في ذكرى فض "رابعة".. متى تحظر" أمريكا" الإخوان؟
تحل اليوم 14 أغسطس الذكرى السادسة لفض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، بعد اعتصام استمر 47 يومًا، بسبب اعتراض جماعة الإخوان المسلمين عزل الرئيس الأسبق "محمد مرسي" المنتمي للجماعة في يوليو 2013، وتسببوا في قتل العشرات من المصريين، وتخريب المنشآت العامة والخاصة وقطع الطرق وتعطيل المواصلات.
وبرغم مرور تلك الفترة على فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة، وكشف ما قامت به جماعة الإخوان من انتهاكات وجرائم إرهابية وتخربية ليس في مصر فقط ولكن في عدد من الدول الإ أنه لم يتم حظرها رسمياً من قبل أمريكا كأحد الكيانات الإرهابية، ويبقى التساؤل حالياً متى يمكن لأمريكا حظر جماعة الإخوان نهائياً.
مباحثات البيت الأبيض
في إبريل من العام الجاري، ذكرت سارا ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في تصريحات لبي بي سي، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إدراج جماعة الإخوان المسلمين للقائمة الأمريكية الخاصة بـ"الجماعات الإرهابية الأجنبية".
وأوضحت سارا أن الرئيس تشاور مع فريقه للأمن الوطني وزعماء المنطقة الذين يشاركونه القلق، مشيرة إلى أن ضم الجماعة للقائمة "يأخذ مساره في داخل الدوائر الداخلية لصنع القرار".
مشاركة جميع الدول العربية
وبهذا الصدد، يقول سامح عيد، باحث في حركات الإسلام السياسي، إن أمريكا لا يمكنها حظر جماعة الإخوان المسلمين حالياً، لأن الدول العربية لم تحظرها بأكملها، فهناك 4 دول عربية حظرت الجماعة ولكن حزب الإصلاح والتنمية في تونس مازال قوي، وكذلك حزب الإصلاح في اليمن له نفوذ في الحكم، وحزب العدالة والتنمية في الجزائر، وبالتالي هناك العديد من الدول العربية مازالت تتبنى نظام الجماعة، فلا يمكن حظرها خارجياً الإ بمشاركة الجميع.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن أمريكا تبحث عن مصالحها، وتشجيع نظام الرأسمالية والشركات متعددة الجنسية وجماعة الإخوان لها أذرع قوية في الخارج وتنفذ جميع أوامر أمريكا وتنصاع لأوامرها، وبالتالي عملية حظر الجماعة لن يأتي الإ بتوحيد الدول العربية بأكملها على قرار أن الجماعة منظومة إرهابية وبالتالي هذا الأمر سيؤثر على قرارات أمريكا.
قرار من الكونجرس
ومن جهتها، أوضحت الدكتور نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، وخبيرة العلاقات الدولية، أن قرار حظر جماعة الإخوان الإرهابية يحتاج إلى قرار من قبل "الكونجرس"، وهناك لوبي قوي من جماعة الإخوان له تعاملات مع الكونجرس الأمريكي، وبالتالي هذا القرار لن يتم إتخاذه بسهولة.
توحيد قرارات الدول العربية بشأن جماعة الإخوان
وأشارت في تصريحات خاصة لـ" الفجر"، أن هناك بعض الدول العربية لم تصنف الجماعة ككيان إرهابي، بل تنخرط الجماعة في حكم والسيطرة على بعض الدول، وبالتالي نحتاج إلى توحيد كلمة الدول العربية وقرارها من أجل السيطرة على الجماعة الإرهابية والحصول على دعم مجلس الأمن كي يتم حظرها.
مصالح مشتركة بين الجماعة وأمريكا
بينما أوضح مصطفى حمزه، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقدم على حظر جماعة الإخوان المسلمين لعدة اعتبارات أبرزها المصالح المشتركة بين أمريكا والتنظيم الدولي الموجود في أكثر من 60 دولة في العالم.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه لا يوجد تنظيم بأسم"جماعة الإخوان المسلمين" داخل أمريكا بل يتواجد الحزب من خلال جمعيات خيرية ومؤسسات مجتمع مدني وشركات أقتصادية ومدارس وجامعات ومراكز إسلامية، وكل تلك المؤسسات تأسست وفقاً لقانون كل ولاية، وبالتالي فكرة حظر الجماعة مستبعدة نهائياً.