هل تسعى "الإخوان" بتونس للاستحواذ على كرسي الرئاسة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في موقف ليس بجديد على جماعة الإخوان المسلمين، والتي تسعى لتولى السلطة بأسم"الدين"، قامت حركة النهضة التونسية بحسم موقفها من الترشح للانتخابات الرئاسية في تونس، ودفعت بأحد قيادييها، رئيس مجلس نواب الشعب المؤقت، عبد الفتاح مورو، مرشحا باسمها في سباق الفوز بمقعد الرئاسة في قصر قرطاج.

وبمجرد أن أعلنت الجماعة عن هذا النبأ،  انتقد عدد من قيادات الإخوان داخل وخارج تونس، وعلى رأس هؤلاء رفيق عبد السلام القيادى الإخوانى التونسى، ذلك القرار  حيث  اعتبرت هذه القيادات أن إخوان تونس تسير بخطى ثابتة نحو سيناريو إخوان مصر، مطالبين راشد الغنوشى زعيم إخوان تونس بالتراجع خطوة للخلف، خوفاً على مستقبل الجماعة.

 
انعدام فرصة الجماعة في الحصول على كرسي الرئاسة
وبشأن مستقبل حركة النهضة الإخوانية فى الانتخابات الرئاسية التونسية، قال خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، إن حركة النهضة لم تخفِ أطماعها بدورها في الانتخابات الرئاسية، لا سيما أن رئيسها راشد الغنوشي الذي تتجه آماله إلى " قصر قرطاج 2019 " قد سبق وعبّر بصراحة عن اهتمامه بالرئاسة، لكن من حسن الحظ أن فرص تحقيق حركة النهضة طموحاتها بشأن الانتخابات الرئاسية تكاد تكون منعدمة، في الوقت الذي تصطدم فيه أحلام الغنوشي بالحقائق التي تؤكد "بأنه لا شعبية له"، وبحسب آخر استطلاعات الرأي حول نوايا الأصوات تصدّر رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، قائمة الشخصيات التي لن يصوت التونسيون لها في الانتخابات الرئاسية التونسية بـ 21.5%.

وأضاف المحلل السياسى السعودى، فى مقال له بصحيفة "العين الإماراتية": لقد تمكن الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي من تحجيم دور الإخوان في المشهد التونسي واحتكارهم للسلطة بتأسيس حزب "نداء تونس" والذي تم تشكيله في العام 2012، ما بعد الائتلاف الذي سعت حركة النهضة الإخوانية لتأسيسه أو الدخول فيه مع حزب المؤتمر وحزب التكتل الديمقراطي.

وقد ضم الحزب وجوها نقابية معارضة إضافة إلى التيار اليساري والدستوريين ومجموعة من ناشطي المجتمع المدني والحركة النسوية التونسية. وقد أكد الرئيس الباجي أن تأسيس "حزب نداء تونس" جاء لإحداث توازن في المشهد السياسي التونسي، وهو ما دفعه للفوز في الانتخابات الانتخابات التشريعية والرئاسية -في العام 2014 - جاء ليهمش ويضعف ويعزل حركة النهضة الإخوانية من المشهد السياسي التونسي.

انقسام سيتوحد في النهاية
ومن جهته علق المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي، على ترشح الإخوان لرئاسة تونس قائلاً:" النهضة والإخوان يعلنون مرشحهم في السباق الرئاسي في تونس؟ أعتقد أن هناك العديد من المرشحين للإخوان وقطر تركيا، ولكن لمن سيذهب الدعم الكامل؟ الكل يرى أن هناك انقسام في الإخوان، ولكن هذا الانقسام سيتوحد في النهاية".

 نوايا خفية للجماعة
‏وقد كتب في تغريدة له على توتير: "ما يفعله حاليا حزب النهضة في تونس وتمرير تشريعات مثل حظر النقاب، والمساواة في الميراث هو مجرد مهادنة للشارع وامتصاص غضبه، وهو استمرار للمناورات الإخوانية المعروفة لكسب الشارع المحلي في تونس، وتأكيد أنها ليست جماعة دينية خالصة تهدف للإصلاح الديني كما تقول وتدعي، وإنما ذات أهداف وأبعاد سياسية تجعلها تكسر كل التشريعات والأعراف الدينية للوصول إلى غاياتها".

أشد خبثًا
ومن ناحية أخرى، أكد المحلل السياسي، نذار مقني، أن إخوان تونس أخبث من اخوان مصر سياسيا إذ أنهم ناوروا فى مرحلة أولى عندما اشتدت الرياح عليهم خارجيا وداخليا واتجهوا إلى التوافق مع نداء تونس للحكم فى مرحلة ما بعد انتخابات 2014 وهو ما مكنهم من أن يكونوا فى الحكم بحكم التحالف مع حزب رئيس الجمهورية الذى ضعف بفعل هذا التحالف وبفعل ما قامت به النهضة من مناورات ضربت حليفها فى الصميم وقسمته.