قطر تلجأ للمرتزقة التشاديون لتشتيت الجيش الليبي
لم تتوانى العصابة
القطرية عن التحرك في عدة اتجاهات بليبيا لإحياء مخططها الإرهابي، خاصة مع فشل الحكومة
الغير شرعية بالعاصمة الليبية والتي يرأسها الإخواني فايز السراج، ما دفع دوحة التطرف
إلى تغيير وجهة تمويلها.
ولجأ تميم العار
إلى المرتزقة التشاديون، بعد هزائم ميليشيات طرابلس المتكررة، في مسعى لوقف الانتصارات
التي يحققها الجيش الوطني الليبي، حيث أمر الذليل الجماعة المعارضة بالهجوم على مدينة
مزرق وتشتيت الجيش الليبي، لكن طائرات المشير خليفة حفتر تصدت لأتباع ذميم وأحبطت مساعيهم.
وكشفت مصادر من
مدينة مرزق جنوب ليبيا، السبت، أن ميليشيات الإرهابي أبوبكر السوقي التابعة لما يعرف
بقوات حماية الجنوب نفذت هجوما إرهابيا على المدينة.
وتابعت المصادر،
في تصريحات صحافية، أن الميليشيات الإرهابية شنت هجوما على مدينة مرزق، مدعومة بعناصر
وسيارات من المرتزقة التشاديين، في وقت مبكر من اليوم السبت في محاولة للدخول إلى المدينة.
ونوه المصدر إلى
أن القوات تصدت بالفعل لمحاولة المرتزقة في التقدم والدخول بآلياتهم لحي 17 بمرزق،
وتسببت في مقتل عدد من الإرهابيين، لم يتم حصرهم حتى الآن.
من جانبه، قال
المنذر عمر الخرطوش، الناطق باسم اللواء 73 مشاة بالجيش الليبي، إن الأوضاع في مدينة
مرزق الآن جيدة، ويعود للهدوء بعد تدخل أهالي المنطقة.
وتابع الخرطوش،
أن أهالي مدينة مرزق والجيش الليبي منعا مجموعة أبوبكر السوقي الإرهابية من دخول مدينة
مرزق، خاصة في حي بند لواح، في محاولة منه القبض على شخصيات داخل المنطقة.
يذكر أن أبوبكر سوقي هو قيادي إرهابي يتبع مليشيات
(حسن موسى التباوي) المعروفة بـ"قوات حماية الجنوب" الموالية لحكومة الوفاق
غير الدستورية في طرابلس، والتي تضم عددا كبيرا من المرتزقة التشاديين.
ونفذت مليشيات
حماية الجنوب عددا من العمليات الإرهابية على مدن (مرزق وسبها والفقهاء) الليبية منذ
بدء عملية طوفان الكرامة بالعاصمة طرابلس 4 إبريل الماضي، لتخفيف ضغط الجيش الليبي
عن الجماعات الإرهابية المتحالفة معها في طرابلس.
ورجح مراقبون للشأن
الليبي، في وقت مبكر أمس الجمعة، أن يشهد الجنوب الليبي هجمات إرهابية على خلفية تحريك
عدة كتائب كبرى من الجيش الليبي نحو العاصمة، كنوع من تخفيف الضغط عن الجماعات المتحالفة
معها، إضافة إلى وجود تلميحات بمثل هذه الهجمات على صفحات المليشيات، وكان سلاح الجو
الليبي نفذ فجر الجمعة غارات على أهداف إرهابية بالجنوب الليبي.
وقال اللواء محمد
منفور قائد غرفة عمليات سلاح الجو، في تصريح صحفي، إن المقاتلات استهدفت رتلا مسلحا
لمجموعات من المرتزقة التشاديين 70 ك قرب منطقة براك -جنوب غرب ليبيا- قبل تحركه في
اتجاه شمال البلاد.
وأشار المنفور
إلى أن القوات البرية تلاحق ما تبقى من المجموعة المستهدفة، واستعاد منها مجموعة من
السيارات المسلحة وغير المسلحة.
يشار إلى أن المرتزقة
التشاديين بدأوا في الانتشار داخل ليبيا منذ فبراير 2011، مستغلين الفراغ الأمني في
الجنوب، بالتحالف مع التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم القاعدة، وعمل كثير منهم في صفوف
مليشيات حكومة الوفاق غير الدستورية في طرابلس، وشاركت في عدة عمليات على منطقتي الجنوب
والهلال النفطي في الشمال.
من جهته، كشف أحمد
عطا الباحث في الإرهاب الدولي بمنتدى الشرق الأوسط في لندن، أن المخابرات القطرية وراء
تصعيد ميليشيا شورى بنغازي الإرهابية في مدينة مرزق الليبية ضد الجيش.
وأكد، في تصريحات
صحافية، أن الدوحة رصدت ميزانية مفتوحة لرجل المخابرات القطري المتخفي في صفة رجل الأعمال
خليفة المهندي للاتصال بالتنظيمات الإرهابية المسلحة لفتح جبهة في الجنوب الليبي باستخدام
المرتزقة التشادية وما يسمى"مجلس شورى ثوار بنغازي" المسلح في ليبيا.
وكشف عطا عن أن
"المهندي" وراء وجود المرتزقة التشاديين داخل معادلة الصراع الليبي، كما
أنه دعم العصابات التشادية في الجنوب الليبي لاستمرار الضغط وفتح جبهات متوازية وحصار
الجيش الوطني الليبي.
ولفت عطا إلى أن
الوضع الجغرافي في ليبيا وحدودها المفتوحة أكثر من 4383 كيلومترا يجعل من المستحيل
السيطرة عليها بشكل كامل، كما يحول دون منع تسلل العناصر الإرهابية والمليشيات المسلحة
والمهاجرين غير الشرعيين.
