التفاصيل الكاملة لأزمة الناقلة الإيرانية جريس 1
غادرت ناقلة النفط الإيرانية، جريس 1، جبل طارق متجهة إلى البحر المتوسط، جاء ذلك بعد أن قال رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو إنه يمكن السماح للناقلة الإيرانية المحتجزة بالمغادرة، رغم أن الأمر قد ينتهي بنظر المسألة في المحكمة مرة أخرى بسبب طلب قانوني أمريكي بمنعها من ذلك، حيث قررت حكومة جبل طارق، التابعة لبريطانيا في البحر المتوسط، الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة لديها "جريس 1" بعد احتجازها لأكثر من شهر، وذلك رغم طلب واشنطن في اللحظات الأخيرة احتجازها، لكنها لم تحدد موعدا لذلك خاصة بعد تلقيها الطلب الأمريكي في اللحظات الأخيرة باحتجاز الناقلة.
وهنا ترصد "الفجر"، التفاصيل الكاملة لأزمة ناقلة النفط الايرانية جريس 1، وذلك عبر السطور التالية.
بداية الأزمة
احتجز الحرس الثوري الإيراني في 19 يوليو الماضي ناقلة نفط تملكها السويد، وترفع العلم البريطاني، في الخليج، وكانت الناقلة جريس 1 قد احتجزت بسبب أدلة على أنها كانت متجهة إلى سوريا، في انتهاك لعقوبات مازال يفرضها الاتحاد الأوروبي عليها، وأرسلت بريطانيا جوًا 30 بحارًا إلى جبل طارق لمساعدة الشرطة في احتجاز الناقلة وحمولتها، بطلب من حكومة جبل طارق، حيث أثار احتجاز الناقلة أزمة دبلوماسية بين بريطانيا وإيران، تصاعدت أكثر خلال الأسابيع الأخيرة، وكما أعلنت بريطانيا أنها ستشارك في القوات التي تقودها الولايات المتحدة في الخليج، لحماية السفن التجارية العابرة من مضيق هرمز، الممر الرئيسي للنفط في العالم.
وكان قد أعلن الحرس الثوري الإيراني، احتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، زاعما أن ذلك كان بسبب عدم اتباعها قواعد الملاحة الدولية، واستخدمت إيران، الناقلة البريطانية بمثابة ورقة ابتزاز ومساومة حتى تجبر سلطات جبل طارق على الإفراج عن الناقلة "جريس 1"، واعتبرت ذلك من مبدأ التعامل بالمثل.
رفع العلم الإيراني وتغيير اسم الناقلة
وكانت الناقلة الإيرانية ترفع علم بنما عندما احتجزتها سلطات جبل طارق، لكن بنما قالت في وقت لاحق إنها أنهت تسجيل الناقلة الإيرانية في سجلاتها قبل أشهر بسبب مشاركتها في تمويل الإرهاب، ونقل التلفزيون عن جليل إسلامي مساعد مدير مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية قوله: "بناء على طلب المالك، ستتجه ناقلة النفط صوب البحر المتوسط بعد إعادة تسجيلها تحت العلم الإيراني وتغيير اسمها إلى أدريان داريا في أعقاب إعدادها للرحلة".
وقال إسلامي: "سيبدأ الطاقم المكون من 25 فردًا رحلته بعد التجهيزات التي تشمل إعادة التزويد بالوقود"، ولم يحدد تقرير التليفزيون شخص مالك الناقلة.
تهديدات أمريكية
رغم الإفراج عن الناقلة فإن واشنطن هددت بحظر منح تأشيرات لطاقم الناقلة، وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورجان أورتاجوس أن الناقلة "جريس 1" كانت تقدم المساعدة للحرس الثوري الإيراني الذي تعتبره واشنطن "منظمة إرهابية" عبر نقلها النفط من إيران إلى سوريا عندما تم ضبطها الشهر الماضي، بحسب "فرانس برس".
وأعلن عن ذلك المحامي جوزف ترياي ممثل النيابة العامة أمام المحكمة العليا دون أن يوضح على ماذا يستند طلب وزارة العدل الأمريكية الذي وصل قبل ساعات، ويقضي طلب مساعدة قضائية عادة بالطلب من محكمة مثل محكمة جبل طارق، تنفيذ قرار صادر عن محكمة أجنبية، وفي هذه القضية، محكمة أمريكية، بحسب "فرتس برس".
فشل أمريكي وانتصار إيراني
وطالبت وزارة العدل الأمريكية، سلطات جبل طارق البريطانية بتمديد احتجاز ناقلة النفط الإيرانية "جريس 1"، ولكن سلطات جبل طارق قررت الإفراج عن السفينة رغم التهديدات الأمريكية في مكسب كبير لإيران، وكما هددت الولايات المتحدة بحظر منح تأشيرات أمريكية لطاقم ناقلة النفط الإيرانية التي أفرجت عنها سلطات جبل طارق رغم طلب واشنطن احتجازها.
وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورجان أورتاجوس، أن الناقلة "جريس 1" كانت تساعد الحرس الثوري الإيراني الذي تصنفه واشنطن "منظمة إرهابية"، ما يعني أن أفراد طاقم السفينة "قد يكونوا غير مؤهلين للحصول على تأشيرات أمريكية أو يرفض دخولهم إلى الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالإرهاب".
وتابعت، أن واشنطن ستواصل استخدام جميع الأدوات المتاحة لها لحرمان إيران ووكلائها من الموارد التي يحتاجون إليها للانخراط في أنشطة من شأنها زعزعة الاستقرار في سوريا وغيرها من الدول.