للشائعات وجوه كثيرة بـ"السوشيال ميديا".. 3 وقائع الأكثر ضجة هذا العام آخرهم "مصلي العجلة".. وخبير: التعامل يحتاج دراسة
أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي، أحد المصادر الرئيسية للأخبار والمعلومات، والذي يعتمد عليه الأغلبية لمعرفة أخبار العالم في لمح البصر، فدقائق معدودة تكفي لينتشر الخبر كالنار في الهشيم، خاصة بوجود زر "الشير"، والذي يتيح للشخص مشاركة المعلومة مع من حوله في أقل من لحظة، ودون قيود، ودون النظر إلى حقيقة المعلومة المتداولة أو خصوصية الأخرين، ما يؤدي في النهاية إلى أزمة تسبب في تشويه صورة البعض أو التسبب في تدمير حياة مواطنين ليس لهم ذنب في شئ، سوا أن البعض تداول أخبارهم دون فهم الحقيقة كاملة.
المصلي على العجلة
خلال الأيام الماضية، آثارت صورة المواطن محمد محمد سنقر ابن مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وهو بصلاة عيد الأضحى المبارك بساحة مساكن كفر حجازى بالمحلة، على دراجة هوائية جدال واسع على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، بعد أن قام احد الشباب بتصويره أثناء قيامه بالصلاة وهو راكبا دراجته الهوائية، وقام بنشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تمر ساعات قليلة حتى انتشرت كالنار فى الهشيم، وأثار ضجة كبيرة بين رواد التواصل الاجتماعي، الصورة المتداولة على موقع التواصل الأجتماعي تسببت في لغط كبير على السوشيال ميديا، حتى سارع أفراد عائلة الرجل بتوضيح أن الرجل السبعيني أصابته جلطة بسبب تلك الصورة.
وأكد عم "سنقر" صاحب الصورة المتداولة على السوشيال ميديا، أن لجأ للصلاة على العجلة بسبب ظروفه المرضيه، وحالته الصحية التي تمنعه من التحرك بصورة طبيعية.
وتعرض العامل البسيط بشركة مصر للغزل والنسيج لموجه إساءة من عدد كبير من المواطنين، ووصل الأمر إلى اختلاقهم إصابته بجلطة ونقله للمستشفى على اثر ذلك وتعرض إحدى بناته لمشاكل مع زوجها، بل تصاعدت الأكاذيب إلى ادعاء وفاته بسبب حزنه وتعرضه لحالة نفسية سيئة.
صورة روان
لم يكن "عم سنقر" هو المتضرر الوحيد من هوس"السوشيال ميديا"، ففي يونيو من العام الجاري، تداول ؤواد موقع التواصل الأجتماعي "فيس بوك"، صوراً لشابة جميلة الملاح تدعى روان، وتكشف الصورة عن مدى برأتها وجمالها.
واتخذ الرواد منولها بطريقة ساخرة، حيث بدأوا في نشر صورهم، وهم أطفال ولكن بطريقة كوميدية.
وبالبحث عن روان اتضح انها شابة عشرينية من طنطا وتدرس بكلية الحقوق انجليزي، وذاع صيتها بعد نشر صورتها وهي في أوائل المرحلها الدراسية، لتثير ضجة هائلة عبر موقع التواصل الإجتماعي ما ادى إلى تفاعل الرواد وتداول صورتها معبرين عن جمالها وبراءتها، ليدفعهم الفضول للبحث عنها.
وبعد انتشار تلك الصورة التي تحمل ملامح البراءة، حاول رواد التواصل الإجتماعي تقليد روان ولكن بطريقة ساخرة تنم عن روح الدعابة التي يملكها المواطن المصري.
فيما انتشرت بعض الصفحات التي تنتحل صفة الفتاة الجامعية ما اثر غضبها وبدأت في تنبيه رواد التواصل بشأن هذا الامر، حيث بدأ البعض إستغلال الضجة التي نالتها روان في الاونة الاخيرة والحصول على عدد من المتابعين.
واقعة طفل البلكونة
الأمر ذاته تكرر في مارس من العام الجاري، وبالتحديد عند واقعة طفل البلكونة، حيث أثار مقطع فيديو لسيدة أثناء محاولتها إدخال ابنها إلى منزلها عن طريق نافذة شقة جارتها فى الطابق الثالث بمنطقة حدائق أكتوبر حديث الجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ويتسبب فى التحقيق معها قضائيًا.
وتبين أن تلك الأسرة فقيرة، ولا تملك حق شراء مفتاح لمنزلها، وقالت في تصريحات صحفية:" أنا كنت جاهلة حينما فعلت ذلك، وسوء تصرف منى ولم يحضر فى ذهنى أننى من الممكن أن أتسبب فى إيذاء الطفل وإلحاق الضرر به"
وتابعت، أن هدفها هو توصيل أبنائها الى بر الأمان وعدم إيذائهم، وانها لم تفكر أبدًا فى تعريض حياة أى منهم للخطر، وما حدث منها كان سوء فهم وتقدير للأمر، فقد أعمى الغضب عينها وجعلها تتصرف بتلك الطريقة.
53 ألف شائعة في شهرين
لا تتوقف السوشيال ميديا عن إبراز وقائع لأشخاص وتتسبب في تضررهم، بل تساهم أيضاُ في إثارة الجدل بسبب الشائعات، ومن أبرز الأدلة على ذلك، ما حدث في نوفمبر 2017، كشفت دراسة أعدها البرلماني أحمد بدوي، عضو لجنة الاتصالات، عن 53 ألف شائعة تم تداولها في المجتمع خلال شهرين فقط، تركزت حول زيادات أسعار وقرارات لم تُصدرها الحكومة.
كما أكدت الدراسة التي أشرفت عليها لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أن بعض وسائل الإعلام نقلت نسبة تصل إلى 30% من هذه الشائعات على أنها أخبار حقيقية، دون التأكد من صحتها.
حملة إعلامية
وفي هذا السياق، يقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن نشطاء المواقع التواصل الأجتماعي في مصر لا يتركون واقعة على السوشيال ميديا الإ وعلقوا عليها سواء كانت آرائهم صحيحة أم خاطئة، وهذا الأمر يساهم في تداول الشائعة والصورة المزيفة حول أمر ما، دون توافر معلومات صحيحة وكاملة حول ما يتم تداوله، وتخلو تلك التعليقات من الحس الإنساني.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن التعامل مع السوشيال ميديا يحتاج إلى دراسة ، وبالتالي هذا الأمر يمكن مواجهته من خلال حملة إعلامية للمواطنين على التلفاز لتوعيتهم بالتعامل مع أخبار السوشيال ميديا، وكيفية تبين الحقيقي منها والزائف، بجانب تدريس مادة "التربية الإعلامية" للأطفال في المدارس لتوعيتهم حول الاستخدام الصحيح للسوشيال ميديا في حياتنا، وكيف إذا واجهنا خبر يمكن تبين حقيقته، بجانب توعيتهم بشأن الحفاظ على الحياة الشخصية للأفراد ومنع تداول صور تؤذي الغير.