حظر تحليق طائرات بوينج يتسبب في خسائر ضخمة لشركات السياحة
تراجعت أرباح شركة توي، أكبر شركة سياحية في العالم، خلال الربع
الثاني من العام الجاري، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حظر تحليق طائرة بوينج 737
ماكس.
وقالت الشركة في بيانا لها، إن إيراداتها تراجعت بنسبة 85 في% خلال الربع
الممتد من أبريل إلى يونيو الماضيين؛ لتصل إلى 22 مليون يورو، مقارنة بالربع نفسه
من العام الماضي.
وبجانب المشكلات التي وقعت بسبب حظر تحليق طائرات 737 ماكس، قام
العملاء بحجوزات أقل لقضاء عطلاتهم الصيفية مقارنة بالعام الماضي.
وتراجعت الإيرادات التشغيلية للشركة قبل حساب الضرائب والفوائد بنسبة
46 في المائة لتصل إلى 101 مليون يورو خلال الربع الثاني من العام الجاري.
والشركة لديها 15 طائرة من طراز 737 ماكس ضمن أسطولها، وكان من المقرر
أن تتلقى ثماني طائرات أخرى هذا الصيف.
وبعد سلسلة من الحوادث التي
كانت الطائرة طرفا فيها، اضطرت شركة توي لاستثمار مبالغ كبيرة من أجل استبدال
الطائرات.
وقال رئيس الشركة فريتس يوسن إن الشركة تتوقع أن تسجل إيراداتها
التشغيلية بالنسبة للعام بأكمله تراجعا بنسبة 26 % مقارنة بنتيجة العام الماضي
التي بلغت 1.2 مليار يورو.
وتسبب سقوط طائرتين من طراز 737 ماكس، أكثر طائرات العالم مبيعا، خلال
بضعة أشهر قليلة، في أزمة عميقة لشركة بوينج الأمريكية للطيران.
ولكن ليست مبيعات الشركة فقط هي التي تعاني بقوة من قرارات حظر تحليق
هذه الطائرات، التي توالت دوليا تباعا منذ سقوط الطائرتين.
وأصبحت هذه الأزمة تثقل كاهل الاقتصاد الأمريكي بشكل واضح، حيث أضرت
مشكلات الطائرة 737 ماكس بالنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
ويحذر خبراء معنيون من استمرار الأزمة في كبح جماح أكبر اقتصادات
العالم.
وهناك عديد من الشركات التي تعمل في توريد مستلزمات صناعة الطائرات
لشركة بوينج، إضافة إلى شركات طيران وغيرها من الشركات التي تأثرت بضعف شركة بوينج
المصنعة للطائرات.
وأكد الخبير الاقتصادي مايكل بيرس، من مؤسسة كابيتال إيكونوميكس
للتحليلات الاقتصادية، في دراسة له، أن "قرارات حظر إقلاع الطائرة 737 بوينج
انعكست في الربع السنوي الثاني على استثمارات الشركات في صناعات التسلح وعلى
الصادرات وتسببت في خفض متوسط نسبة النمو المتوقع للاقتصاد الأمريكي على مدى عام
إلى 0.25 نقطة مئوية".
وقال رئيس بوينج، دينيس مويلينبورج، أخيرا، إنه من غير المستبعد أن
تستمر الشركة في خفض إنتاجها من طائرة 737 ماكس إذا طال أمد إعادة السماح للطائرة
737 ماكس بالتحليق، بل ربما قررت الشركة تجميد الإنتاج تماما.
و"إذا استمر خفض الإنتاج فربما انعكس ذلك مجددا وبقوة على وتيرة
النمو الاقتصادي خلال الربع السنوي الثالث" حسبما حذر الخبير بيرس من مؤسسة
كابيتال إيكونوميكس.
رغم أن شركة بوينج لا تزال تأمل أن تعود طائرتها 737 ماكس للعمل إلا
أن هذا الأمل يبدو متفائلا، حيث اكتشف مراقبون مشكلات جديدة أخيرا، ما يرجح إطالة
أمد الحظر.