لقب بـ"صوت المقاومة".. "محمود درويش" شاعر بدرجة مناضل
"سلامٌ لأرضٍ خُلِقَت لاجل السلام وما رأت يوماً سلاما"، كلمات عبر بها الحاضر رغم الغياب، الذي جسد صوت المقاومة والكلمة المقاتلة التي استطاع بها على مدار أكثر من 30 عاما أن يهز ضمير العالم ويزرع الخوف في قلوب مجتمع الاحتلال، إنه الشاعر الفلسطينيي محمود درويش، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم.
شق قلب عدوه بقلمه، وخط بكلماته خريطة الكفاح العربي الفلسطيني،
أعطى بعدا ثقافيا للقضية الفلسطينية، وبأشعاره وكلماته والبعد الثقافي الذي منحه للقضية،
أصبح الشأن الفلسطيني حديثا للعامة والبسطاء، بل جسد بشعره القضايا القومية والعربية،
كان واحدا من أهم شعراء العصر الحديث، مليء بالخيال والخبرة الحياتية، وهو ما أعطى
شعره الصدق والعمق الشديدين وجعله مختلفا عن شعراء المنطقة، حتى لقب بالعاشق لتراب
الوطن المحتل.
اعتقاله
حمل على كتفيه حملا وطنيا وقوميا ثقيلا، ورفض كل عروض السلطة
والمناصب، لأنه يعرف أن قيمة الشاعر أعلى بكثير من قيمة السياسي، هو تجربة شعرية كبيرة،
تمثل أشعاره قمة النضال والتحدي والمود. واُعتُقِل محمود درويش من قبل السلطات الإسرائيلية
مرارًا بدءًا من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام
1972 حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئًا إلى القاهرة في
ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر
والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علمًا أنه استقال من اللجنة التنفيذية
لمنظمة التحرير احتجاجًا على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية.
وصيته قبل رحيله
توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس
2008، بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، تكساس، التي
دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء في مستشفى "ميموريال هيرمان"،
نزع أجهزة الإنعاش بناءً على توصيته.
٣ أيام حداد بفلسطين
وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد ثلاثة أيام
في كافة الأراضي الفلسطينية حزنًا على وفاة الشاعر الفلسطيني، واصفًا درويش "عاشق
فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء،
وقد وري جثمانه الثرى في 13 أغسطس في مدينة رام الله حيث خصصت له هناك قطعة أرض في
قصر رام الله الثقافي، وتم الإعلان أن القصر تمت تسميته "قصر محمود درويش للثقافة".
وقد شارك في جنازته آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وقد حضر
أيضا أهله من أراضي 48 وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ومن كلماته التي كانت كالرصاصة في قلب المحتل:
لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم.
بدون الذاكرة لا توجد علاقة حقيقية مع المكان.
إن كان لا بد من حلم، فليكن مثلنا وبسيطاً .
هَلْ فيْ وُسعيْ أن أختارَ أحلاميْ لئلّا أحلمَ بما لا يتحقق
! .
فلنذهب إلى الخطأ جميعاً لانه فاتحة الصواب
فارس يغمد في صدر أخيه خنجرًا بإسم الوطن ويصلي لينال المغفرة!
ونحنُ لم نحلم بأكثر من حياةٍ كالحياة أو نموت على طريقتنا.
ما دمت أحلم فأنا حي لأن الموتى لا يحلمون.