قطر مصرة على دعم القاعدة في الصومال
تسعى قطر إلى نشر الفوضى في منطقة القرن الإفريقي التي أصبحت محط أنظار العالم، لاسيما في السنوات الأخيرة، ويحاول "نظام الحمدين" استغلال أزمات وخلافات دول هذه المنطقة للسيطرة عليها خدمة لأجندته لتحقيق أهدافه السياسية الخاصة.
من ناحية أخرى
ووفقاً لصحف عربية صادرة الأربعاء تواصل ميليشيات الحوثي التخبط، حيث تمارس وبصورة
عشوائية عمليات اعتقال بين القبائل المؤيدة لها، في الوقت الذي حذرت فيه مقالات من
خطورة الاعتراف الدبلوماسي الحوثي بإيران أخيراً.
صحيفة "الاتحاد"
الإماراتية تطرقت إلى هذه المحاولات القطرية للسيطرة على موانئ الصومال. وأشارت الصحيفة
إلى أن مساعي الدوحة التخريبية تتواصل، وهو ما أدى إلى محاولاتها للسيطرة على الموانئ
الصومالية.
وقال الباحث السوداني
بمركز الخرطوم للدراسات السياسية والاستراتيجية أسامة أبوبكر إن منطقة شرق أفريقيا
تشهد تنافساً على هذا الممر المائي الذي يربط شرق العالم بغربه، وأضاف للصحيفة أن قطر
عندما حاولت البحث عن موطئ قدم لها في سواحل شرق أفريقيا، وجدت أن السواحل في جنوب
الصومال مثل تنزانيا، وكينيا، وغيرها سواحل مأهولة وبها امتداد إقليمي مؤثر، أما السواحل
في الشمال مثل السودان، وجيبوتي ففيها العديد من القوى الدولية المؤثرة، ولذلك فإن
المنطقة التي تتوفر فيها الفرصة بالنسبة لقطر هي الصومال، ولهذا قامت بتفعيل حلفائها
هناك حتى تستطيع أن تنافس الدول الأخرى.
من جهته، قال الباحث في العلوم السياسية بجامعة القاهرة،
تيكواج بيتر، إن قطر تسعى للتوسع في مواقع استراتيجية جغرافياً، لاسيما منطقة شرق أفريقيا،
لبسط نفوذها في هذا الإقليم الأكثر تأثيراً على مستوى القارة، ومن ثم تُعد الصومال
المدخل الرئيس لتحقيق تلك الأهداف.
من جانبه قال الخبير
السياسي محمد أبو الفضل في مقال تحليلي له بصحيفة العرب إن الدوحة تشق طريقها في القرن
الأفريقي عبر حركة الشباب ودعم كل مسببات الفوضى. وأشار أبو الفضل إلى أن إعلان الدوحة
أنها تعتزم تشييد ميناء بحري جديد في هوبيو بالصومال، يمثل خطوة لم تلاق استحساناً
على الكثير من الأصعدة، خاصة في ظل الدعم القطري للحركات المتطرفة بإفريقيا.
وأشار أبو الفضل
إلى أن الصفقة القطرية الجديدة في ميناء هوبيو تدين قطر أكثر مما تفيدها وتؤكد ما تردد
عن دعم قطر للإرهاب في الصومال، وسعي الدوحة الدائم لإبقاء الفتنة مشتعلة في الصومال
لتحقيق أهدافها السياسية الخاصة.
انقسام الحوثيين
من ناحية أخرى
أبرزت عدد من الصحف تداعيات المشهد اليمني، وأشارت صحيفة "الرياض" السعودية
إلى تصاعد الأزمة السياسية في صفوف الحوثيين عقب تصفية إبراهيم بدر الدين الحوثي. وقالت
مصادر سياسية يمنية إلى إن السلطات الحوثية تشن حملات اختطاف واسعة في صفوف المدنيين
اليمنيين تحت ذريعة البحث عن المتهمين بعملية التصفية.
وقالت هذه المصادر
للصحيفة إن حملة الاختطافات الحوثية مستمرة في صنعاء ومحافظة إب إضافة إلى المديريات
التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات الإرهابية في محافظة تعز، وتركزت بشكل أكبر في عزلة
الأعروق التابعة لمديرية حيفان بمحافظة تعز، حيث تتهم الميليشيا أحد أبنائها بالمشاركة
في تصفية إبراهيم بدر الدين الحوثي.
وقالت الصحيفة
إنه سواء كانت عملية التصفية تمت في سياق صراع الأجنحة ونتيجة خلافات بين القيادات
أو بفعل استهداف من خارجها، فإنها بحسب مراقبين تشير إلى تصدع في التماسك الداخلي للميليشيا
وتثبت قابلية كبيرة للخيانة المتبادلة بين رموز الأسرة الحوثية وقادة الصف الأول، إلى
حد التصفية بالقتل، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي واشتعال الصراعات في صفوف
الحوثي الآن.
ومع هذا التصعيد
السياسي المتواصل في اليمن انتبه الكاتب الصحفي بـ"الأهرام" أحمد سيد أحمد
إلى خطورة الاعتراف الدبلوماسي الرسمي الإيراني بالحوثي، وهو الاعتراف الذي تجلى بتعيين
سفير للحوثيين في إيران، الأمر الذي سيكون له تداعيات في منتهى الدقة.
وقال سيد أحمد
إن هذه الخطوة تحمل دلالات خطيرة وستؤدي إلى تداعيات سلبية على المشهد اليمني. وأشار
إلى أن هذه الخطوة تؤكد ولاء الحوثي لولاية الفقيه في إيران، وهو ما سيؤثر سلباً على
مستقبل اليمن، خاصة وأن هذا الدعم الإيراني للحوثيين سيؤدي إلى تعقيد الأزمة اليمنية
ويقلل من فرص التسوية السلمية لها، بصورة ستؤدي إلى إنهائها.