أفعال وأدعية "عجيبة" للسلف الصالح في يوم الحج الأعظم.. تعرف عليها
كان الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم يقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة؛ ليفوزوا بالعتق من النار، ويقومون بأعمال جليلة وعجيبة حتى ينالوا رضا ربهم؛ عملًا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
وفي هذا السياق بينت العديد من المؤلفات عن سير الصحابة مثل كتاب (أصحاب محمد) و(شذرات الذهب) و(معرفة الصحابة)؛ قصصًا للسلف الصالح في يوم الحج الأعظم؛ نذكر منها قول الإمام علي رضي الله عنه: "ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار، وليس يوم أكثر فيه عتقًا للرقاب من يوم عرفة؛ فأكثر فيه أن تقول: اللهم أعتق رقبتي من النار، وأوسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الجن والإنس".
وروي عن الفــضيل بن عـــياض أنـــه نظر إلى تسبيح الناس وبكائهم عشـــية عرفة؛ فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صـــاروا إلى رجل فسألوه دانــقًا - يعني سدس درهـــم - أكان يردهم؟ قالوا: (لا والله) قال: (والــله لَلْمــغفرة عند الله أهون من إجــــابة رجل بدانـــق).
وكــــان ابن عــــمر يرفع صوته عشية عرفة يقـــول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له المـــلك ولـــــه الحـــمد وهو على كل شيء قدير، اللهـــم اهدنا بالهــــدى وزينــــا بالتــــقوى واغـــفر لنا في الآخــــرة والأولى. ثم يخـــفض صوته ثم يقول: اللـــــهم إني أسألك من فضــــلك وعطــــائك رزقًــــا طـــيبًا مبـــاركًا، اللهم أنــــــت أمرت بالـــدعاء وقضـــيت علـــى نفسك بالإجـــابة، رب وأنت لا يخلف وعــــدك ولا يكذب عــــهدك، اللـــهم ما أحببـــت من خــــير فحببه إلينا ويسره لنا، وما كرهت من شــــر فكرهه إلينا وجنــبناه، ولا تنــــزع منا الإسلام بعد إذ أعطـــيته لنـــا يا أرحم الراحمين.
ومن السلف الصالح من غلبه الرجاء؛ قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه، وعيناه تذرفان، فالتفتَ إليّ فقلت له: (من أسوأ هذا الجمع حالًا؟) قال: (الذي يظن أن الله لا يغفر له).
ودعا بعض العارفين بعرفة فقال: (اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصيبة على تركك القبول مني)؛ فهذا حال سلفنا الصالح فهلّا فعلت مثل فعلهم.
وهذا مطرف بن عبدالله بن الشخير - رحمه الله - وهو من علماء السلف الصالح، وقف في عرفة مع بكر المزني فقال أحدهم: (اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي)، وقال الآخر: (ما أشرفه من موقف وأرجاه لأهله لولا أني فيه).
وكان حكيم بن حزام رضي الله عنه يقف بعرفة ومعه مائة بدنة مقلدة ومائة رقبة - أي من العبيد الأرقاء - فيعتق رقيقه فيضجّ الناس بالبكاء والدعاء ويقولون: ربنا، هذا عبدك قد أعتق عبيده، ونحن عبيدك فأعتقنا من النار.