إمارة الفساد في قطر لا تتوقف عن مشاريعها المشبوهة بإفريقيا
يبدو أن إمارة الفساد في قطر لا تتوقف عن مشاريعها المشبوهة في إفريقيا، إذ وقعت اتفاقية مع الصومال لإنشاء ميناء هوبيو بإقليم مدغ، مستغلة انبطاح الرئيس محمد عبدالله فرماجو لتنفيذ أغراضها الخبيثة.
جاء ذلك خلال زيارة قام بها نامق الدوحة
محمد عبدالرحمن آل ثاني، الذي يشغل منصب وزير الخارجية في نظام تميم، حيث أجرى خلالها،
مباحثات مع رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، على هامش زيارةيُجريها الأول للعاصمة
الصومالية مقديشو.
وتحدث الوفد القطري بلسان الصومالين أصحاب
الأرض، إذ أعلن مندوب قطر البدء بتنفيذ مشروع بناء ميناء "هوبيو" بإقليم
مدغ وسط الصومال، بحضور وزير النقل والمواصلات في البلدين.
وذكرت وكالة الأنباء الصومالية "صونا"
أنه قد جرت مناسبة إعلان بدء المشروع في مكتب رئيس الحكومة الفيدرالية، وبحضور كل من
دولة رئيس الوزراء حسن علي خيري، ونائب رئيس الوزراء مهدي محمد غوليد، ونائب رئيس مجلس
الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس ولاية غلمدغ
السيد أحمد دعالي غيلي حاف، وبعض من أعضاء مجلسي الشعب والشيوخ للبرلمان الفيدرالي،
ووزراء ونواب وزراء، ومسؤولين آخرين.
ونقلت الوكالة عن وزير المواصلات والاتصالات
ورئيس مجلس إدارة شركة موانئ قطر، جاسم بن سيف السليطي، القول "إنه من الآن فصاعدا،
سيتم بدء بناء ميناء هوبيو بشكل حديث وعصري يواكب الموانئ المتقدمة في العالم، وإن
الاستعدادات للشروع في ذلك جارية، من أجل استفادة الشعب الصومالي من استثمار الميناء
في حال انتهاء المشروع".
من جانبها، قالت وزيرة المواني والنقل البحري
بالصومال، مريم أويس، إن "انطلاق مشروع بناء ميناء هوبيو سيخلق فرصة عمل للمواطنيين
وسيساهم في اقتصاد البلاد".
وحاول أذناب تميم طمس مخططاتهم الاستعمارية
الخبيثة، بالتصريحات الوردية، إذ أطلق جاسم السليطي جملة من الأكاذيب، مدعيا أن المشروع
يخدم أهالي الصومال، متناسيا التسجيل المسرب لمواطنه القطري خليفة كايد المهندي، رجل
مخابرات قطر في الصومال، الذي اعترف في مكالمة هاتفية بأنه وراء تفجيرات بوصاصو.
وتأتي زيارة الوفد القطري بعدما كشفت مكالمة
مسربة بين سفير قطر في الصومال ورجل أعمال مقرب من تميم العار حجم الإرهاب القطري في
الصومال، حيث لجأت عصابة الحمدين إلى الاستعراض الإعلامي والإنساني، فيما استغل نظام
الدوحة استثماراته الملوثة للتغطية على جرائمه.
كما يأتي شروع النظام القطري في بناء ميناء
هوبيو بإقليم مدغ وسط الصومال، بعد أشهر من اغتيال باول أنطونيو فرموسا رئيس عمليات
شركة موانئ بي.آند.أو المملوكة لحكومة دبي في منطقة بلاد البنط شبه المستقلة.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز"
الأمريكية، الشهر الماضي، تسجيلا صوتيا مسربا، يؤكد تورط قطر في تفجيرات حدثت في الصومال.
التسجيل المسرب عبارة عن مكالمة هاتفية
بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي،
المقرب من أمير قطر تميم من حمد، ويؤكد فيه المهندي للسفير أن "أصدقاء الدوحة"
يقفون وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو في مايو الماضي "لتعزيز مصالح قطر
من خلال طرد منافسيها".
وخلال لقاء الوفد القطري مع مسؤولين صوماليون،
ادعوا ضخ أموال ضخمة لشراء صمت مقديشو، زاعمين إقامة مشاريع البنية التحتية بالأماكن
الأكثر احتياجاً، مروجين لفكرة توفير فرص عمل كثيرة لامتصاص الغضب الشعبي، في خطوة
مكشوفة لتجميل وجه دوحة الدمار الملطخ بالدماء.
وفي ديسمبر الماضي، وقعت الصومال وقطر،
بالعاصمة الدوحة، عدة اتفاقيات تنموية، بينها مشروع بناء ميناء هوبيو بإقليم مدغ وسط
البلد الأول.
ويعتبر ميناء هوبيو واحد من أقدم الموانئ
الصومالية، حيث يقع على الساحل الشمالي الشرقي في البلاد بالقرب من خليج عدن.
ويقع ميناء هوبيو يقع على الخط البحري بين
اليمن والصومال، حيث يشكل أكبر ممر للسلاح غير الشرعي للجماعات المتطرفة، ما قد يكون
قناة اتصال مثالية بين تنظيمي القاعدة وداعش باليمن والصومال، كما يمكن استخدامه كمعبر
استراتيجي آمن لتسليح مليشيات الحوثي الإرهابية، ليسهل تهريب الأسلحة من القاعدة التركية
في الصومال.
ويبدو أن التحرك القطري الجديد جاء أيضا
في إطار التصعيد ضد الأشقاء خاصة الإمارات، بعدما فشلت أذناب الدوحة في تحويل عقود
موانئ دبي إلى صالحها، من خلال ترهيب العاملين فيها بتنفيذ تفجيرات انتحارية، ينفذها
حركة الشباب الصومالية.
وكثفت قطر التي تواجه عزلة في محيطها الخليجي
والإقليمي، بسبب سجلها الحافل في دعم وتمويل الإرهاب، تحركها في منطقة القرن الإفريقي
وتحديدا في المناطق الإستراتيجية التي تشكل مجالا حيويا لأمن الملاحة البحرية الدولية
وفضاء مهما لأمن الخليج العربي، وذلك من بوابة التعاون الاقتصادي.
ووجهت الدوحة بوصلة اهتمامها تحديدا للصومال
الذي تمزقه الصراعات، مستغلة هشاشة الوضع الأمني وضعف الحكومة الصومالية التي سارعت
بدورها للتخندق في المحور القطري التركي، في تحرك يقول متابعون للشأن الصومالي ولسياسات
قطر إنه لا يخرج عن سياق زيادة التغلغل في مفاصل الدولة المنهكة اقتصاديا وأمنيا وتعزيزا
لعلاقات قائمة أصلا مع قادة محليين وقادة ميليشيات وجماعات متطرفة.
وتثير مشاريع قطر في الصومال الريبة لدى
أوساط صومالية، سبق أن أعلنت خشيتها من هيمنة الدوحة على موانئ ومواقع إستراتيجية ومخاوفها
من توسيع منافذ التشدد في المنطقة.
وواجهت حكومة الرئيس الصومالي محمد عبدالله
فرماجو المزيد من الانتقادات الداخلية على خلفية اصطفافها في المحور القطري التركي
وتعريض أمن الصومال للخطر.