وأكد أن
"الجنوب الليبي به تنويعة من المليشيات المسلحة من المعارضة التشادية، والتي تمكنت
من دخول البلاد فور الإطاحة بنظام القذافي، وبدأت عملياتها المسلحة ضد المدنيين والعسكريين
بمدن الجنوب الليبي والجنوب الشرقي منذ عام 2012".
وأشار عطا إلى
أن هذه التنظيمات تحالفت مع تنظيم القاعدة، خاصة في الهجوم على حقول النفط جنوبي البلاد
والموانئ النفطية في الشمال.
على صعيد متصل،
كشفت مصادر محلية من داخل مدينة مرزق الليبية عن أن حكومة الوفاق غير الدستورية بقيادة
فايز السراج تدعم ميليشيات العصابات التشادية وقبائل التبو التشادية في الهجوم على
مدينة مرزق.
وأكدت المصادر
أن إرهابيين من الفارين من مسلحي شورى بنغازي يشاركون في الاعتداء على سكان المدينة
التي تقع في أقصى جنوب البلاد.
ومن جهته، قال
علي المقرحي، أحد شهود العيان بمدينة مرزق الليبية: "رأيت عناصر من شورى بنغازي
يقاتلون ضمن القوات المعتدية على مدينة مرزق".
أما عمر علي إبراهيم
الدوجالي، مقرر المجلس الأعلى لقبائل إقليم فزان، فقال: إن العصابات التشادية تحاول
الدخول إلى مرزق مدعومة من حكومة الوفاق غير الدستورية، واصفاً هذه الحكومة بـ"
العميلة".
وأشار الدوجالي،
أن هذه العصابات الإرهابية لديها أسلحة ثقيلة ومتوسطة ودبابات وسيارات دفع رباعي.
وشدد الدوجالي
على أن سلاح الجو التابع للجيش الوطني الليبي يقف لهذه العصابات بالمرصاد، ودمر العديد
من آلياتهم، وقتل العديد من المتطرفين.
وأكد الدوجالي
رفض القبائل والمجالس الاجتماعية لهذا العدوان
وقتال هذه المليشيات للجيش الليبي، قائلا: "الجيش الوطني الليبي درعنا ضد هذا
الاحتلال".
يبدو أن الخراب
القطري والتركي لا يتوقف، ليسرق أرواح الكثير من الأبرياء لا سيما الأطفال، إذ تسبب
قصف عشوائي لميليشيات تشادية مدعومة من قطر وتركيا بمدينة مرزق جنوب ليبيا، في مقتل
طفل وإصابة 6 آخرون.
وقال الجيش الليبي،
في بيان، إن المرتزقة التشاديين يطلقون النار بشكل عشوائي بالأسلحة الثقيلة لترويع
السكان وإجبارهم على النزوح من منازلهم.
وأكد البيان أن
إحدى هذه القذائف تسببت، الخميس، في استشهاد طفل وجرح باقي أفراد أسرته النازحة.
وأوضحت مصادر طبية
في مرزق أن العصابات التشادية قصفت حي بندلواح، ما أسفر عن وفاة الطفل أسامة محمد جادرم
(4 سنوات)، وإصابة 6 أطفال بجروح أعمارهم ما بين 7 سنوات وعامين.
وتأتي هذه الجريمة
التي ترتكبها ميليشيات المرتزقة التشاديين التي يقودها الإرهابي حسن موسى سوقي التباوي
المطلوب دوليا، والمدعوم من تركيا وقطر، في إطار التحالف مع الجماعات الإرهابية المحاصرة
في طرابلس، ومحاولة لضرب الخطوط الخلفية للجيش الليبي.
وقتلت هذه المليشيات
نتيجة القصف العشوائية، الخميس أيضا حسب شهود عيان من عرب مدينة مرزق، شخصين هما أبوبكر
صالح ردو وضياء خزام، حسب مصادر طبية من مدينة مرزق.
وأوضحت المصادر
أن قناصة مليشيات التبو التشادية تطلق النار من أعلى البنايات على السكان.
كما سبق ونفذت
جريمة تصفية الليبي محمد مختار علوة وزوجته من عرب مدينة مرزق وأصابت طفلهما، خلال
محاولتهما الهروب من القذائف العشوائية على الأحياء.
كما سبق ونفذت
مليشيات المرتزقة التشاديين مصحوبة بمجموعات عرقية من قبائل التبو الحدودية (بين ليبيا
وتشاد) هجوما إرهابيا بالمدفعية والعربات الدي بي دي مسلحة بأعيرة 14.5 خاصة على عدة
أحياء بالمدينة.
وكان الجيش الوطني
الليبي (ممثلا في كتيبة خالد بن الوليد) توصل لاتفاق تهدئة في وقت سابق بين الأعراق
في المدينة (العرب والتبو والطوارق)، إلا أن بعض منتسبي قبائل التبو بالتعاون مع المرتزقة
التشاديين خرقوا هذا الاتفاق واعتدوا على الأهالي والمدنيين، ما أسفر عن استشهاد عدد
من الأفراد من عرب مرزق، ما دفع الجيش الليبي للتدخل للقضاء على العصابات الإرهابية
التي تهدد الاستقرار في الجنوب.
وبدأ مرتزقة تشاديون
الانتشار داخل ليبيا منذ فبراير 2011، مستغلين الفراغ الأمني في الجنوب بالتحالف مع
التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم القاعدة.
وعمل كثير منهم
في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق غير الدستورية بطرابلس، منفذين عمليات عدة على منطقتي
الجنوب والهلال النفطي شمالا.