الأجانب في الولايات المتحدة أكدت أن جماعات ضغط أجنبية تعمل لحساب
الدوحة، تواصلت مع فوغل وكيركباتريك وولش، مارس 2019، وتحدثوا معهم تحديدًا عن قضية
برويدي.
ورغم أن هذه المعلومة لا تقدم دليلا قاطعا على أن
صحفيي "نيويورك تايمز" حصلوا على السبق الصحفي مباشرة من قطر، بحجسب الكاتب،
لكن افتقارهم للشفافية بشأن اتصالاتهم الشخصية مع عناصر من النظام القطري يثير حتمًا
تساؤلات حول موضوعية وحياد تقريرهم، خصوصا أن الصحيفة الأمريكية لم تنشر الوثائق في
شكلها الأصلي، لذلك من غير الممكن أن يقرر القارئ ما إذا كانت حقيقية أم لا، كما أن
الصحفيين لم يعرضوا ملخصًا دقيقًا ووافيًا للوثائق.
وأكد شاشتيلأنه
طلب من فوغل التعليق على الاتصالات غير المشار إليها التي دارت بين الصحفيين الثلاث
وقطر، لكنه رفض التعقيب على الأمر. لافتا إلى أن كما أن كيركباتريك لديه تاريخ طويل
في التودد إلى قطر والدفاع عن المنظمات الإسلامية التي تمولها وتدعمها، مثل جماعة الإخوان.
واعتبر الكاتب أن "نيويورك تايمز" مدينة
لقرائها بالاعتراف بأن جماعات ضغط تعمل لحساب قطر كانت على تواصل مع صحفييها بخصوص
برويدي. مشددا على أن عدم ذكر هذه المعلومة في تقريرهم يعزز الشكوك بأن قطر - المُتهمة
باختراق رسائل برويدي - ربما كانت مصدر "سبقهم الصحفي" عن تعاملاته الشخصية
والمهنية.