من البداية حتى النهاية.. قصة طبيب أقصري قطع شرايينه "فيسبوك"

في أواخر شهر يوليو الماضي، أصيب "هلال" بجلطة في المخ، مما أدى إلى توقف بعض الوظائف الحيوية لديه، ومكوثه في المنزل، لينشر ما يحدث معه بشكل يومي على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، وحظي على متابعة العديد من رواد التواصل الاجتماعي وتعاطفهم معه.

لم يكتفي الطبيب الشاب بنشر التقارير الطبية وسوء حالته التي تزداد يومًا بعد يوم، بل كان يوصى ببعض الوصايا حين وفاته بشكل فكاهي، ليقابل المرض بنوع من الدعابة، وطمأنة أصدقاءه لعدم استطاعته الرد على الجميع – حسب قوله -.

"ما قبل الحادثة"

وشهدت الساعات الأخيرة قبيل واقعة الانتحار، منشورات للشاب، يتحدث فيها عن وجود مشكلات أسرية بينه وبين والدته وشقيقه، متهمًا إياهم بمحاولة قتله باستفزازه، ليعقب ذلك منشورًا بوصية له، تنص على عدم الصلاة عليه أو إقامة جنازة له.

وفي صباح اليوم الأربعاء، أعلنت الطبيب الشاب عبر صفحته الشخصية استسلامه للمرض والضغوط النفسية التي يمر بها قائلًا: " أنا استلمت.. الحياة قاسية وكلها معاناة.. ولا تستحق"، في اشارة منه إلى إقدامه على الانتحار.

وبعدها بلحظات نشر الشاب صورًا له على صفحته، والدماء من حوله على فراشه داخل غرفته، بعد قيامه بتمزيق شرايين يديه وقدميه معلقًا عليها " بالنسبة للناس اللي عندها جرأة في انهاء حياتها، هذه هي الطريقة، وبمشرط تالم، لسه أمامي 4 ساعات".

وسارع المقربين أصدقاءه بموقع التواصل الاجتماعي بإبلاغ الإسعاف، التي انتقلت على الفور لمنزل الطبيب الشباب، وتحويله إلى مستشفى أرمنت، لإنقاذه.

وصرح الدكتور محمد منصور مدير مستشفى أرمنت التخصصي، باستقرار حالة الشاب بعد انقاذه وتحويله لقسم العناية المركزة لاستكمال علاجه.